احتضن المركز الثقافي عبد الرحمان لعلى مؤخرا، يوما إعلاميا حول مرض السيلياك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتغذية، حيث دعت الآنسة صفية جباري رئيسة جمعية مرضى السيلياك، الى ضرورة الاعتراف بمرض السيلياك كمرض مزمن نتيجة ارتباط المرضى بحمية غذائية تصاحبهم مدى الحياة. وعلى هامش اليوم التحسيسي الذي حضره جمع غفير من المرضى والأولياء، قالت صفية في حديثها ل “المساء” : “ ارتأينا بمناسبة اليوم العالمي للتغذية ان ننظم يوما تحسيسيا للتعريف بمرض السيلياك الذي لا يزال مجهولا عند فئة كبيرة من الناس، لا سيما وان هذا المرض يتشابه من حيث الأعراض مع مرض القولون، لهذا نود ان نوعي الحاضرين بالاختلاف الموجود بين المرضين وضرورة الخضوع لفحص “البيوبسي” الذي عن طريقه يتأكد المريض الذي يعاني من اضطرابات في القولون ان كان مصابا بمرض السيلياك من عدمه. وتكمن أهمية الفحص المبكر تقول محدثتنا، في مساعدة المريض على تلقي العلاج في الوقت المناسب وتجنب الوقوع ضحية بعض الاضطرابات الصحية والأمراض على غرار السكري. من بين أهم الانشغالات التي يعاني منها مرضى السيلياك، جاء على لسان محدثتنا، أنها تنحصر في عدم الاعتراف بالداء كمرض مزمن، على الرغم من ان الأطباء يصنفونه في خانة الأمراض المزمنة، من اجل هذا قالت المتحدثة، أنها قدمت كجمعية طلبا الى وزارة العمل من اجل إدراج المرض في خانة الأمراض المزمنة، لا سيما وان المرضى ملزمون باتباع حمية غذائية مدى الحياة. من بين النقاط التي ركزت عليها رئيسة جمعية مرضى السيلياك، توعية المرضى بضرورة الالتزام بالحمية الغذائية التي تستوجب ان يتم استهلاك مواد غذائية خالية من “الغلوتين”، غير ان المشكل المطروح تقول رئيسة جمعية مرضى السيلياك ان المواد الغذائية الخالية من الغلوتين على الرغم من توفرها بالأسواق غير أنها تظل باهظة الثمن مما يدفع بالمريض الى الخروج عن الحمية الغذائية بسبب عدم قدرته على دفع ثمن غذائه، وأرجعت المتحدثة سبب الغلاء الى ارتفاع سعر المادة الأساسية وهي مسحوق الذرة بالأسواق العالمية، من اجل هذا تناشد السلطات المعنية التدخل لمساعدة المرضى على اقتناء مثل هذه المواد الغذائية، لا سيما بعد ان بلغنا، تضيف رئيسة الجمعية، احتمال ارتفاع سعر المواد الغذائية الخالية من الغلو تين مطلع جانفي المقبل. وفي ردها عن سؤالنا حول عدد المرضى المصابين بمرض السيلياك في الجزائر، قالت محدثتنا ان الجمعية لا تملك إحصائيات عن عدد المرضى، غير ان ما ينبغي التأكيد عليه هو ارتفاع عدد المرضى بالنظر الى عدد المصابين بالداء الذين يلتحقون بالجمعية لطلب المساعدة. وكان من بين المشاركين في اليوم التحسيسي جمعية مرضى السكري باعتبار ان هؤلاء المرضى يعانون أيضا من مرض السيلياك، وبالمناسبة قال فيصل اوحدة رئيس جمعية مرضى السكري ل “المساء”، ان مرض السيلياك لا يزال مجهول عند فئة كبيرة من المواطنين على الرغم من ارتفاع عدد المصابين به في الجزائر، وبالنظر الى خطورة المرض الذي يتطلب من المريض اتباع حمية غذائية خاصة، “رغبنا من خلال هذا اليوم التحسيسي إيصال صوتنا الى الجهات المعنية من اجل الاعتراف به كمرض مزمن من جهة، والعمل أيضا على إكساب المواطن ثقافة صحية من خلال التعريف بالمرض وسبل التكفل به”. وجاء على لسان محدثنا ان خطورة المرض تكمن في تسببه في إصابة مريض السيلياك بأمراض أخرى كضغط الدم والسكري وحتى السرطان، “من اجل هذا يقع على عاتقنا كجمعية مساعدة المرضى، إطلاعهم على سبل التعايش مع المرض من جهة، وتوعيتهم بضرورة تلقي العلاج واتباع الحمية الغذائية لتجنب الوقوع ضحية لبعض الاضطرابات الصحية”. من أهم التحديات التي تواجه مرضى السيلياك، غلاء المواد الغذائية الخالية من الغلوتين رغم وفرتها، من اجل هذا يناشد رئيس جمعية مرضى السكري السلطات المعنية التكفل بهذا النوع من المرض بتسطير إطار قانوني يحكمه كمرض مزمن، ولتكون تكاليف العلاج معوضة، لا سيما وانه يصيب فئة كبيرة من الأطفال الذين يتطلب علاجهم أعباء مالية كبيرة. حضر اللقاء التحسيسي أمين بوصبوعة من ولاية قسنطينة كممثل لمنتج وطني للمواد الغذائية الخالية من الغلوتين، وعن مشاركته قال “وددت من خلال المشاركة باليوم التحسيسي حول مرض السيلياك، تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى المرضى حول المواد الغذائية الخالية من الغلوتين، فما ينبغي ان يعرفه المرضى هو ان غلاء المواد الغذائية الخالية من الغلوتين مسألة لا نتحكم فيها، لأن المادة الأساسية هي مسحوق الذرة ومسحوق الحليب، وهي غالية الثمن بالأسواق العالمية، وبالتالي الغلاء مسألة تخرج عن نطاقنا كمنتجين لأننا ملزمون بالتعامل وفق قواعد السوق، غير ان ما ينبغي ان يفهمه المرضى هو ان موادنا الغذائية بالنظر الى المواد المستوردة رخيصة الثمن ومتوفرة أيضا هذا من جهة، ومن ناحية أخرى “اعتقد ان عدم توفر المواد الغذائية بكل المحلات راجع الى جهل الموزعين بأهمية هذه المواد بالنسبة للمرضى، علاوة على خوفهم من عدم القدرة على تسويقها ما يجعلهم يتجنبون اقتناءها”.