أنهى معاناة سكان العديد من المناطق *** تسليم أراضي مطهرة من ألغام الاستعمار ببلديات الشريط الحدودي للنعامة
نجح الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني في تطهير أجزاء واسعة من التراب الوطني من ألغام الاستعمار الفرنسي الذي رحل قبل عشرات السنين تاركا (قنابله القاتلة) مزروعة في أرض الجزائر. ويواصل الجيش الوطني حربه المقدسة على ألغام الاستعمار منهيا بذلك معاناة سكان العديد من مناطق البلاد الذي بات بإمكانهم التحرك بكل حرية في كل مكان كما بات بإمكان السلطات المحلية استغلال الأراضي المطهرة في مختلف المشاريع التنموية وهو أمر يحسب للجيش الوطني الذي لا يكتفي بمحاربة الإرهاب والتهريب والإجرام المنظمة وحماية الحدود بل يقوم كذلك بمهمات أخرى منها تطهير الجزائر من ألغام فرنسا. وفي هذا السياق جرت أمس الثلاثاء مراسم التوقيع على محاضر تطهير الشطر الخامس من الأراضي التي زرعت بالألغام خلال الحقبة الإستعمارية على مستوى الشريط الحدودي لولاية النعامة وتسليمها إلى سلطات بلديات مكمن بن عمار وعين بن خليل وصفيصيفة. وشكلت بلدية مكمن بن عمار أول محطة ضمن هذه العملية حيث تسلم رئيس المجلس الشعبي للبلدية عبد الله محمد المنطقة المطهرة بها من الألغام الإستعمارية ضمن هذا الشطر الخامس والتوقيع على محضر التسليم من قبل قائد القطاع العسكري العملياتي لولاية النعامة العقيد سيساوي كمال. وتبلغ مساحة هذه الأراضي المطهرة 199 هكتار بطول 49.8 كلم وعرض 40 مترا والتي نزع عبرها 3.468 لغم إستعماري. وخلال هذا الحفل الذي أقيم تزامنا مع تظاهرات إحياء الذكرى ال61 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة ألقى رئيس خلية الهندسة المدنية للناحية العسكرية الثانية العقيد مسعودي رشيد كلمة نيابة عن قائد الناحية العسكرية الثانية أبرز خلالها جهود الجيش الوطني الشعبي والآثار الإيجابية والنتائج المحققة بعد عمليات نزع الألغام الإستعمارية والتي سمحت بتشجير مئات الهكتارات من الأراضي المطهرة التي سلمت إلى البلديات المعنية لاستغلالها في مشاريع حيوية. كما تم التذكير بالإمكانيات والعتاد المسخر للقيام بمثل هذه المهام الصعبة التي تتطلب وسائل تقنية هامة لتمكين الوحدات المكلفة بتفكيك الألغام لأغراض إنسانية التابعة للجيش الوطني الشعبي من القضاء على مخلفات الألغام بخطيْ موريس وشال التي أوقعت آلاف الضحايا الأبرياء. ومثّلت بلدية عين بن خليل المنطقة الثانية التي تسلمت سلطاتها ممثلة في رئيس البلدية محمد عمارة المنطقة المطهرة عبرها من الألغام حيث قام أفراد الجيش الوطني الشعبي عبر تراب هذه البلدية في الفترة بين 8 سبتمبر 2015 و1 أكتوبر 2015 بتطهير مساحة قوامها 80 هكتارا على طول 20 كلم والتي نزع عبرها 1.722 لغم منها 1.458 لغم مضاد للجماعات و264 لغم مضاد للأفراد. وكانت آخر بلدية تسلمت سلطاتها المناطق المطهرة عبرها من ألغام الحقبة الإستعمارية بلدية صفيصيفة (100 كلم جنوب غرب الولاية) حيث جرت المراسم نفسها بتسليم رئيس البلدية جديد نقاز مساحة مطهرة من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي قوامها 126 هكتار نزع عبرها 234 لغم منها 84 لغما مضادا للأفراد و77 مضادا للجماعات و73 لغما مضيئا. وخلال هذه المراسم الإحتفالية الخاصة بتسليم المناطق المطهرة من الألغام الإستعمارية بولاية النعامة والتي حضرتها الأسرة الثورية وبعض ضحايا الألغام وكانت فرصة لتحسيس أطفال المدارس القاطنين بالحدود بأخطار الألغام ذكر العقيد غرابي حسن رئيس اللجنة الوزارية المشتركة الخاصة المكلفة بمتابعة إتفاقية أوتاوا بالمراحل الثلاثة التي مرت بها عملية نزع الألغام الإستعمارية بداية من ما بعد الإستقلال إلى غاية سنة 1964 ثم بين سنتي 1964 إلى 1970 فالمرحلة الجارية بداية من 1 جانفي 2005 إلى يومنا هذا. وبلغة الأرقام أشار ذات المسؤول أن نسبة 81.41 بالمائة من أراضي الشريط الحدودي الواقعة بالناحية العسكرية الثانية تم تطهيرها من الألغام الإستعمارية وهو ما يعادل نزع وتدمير 263.568 لغم من مختلف الأنواع وذلك إلى غاية يوم 8 نوفمبر الجاري.