دعا إلى تفادي الحساسيات المذهبية داخل المساجد عيسى يُحذر من الطائفية النحلية شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس على ضرورة محاربة فكرة التسمية السائدة في المساجد وهي (أئمة الإخوان والسلفية والصوفية) محذرا في هذا الصدد من خطر الطائفية النحلية التي تتربص بالجزائر والتي قال أن هدفها العمل على تقسيم الجزائريين تقسيما نحليا. دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف خلال ندوة نظمها للأئمة أئمة المساجد عبر كامل التراب الوطني إلى محاربة هذه الأفكار الهدامة التي تحوم حول الجزائر من خلال بوابة الإسلام وذلك من خلال إثراء دور الإمام في المسجد وترسيخه للمرجعية الدينية الوطنية من جهة ومحاربة شتى الآفات الاجتماعية من بينها المخدرات والتطرف بالتحول من الخطبة والدرس إلى التدخل الاجتماعي. وفي هذا الصدد دعا الوزير كذلك الائمة إلى بذل مجهود أكبر في تبليغ رسالة المسجد سواء في الإمامة التعليم الوعظ النشاطات الدينية والثقافية مطالبا الأئمة بضرورة التركيز على المرجعية الدينية الوطنية القائمة على المذهب المالكي في الخطاب المسجدي. وأشار محمد عيسى إلى أن ثقل مسؤولية الإمام بمحاربة الأفكار التطرفية الدخيلة في المجتمع ومختلف الآفات على غرار المخدرات حيث تطرق إلى تسريب نوع خطير من المخدرات إلى الجزائر تصنع في مخابر أجنبية وهي نفسها التي استعملت في إثارة الفتن في البلدان العربية أو ما يسمى بالربيع العربي وتقود متناولي هذه المخدرات إلى التجرد من إنسانيتهم والإقدام على جرائم يندى لها الجبين وقال الوزير بأن التحصين لابد أن يتعدى المساجد إلى المدارس الجامعات والأحياء الجامعية. كما نوّه المتحدث بدور الإمام الرائد في المجتمع باعتباره إماما ومعلما وواعظا كاشفا عن التماسه بعض التقصير في المساجد مما أدى بالمصلين للعزوف عنها على -حد تعبيره- وتوجههم إلى فضاءات أخرى يريدون أن يتعلموا فيها دينهم ويجدون أنفسهم في دوائر غير آمنة لأنهم لم يجدوا من يعلمهم دينهم في مساجدهم. وفي رد للوزير على سؤال حول موقف وزارة الشؤون الدينية من الجزائريين الذين غرّر بهم والتحقوا بصفوف التنظيم الإرهابي المسمى ب (داعش) و الذي كشفت أرقام وزارة العدل بأن عددهم بلغ 100 جزائري بقوله (بأن هذا الأمر لا يتعلق بدائرته الوزارية إلا أن العدد لا يتعدى نسبة 1 بالمائة من مجموع 23 بالمائة من الملتحقين بصفوف هذا التنظيم الإرهابي بكل من تونس والمغرب وأن المسجد كان له دور كبير في التوعية وتفادي انضمام عدد أكبر من شبابنا مشيرا إلى أن بعض الأجانب يزورون الجزائر بصفتهم ضيوفا إلا أنهم يحاولون تجنيد الجزائريين في صفوف الإرهاب . مساجدنا مؤمنة في فرنسا وعن حال مساجد الجزائربفرنسا وما تعرضت له هذه الأخيرة من اعتداءات التي شهدتها العاصمة باريس وتصاعد نسبة الإسلاموفوبيا رد المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية قائلا : (مساجدنا مؤمّنة ولم تشهد أي اعتداءات). الجزائر رمز عالمي لاجتثاث الإرهاب وفي شق مغاير أشاد عيسى بدور الإمام أثناء الفترة العصيبة التي عاشتها الجزائر (سنوات الجمر) مشيرا إلى أن الإمام في تلك الحقبة كان مفخرة إزاء الدور الفعال الذي لعبه في تهدئة الخواطر واجتثاث اسباب التطرف والإرهاب ليدفع ثمنها أرواح 100 إمام قتلوا خلال هذه الفترة كما قال أنه جراء ذلك توجت هذه الجهود بوثيقة رسمية للأمم المتحدة تشيد بتجربة الجزائر في محاربة الإرهاب والتطرف بمشروع ميثاق السلم والمصالحة قائلا: (إذا أردتم ان ينطفى الإرهاب يجب أن تحاكوا تجربة الجزائر بدءا من ميثاق السلم والمصالحة والانطلاق بتحرير فلسطين. وبعيد عن ما عاشته الجزائر أكد وزير الشؤون الدينية في موضوع آخر بأن الوكالات السياحية ستعمل بدفتر الشروط القديم بدءا من امس مفندا استمرار الديوان في اشتراط قيمة 200 مليون سنتيم كضمان وهو البند الذي جاء به دفتر الشروط الجديد موضحا بأن هذا المشروع بحاجة إلى مراجعة وتحيين ولابد من استشارة الشريك الاجتماعي وقد طلبت الوكالات مزيدا من الوقت وتنظيم لقاءات مهنية لتحسين الأداء لذا فقد تم تجميد دفتر الشروط الجديد والإبقاء على القديم بالنسبة لعمرة المولد النبوي الشريف.