يعانون من التهميش رغم خطورة أعراضهم مرضى السيلياك في الجزائر يستغيثون لإنقاذهم رئيس جمعية جزائر الخير: نقص المنتجات الخالية من الغلوتين يعرضهم إلى الخطر مرض السيلياك أو حساسية الغلوتين مرض يستفحل بشكل كبير بين الجزائريين بنسبة لا تزال غير محددة نظرا لنقص الإحصائيات التي تعكس واقع المرض في الجزائر ولكن الأمر المؤكد أن هذا المرض يصيب الكثير من الناس ولعل ما يزيد من انتشاره انتقاله بالوراثة لهذا تسعى بعض الجمعيات والمجموعات الخيرية للقيام بندوات ولقاءات تحسيسية والتي من شأنها أن تخفف بعض الأعباء على المرضى وعلى رأس هذه الجمعيات نجد جمعية (جزائر الخير) التي برمجت في الثامن من نوفمبر الجاري يوما تضامنيا مع مرضى السيلياك والذي تخللته الكثير من النشاطات التوعوية عن المرض.
ي.آسيا فاطمة مرض السيلياك هو واحد من الأمراض المناعية المزمنة التي تصيب الأمعاء الدقيقة وتحديدا الزغب المبطن للأمعاء الذي يمتص عبره المواد العضوية فمرض السيلياك يعمل على تدمير هذا الزغب مما يجعل السطح أملسا وبالتالي صعوبة امتصاص الغذاء وتدميرها يسبب أيضا حساسية لمادة الغلوتين والتي توجد بكثرة في القمح والشعير والشوفان لذا فإن العجائن وبكل أنواعها ممنوعة على المريض ونفس الشيء بالنسبة للعصائر المصنعة والشكولاطة وأنواع الحليب المخمر وكل الأطعمة المعلبة فكل هذه المواد تسبب حساسيات للمريض قد تصل في بعض الأحيان الإصابة بمرض السرطان لذا فالمريض مجبر على اتباع حمية صارمة جدا مدى الحياة وهذا ما يجعل المريض في الواقع يعيش حالة من العزلة والحرمان نظرا لعدم توفر المنتوجات الخالية من الغلوتين في الأسواق وكذا قلة مصنعيها وهو ما كشفه السيد عيسى بن لخضر رئيس جمعية جزائر الخير في الحوار الآتي الذي نتطرق فيه إلى معاناة مرضى السيلياك في الجزائر. * باذيء ذي بدء ما هو هدف الندوة ؟ - لقد جاءت هذه الندوة تضامنا مع مرضى السيلياك الذين يعانون التهميش والعزلة في المجتمع فهم مع الأسف يجدون صعوبات كبيرة في التأقلم مع المرض الذي يتطلب منهم اتباع حمية صارمة مدى الحياة ونظرا لنقص المواد الخالية من الغلوتين في الأسواق فهم بذالك لا يملكون البديل أمام نوع محدد من الطعام وقد حاولنا من خلال هذه الندوة التعريف بشركتين ناشئتين من عنابة وقسنطينة قررتا الدخول في هذا المجال وقد تم عرض منتوجاتهما من بعض الأطعمة البديلة على المرضى وكذا أهم التعليمات التي يجب اتباعها أثناء قراءة مكونات المواد التي تدخل في تركيبة الغذاء المعروض حتى لا يقع المرضى في أي لبس أثناء استهلاك تلك المنتجات الغذائية التي تناسب فئتهم كونها خالية من الغلوتين. * ما هي أهم النشاطات التي ميزت الندوة ؟ - أهم ما ميز الندوة هو عرض الأطعمة التي يمكن للمريض تحضيرها بنفسه ولعل أهمها الخبز وقد أحضرت خبيرة التغذية أنواعا من الخبز قصد تعليم المرضى الوصفة التي تناسب حالتهم وقدمت أهم التوصيات التي يجب اتباعها لإنجاح العملية ومن أهم هذه التعليمات ترك أواني طبخ مريض السيلياك بعيدة عن الأواني الأخرى وتخصيصها فقط لطبخ غذائه الخاص والابتعاد عن بعض الأواني كالبلاستيك نظرا لتفاعلها مع بعض المواد والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على المريض. * ما هي التحديات التي تواجه المريض؟ - لعل أهم التحديات التي توجه المرضى هي تقبل المرض والتعايش معه بأنواع الطعام القليلة المتوفرة له كالأرز والذرة وعدم توفر مشتقاتهم في الأسواق كالطحين الخاص بهم فالتحدي يكمن في توفير هذه المواد لهم لأنها مستوردة وبالتالي تكلفتها غالية جدا ولهذا نحن نسعى للربط ما بين الشركات القليلة التي تقدم البديل والمرضى قصد تعريفهم بأنواع الطعام المسموحة لهم وبعض المنتوجات قليلة التكلفة كما أننا نسعى دوما للتعريف بالمرض وطرق التعايش معه. * هل هنالك قابلية للشفاء من المرض ؟ - في الواقع لا يوجد علاج فعلي للمرض ومن النادر أن يشفى منه المريض لأنه يدخل ضمن قائمة الأمراض المزمنة فعلاجه الوحيد هو الحمية ومع ذلك فإن مريض السيلياك لا يمتلك حق الضمان الاجتماعي وهذا ما يصعب المهمة كثيرا ونحن نسعى لكي ندرج هذا المرض ضمن قائمة المستفيدين من الضمان الاجتماعي لتخفيف بعض الأعباء على المريض. * هل لاقت الندوة صدى في أوساط المرضى؟ - في الواقع لقينا صدى واسعا رغم الدعاية القليلة للندوة فقد حضرها قرابة 70 شخصا جاؤوا من ولايات عدة على غرار واد سوف وقد استحسن الحضور الالتفاتة الطيبة كما أنهم تفاعلوا مع نصائح الخبراء وسعدو جدا بالوصفات الغذائية المقدمة لهم فأغلبيتهم لم يكو نوا على علم بالقائمة الواسعة من الماكولات التي يستطيعون تحضيرها خصوصا الحلويات التقليدية فقد كان لها النصيب الأوفر من اهتمام المرضى. * ما هي المشاكل الأخرى التي يواجهها مريض السيلياك؟ - لعل مشكل الحرج من المرض هو ما يميز مريض السيلياك فقد التمسنا فيهم الحرج في الإفصاح عن مرضهم رغم أنه مرض غير معد وخصوصا بالنسبة للفتيات نظرا لخوفهن من شبح العنوسة على الرغم من أنه لا يؤثر على الحياة الزوجية إذا التزمت الفتاة بحميتها فكل المشاكل الصحية والأمراض تنتج عندما لا يلتزم المريض بحميته لهذا السبب فقد كانت النساء أكثر المهتمات بالتفاصيل. * هل من خطوات مستقبلية لدعم مرضى السيلياك؟ - نسعى لعقد ندوات جهوية أخرى مماثلة قصد توعية المرضى أكثر حول طبيعة مرضهم وطرق التعايش معه وكذا تقديم وصفات طعام متنوعة للمرضى قصد تنويع غدائهم والتخفيف من خوفهم كما أننا نسعى أيضا للتعريف بهذا المرض أكثر وبأعراضه وسبل الوقاية منه حتى نقضي على جانب الخجل من المرض الذي التمسناه عند المرضى فهو يبقى من الأمراض غير المعروفة في أوساط المجتمع نظرا لنقص الإحصائيات وتهميشه من طرف الإعلام.