لتفادي حرمان الجزائريين من الأنترنت *** أوصى خبراء بضرورة تعزيز وتنويع الشريط المارّ الدولي للأنترنت من أجل تفادي الاضطرابات التي مسّت مستعملي الأنترنت كما حدث خلال هذا الأسبوع على إثر انقطاع الكابل البحري للألياف البصرية في عرض مدينة عنابة. بعد أن تضرّر الكابل يوم الخميس الفارط تمّ يوم الثلاثاء على الساعة الرابعة صباحا (04:00 سا) تصليح الكابل البحري للألياف البصرية وقد عادت خدمة الأنترنت بشكل كلّي على المستوى الوطني. في هذا الصدد أكّد مسؤولون في اتّصالات الجزائر أن الشريط المارّ الدولي الذي انخفضت طاقته بنسبة 80 بالمائة المقدّرة ب 425 جيغا أوكتي على إثر الحادث استعاد كامل إمكانياته صبيحة الثلاثاء. وقد تمّت عملية تصليح الكابل البحري الذي يربط عنابة بمارسيليا (فرنسا) في (أقلّ من 24 ساعة) من قِبل الفِرق التقنية من بينهم ثلاثة مهندسين جزائريين من اتّصالات الجزائر على متن السفينة التقنية (رايمون كروز) على بعد حوالي 13 كلم من شاطئ سيدي سالم بالقرب من عنابة. وكان الرئيس المدير العام لاتّصالات الجزائر أزواو مهمل قد أكّد يوم الأحد الفارط أن أشغال إصلاح الكابل البحري من المنتظر أن تنتهي إذا سمحت الأحوال الجوّية بذلك قبل نهاية الأسبوع. وأضاف أن تدابير قد تمّ كذلك اتّخاذها من أجل تحويل حركة الأنترنت نحو الكابل البحري الثاني الرّابط بين الجزائر العاصمة وباليرمو في حدود قدراته الحالية (80 جيغا أوكتي). وتابع السيّد مهمل يقول إنه (رغم انقطاع الكابل البحري إلاّ أن حركة الأنترنت لم تتوقّف) مشيرا في ذات السياق إلى (تسجيل انخفاض في قوّة التدفّق وتشبّع للشبكة). وأكّدت اتّصالات الجزائر أن هذا الحادث يكون قد تسبّبت فيه سفينة راسية في مكان تواجد الكابل. وأضاف ذات المسؤول أن شكوى ضد مجهول قد أودعتها مؤسّسة اتّصالات الجزائر لدى وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة وأن التحقيق القضائي سيحدّد المتسبّب في هذا الانقطاع الذي طال حركة الأنترنت للشريط المارّ الدولي وتسبّب في أضرار لاتّصالات الجزائر وزبائنها. وقد أودعت اتّصالات الجزائر الشكوى ضد مجهول بما أن سفينتين إحداهما ترفع العلم المالطي ألقت بمرساتها في تلك المنطقة الواقعة خارج حوض الرسو ويشتبه في تسبّبهما في قطع الكابل.
الدعوة إلى تعزيز الرّبط تحت البحر لتفادي هذا النّوع من الإزعاج أكّد المختصّون المهنيون في القطاع على ضرورة (التعجيل) بوضع كوابل أخرى للألياف البصرية تحت سطح البحر معتبرين أن الكابلين الحالين بين عنابة ومرسيليا والجزائر وبالما (لا يكفيان للاستجابة للطلب بخصوص الشريط العابر الدولي في حالة عطب أحدهما) وأكّدوا أنه يتعيّن على الجزائر التعجيل بتجسيد مشروع كابل الألياف البصرية تحت البحر بين وهران وفلنسيا (إسبانيا) الذي يعود تاريخه إلى 2009. وكان الرئيس المدير العام لاتّصالات الجزائر قد أكّد مؤخّرا أن هذا المشروع (يتقدم) وأن التأخّر في إطلاقه يرجع إلى إجراءات إدارية. ودعا هؤلاء الخبراء إلى تطوير الحزمة المحلّية (التي لم تتضرّر) من انقطاع الكابل. كما ألحّ الخبراء على مضاعفة نقاط احتضان المواقع في الجزائر داعين في هذا الصدد إلى تشجيع المؤسّسات العاملة في القطاع. وتسبّب انقطاع الكابل الرّابط بين عنابة ومرسيليا في الكثير من الإزعاج بالنّسبة لمستعملي شبكة الأنترنت خاصّة المؤسّسات والهيئات وبعض المواقع التابعة لقطاعي السكن والتربية وبالتالي لم يتمكّن مكتتبو الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره (عدل) من دخول الموقع الالكتروني الخاصّ بالوكالة منذ يوم الخميس الفارط. كما لم تتمّ عمليات التسجيل لامتحانات السنة الدراسية 2015 - 2016 (للمستويات الثلاثة) في ظروف جديدة بسبب ضعف التدفّق أو انعدامة. وألحق هذا الانقطاع الضرر بالمجال الاقتصادي حيث حرم العديد من المؤسّسات من شبكة الأنترنت. وطمأنت شركة اتّصالات الجزائر زبائنها مؤكّدة اِلتزامها بتعويض الأيّام الضائعة منذ 22 أكتوبر.