يستعدّ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتوجيه أقوى تحذير له من احتمال تأييده انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي ما لم يوافق الزعماء الأوروبيون على مطالبه لإصلاح الاتحاد. من المقرّر أن يحدّد كاميرون الخطوط العريضة لمطالب بريطانيا لإعادة التفاوض في شروط عضويتها في الاتحاد الأوروبي في رسالة يبعث بها إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك تُنشر يوم الثلاثاء القادم. وفي كلمة في نفس اليوم سيقول كاميرون إنه إذا لم يتسنّ التوصّل إلى اتّفاق فإنه قد يؤيّد انسحاب بريطانيا عند إجراء استفتاء بشأن ذلك قبل نهاية 2017. ووفقا لوسائل إعلام بريطانية فإن كاميرون سيقول (إذا لم نستطع التوصّل إلى مثل هذا الاتّفاق وإذا لم تلق مخاوف بريطانيا آذانا صاغية -وهو ما لا أعتقد أنه سيحدث- سيتعيّن علينا حينئذ التفكير من جديد فيما إذا كان هذا الاتحاد الأوروبي صوابا بالنّسبة لنا). وقالت وسائل الإعلام إنه على الرغم من عدم استبعاد كاميرون مطلقا القيام بحملة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي إذا لم يظفر بأيّ اتّفاق فإن لهجة الكلمة ستكون أقوى تأكيد له حتى الآن بأنه لا يمكن قبول الوضع الراهن. لكن كاميرون سيكرّر أيضا في كلمته إنه يريد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي المؤلّف من 28 دولة والذي انضمّت إليه بريطانيا عام 1973 وأنه واثق من إمكان التوصّل إلى اتّفاق يلائم بريطانيا وشركاءها. وسيوجّه رئيس الوزراء البريطاني أيضا رسالة قوية لكلّ من المطالبين بانسحاب بريطانيا والآخرين الذين يريدون بقاءها في الاتحاد الأوروبي بصرف النّظر عمّا إن كان سيتمّ تحقيق إصلاح أم لا؟ ومن بين الإصلاحات التي تطالب بها بريطانيا حظر مزايا الرعاية الاجتماعية في العمل لمهاجري الاتحاد الأوروبي لمدة أربع سنوات وإعفاء من أيّ تكامل أوثق للاتحاد الأوروبي ومنح سلطات أكبر لحكومات الدول لوقف قوانين الاتحاد الأوروبي. وتُظهر استطلاعات للرأي تأييد معظم البريطانيين البقاء داخل الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن الفارق بين المؤيّدين والمعارضين ضاق في الأشهر الأخيرة.