أكد الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر السيد أزواو مهمل أمس، أن المؤسسة ستعوّض كل زبائنها الذين تأثروا من انقطاع خدمات الأنترنت منذ منتصف نهار الخميس الفارط، مشيرا إلى أن خدمة الأنترنت لم تتوقف نهائيا؛ من منطلق أن الشريط المار بين الجزائر العاصمة وبالما بإسبانيا بنسبة تدفق 80 جيغا أوكتي، يتم استغلاله لضمان الخدمة خاصة بالنسبة للمؤسسات المهنية والإدارية والبنوك. من جهة أخرى، أعلن مهمل عن التحضير لإطلاق أشغال إنجاز شريط مار ثالث يربط وهران بفالانسيا الإسبانية، لتدعيم شبكة الأنترنت قبل نهاية 2016. ولدى عرض السيد أزواو مهمل العمل الذي يتم حاليا على متن باخرة "ريمون كروز" التي حلت بسواحل عنابة على الساعة التاسعة من سهرة أول أمس وشرعت في البحث عن أطراف كابل الألياف البصرية "SNW4"، أشار إلى أن عمال الصيانة تمكنوا مطلع فجر أمس، من رفع أحد أطراف الكابل التابعة للجهة الإسبانية عن طريق جهاز "روبوت" متخصص في هذه الأشغال، وتم استخلاف 100 متر من الكابل تضررت بسبب الحادث. ويتم حاليا البحث عن الطرف الثاني المتجه إلى الجزائر العاصمة لتحديد نوعية الضرر وإصلاح الألياف البصرية المتضررة، حسب التقنيات الحديثة. وحسب الصور الملتقَطة من طرف المهندسين التقنيين التابعين لاتصالات الجزائر، فإن العطب يؤكد أن الكابل تم قطعه بآلة حادة، وهو ما يؤكد فرضية تسبب مرساة في قطع الكابل. وحسب تصريح مهمل فقد تم أمس رفع دعوة قضائية ضد مجهول لدى وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة، في حين تم إرسال الصور الملتقطة من طرف الساتل لحظة وقوع الحادث، إلى حراس السواحل ولجنة الملاحة البحرية التابعة لوزارة النقل لدعم التحقيق وتحديد من تقع عليه مسؤولية تخريب الكابل. وردا على أسئلة الصحافة بخصوص كيفية تأمين الشريط المار وسبب الاتكال على الشريط الذي تعرّض للعطب؛ كونه يوفر 81 بالمائة من نسبة تدفق الأنترنت، أشار مهمل إلى أن الجزائر تعرضت سنة 2003 لقطع الكابل البحري المزود بخدمات الأنترنت بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة، كما سجل القطاع لخدمات الأنترنت سنة 2009 بسبب عطب في نفس الكابل، لكن الضرر لم يشعر به الزبائن بالنظر إلى قلة الطلب على خدمات الأنترنت وانخفاض نسبة التدفق إلى 1 جيغا أوكتي. ومع ارتفاع الطلب على الأنترنت تم رفع نسبة التدفق هذه السنة إلى 429 جيغا أوكتي قصد دعم الشريط المار الأول بين الجزائر وبالما الذي تبلغ نسبة تدفق الأنترنت به 80 جيغا أوكتي. وهناك مشروع يعود لسنة 2009 يخص إنجار شريط مار ثالث يربط وهران بفالانسيا، غير أن الإجراءات الإدارية أخذت وقتا طويلا، وقد تم مؤخرا التوقيع على كل العقود، وشرعت اتصالات الجزائر في البحث عن ممون جديد في أوروبا، يسمح للجزائر بأن تكون لها نقطة تواجد خاصة حتى تضمن استقلاليتها في استخدام الكابل، وذلك خلافا لما هو معمول به اليوم مع باقي مموني خدمات الأنترنت. وتوقع المسؤول الأول عن اتصالات الجزائر، الشروع في استغلال الشريط المار الثالث قبل نهاية سنة 2016. ولضمان توفير خدمة الأنترنت في مثل هذه الظروف الحالية، سيتم إنشاء محطة للشريط بالجزائر العاصمة، واللجوء إليها في الظروف الطارئة لضمان رفع نسبة تدفق الأنترنت. أما فيما يخص قيمة الخسائر التجارية للمؤسسة فأكد مهمل أنه في الوقت الراهن لا يمكن تحديد قيمة حقيقية للخسائر، كما أن عملية تزويد المهنيين والبنوك و المصالح الإدارية تتم بطريقة عادية. أما بالنسبة لباقي متعاملي الهاتف النقال والزبائن العاديين فإن الإشكال المطروح بالنسبة لهم هو ضعف نسبة تدفق الأنترنت مقارنة بالطلب، مع العلم أن استغلال الشبكة العنكبوتية من طرف هذه الفئة، منحصر في تحميل الأغاني والأفلام من موقع يوتوب بنسبة 40 بالمائة، وتصفح شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة ب 10 بالمائة. وعلى صعيد آخر، كشف مهمل عن تنسيق العمل مع كل من الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره "عدل"، والمؤسسة الوطنية للترقية العقارية للرفع من نسبة تدفق الأنترنت ل 1 جيغا أوكتي عبر مختلف مصالحهما، وذلك لضمان مواصلة عملية استدعاء المكتتبين لسحب وصلات الدفع، وعليه فإن المؤسستين تستعملان اليوم 28 بالمائة من نسبة تدفق الأنترنت. وفيما يخص الوقت المحدد لنهاية إصلاح عطب الكابل، أكد المسؤول الأول عن المؤسسة، أن الأمر مرتبط، بالدرجة الأولى، بالظروف المناخية، مشيرا إلى أنه لو يستمر استقرار الطقس على حاله فستنتهي الأشغال يوم الأربعاء القادم على أكثر تقدير، وقد تمتد المدة لأيام أخرى في حالة حدوث انقلاب جوي طارئ.