أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس الثلاثاء، تجميد دفتر شروط تنظيم العمرة الجديد والرجوع إلى دفتر الشروط القديم والمبادرة إلى فتح النقاش مع الشريك الاجتماعي ممثلا في الوكالات السياحية من أجل مراجعة بنود الدفتر القديم. كما كشف من جهة أخرى، عن وجود مخدرات تروج في أوساط الشباب الجزائري تجردهم من إنسانيتهم و تدفعهم إلى سفك الدماء. وأوضح الوزير، في تصريح صحفي على هامش إشرافه على الندوة العلمية لفائدة أئمة القطاع بالعاصمة حول موضوع تفعيل رسالة المسجد الدينية والاجتماعية المنظمة بدار الإمام بالعاصمة، أن دفتر شروط تنظيم العمرة ليس في صورة مناسبة، حيث ما زال بصيغته القديمة يترك المعتمرين في المطارات بدون رعاية وبدون أكل ولا توجيه ولا رعاية صحية، مضيفا في نفس الصدد، أن دفتر الشروط بالصيغة القديمة ما زال يسمح للوكالات السياحية أن تترك المعتمرين في البقاع المقدسة وتدخل منقوصة من تعدادها، الأمر الذي يسيئ إلى سمعة الجزائر الدولية، مؤكدا أن هذا الدفتر القديم ينبغي أن يراجع وأن يحيّن وأن يضمن كرامة الجزائريين في الخارج. وأوضح أن عملية المراجعة لا يمكن أن تكون دون استشارة الشريك الاجتماعي وهي الوكالات السياحية حيث أشار إلى اللقاء الذي جمعه بممثلين عن هذه الوكالات و الذين طلبوا المزيد من الوقت لإعطاء أفكار جادة ، مهنية نابعة من تجربتهم في الميدان من أجل تحسين الأداء . وأكد الوزير، أن الوزارة وجهت دعوة إلى الديوان الوطني للحج والعمرة لتجميد دفتر شروط تنظيم العمرة الجديد والرجوع إلى دفتر الشروط القديم والمبادرة بفتح النقاش مع الشريك الاجتماعي ممثلا في الوكالات السياحية من أجل مراجعة بنود الدفتر القديم ، بما يرجع بالخير على المجتمع ويرجع بالخير على الجزائر، مؤكدا أن الديوان قد استجاب وأصبح يتعامل وفق دفتر الشروط الذي نظمت به العمرة في السنوات الماضية. من جانب آخر أوضح محمد عيسى، أن المسجد في خدمة الجزائر وفي خدمة المجتمع الجزائري ويستمد توجيهاته من الكتاب والسنة ويهتدي بمرجعيه العلماء الجزائريين حيث يخدم المجتمع في مختلف الفضاءات التي يحتاج إليها سواء التربوية أوالأمنية أوالاجتماعية ، و قال أن المسجد قام بدوره، حيث بقيت الجزائر في منأى عن كل التجاذبات النحلية والطائفية التي هدمت الدول، وأضاف أن الأئمة قاموا بواجبهم حيث تمكننا من اجتثاث الإرهاب من مدارسنا ومن مساجدنا لكن الهجوم الجديد هو الهجوم الطائفي -كما قال- حيث يتم القيام بجهد مضاعف مع قوى الأمن والمثقفين من أجل تأمين الجزائر ضد هذه الطائفية وضد الغزو النحلي الذي يريد أن يقسمنا . ودعا الوزير بالمناسبة الأئمة ليواصلوا جهودهم لخدمة المجتمع، مشيرا في هذا الاطار إلى الظواهر الغريبة عن المجتمع والتي يراد بها إضعافه وابعاد النخوة عن الشباب ، و أشار الوزير، إلى ترويج مخدرات خطيرة في أوساط الشباب الجزائري والتي تجرد الشخص من إنسانيته ليتحول إلى سفك الدماء والقتل وأوضح أن هذه السموم منتشرة في الدول التي تسيطر فيها الجماعات الإرهابية المتطرفة . وأشار إلى وجود افكار مختبرية نشأت فجأة في العالم من طرف رجال متخصصين في علم الاجتماع والنفس وبدأت تتغلغل في مجتمعنا، مضيفا أن المجتمع أصبح في خطر بسبب هذه النحل والطوائف الزاحفة على أوطاننا وقال أن هناك إرادة دولية لتقسيم العالم الإسلامي ومنه الجزائر تقسيما طائفيا . واعتبر المرجعية الدينية الوطنية بأنها مفخرة، مؤكدا أن التطرف والإرهاب ليس نابعا من الإسلام ولا من القرآن ولا من التدين الذي عرفه الجزائريون، مضيفا أن الجزائر ليست في منأى عن الإرهاب وليست في أمن دائم بل هي معنية أيضا بالتهديدات. من جانبه أكد والي العاصمة عبد القادر زوخ، في تدخله خلال الندوة أن توفير الامكانيات للمساجد والأئمة أمر واجب وطبيعي، معتبرا أن الأئمة والمعلمين هم أصحاب رسالة في المجتمع ومن الضروري أن يلعب الإمام دوره في تأطير المجتمع .