قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن السبب الأكبر لتحول العالم الإسلامي اليوم من جغرافية علم وعرفان، وحضارة، إلى جغرافية ظلم ومظلومية، هو خرق أخلاق الأخوة والعدل، وتجاهلها، ولن ينعم أحد بالسلام ولن يحس نفسه آمناً في عالم يموت فيه الأطفال لعدم تأمين احتياجاتهم البسيطة جراء الجوع والعطش والفقر. وأكّد أردوغان أنّ على الأمة الإسلامية التوحد في مواجهة المجموعات الإرهابية التي تلحق أضراراً كبير بالدين الإسلامي، حيث جاءت تصريحاته هذه أثناء خطابه في افتتاح اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي. وأوضح أردوغان أنّ كافة المنظمات الإرهابية (داعش، القاعدة، بوكو حرام، حركة الشباب) التي تقوم بعمليات القتل والتشريد تحت مسمّى الدفاع عن الدين، إنّما يستهدفون المسلمين الذين يخالفونهم في الرأي قبل استهدافهم لمنتسبي الأديان الأخرى.ونوّه أردوغان أنّ التنظيمات الإرهابية ما هي إلا أداة بيد المعادين للاسلام، وأنّ على العالم الإسلامي أن يكون صاحياً في هذه الفترة العصيبة التي تمرّ بها المنطقة. وشدّد أردوغان على وجوب عدم الخلط بين الإرهابيين والدين الإسلامي، حيث قال في هذا السياق: "إنّ الإرهاب لا دين له ولا عرق ولا مذهب، وإنه من الخطأ الكبير الخلط بين الدين الإسلامي والمجموعات الإرهابية التي تقاتل تحت اسم الإسلام.وتابع أردغان: مع الأسف إن قسماً هاماً من صور الجوع، والعوز، والبؤس التي تعكسها شاشات التلفاز، تحدث في البلدان الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، فالمسألة أن 54 طفلاً من أصل ألف يموتون في بلدان المنظمة قبل بلوغ سن الخامسة. وتطرّق أردوغان إلى القضية السورية، ذاكراً أنّ رأس النظام السوري المتمثل ببشار الأسد، يمثّل رمزاً لارهاب الدولة، مشيراً إلى أنه قتل الآلاف وشرد الملايين من المواطنين السوريين العزل. كما انتقد أردوغان المجتمع الدولي لالتزامه الصمت أمام مجازر النظام السوري، قائلا: "على الرغم من مقتل الآلاف من السوريين، على يد النظام، فإنّ المجتمع الدولي ما زال متردداً في اتخاذ قرارات صارمة بحق النظام". وفيما يخص إسقاط الطائرة الروسية التي انتهكن الأجواء التركية أثناء قصفها لمناطق التركمان في ريف اللاذقية يوم أمس على الحدود السورية التركية، أوضح أردوغان أنّ القيادة التركية حذّرت الجانب الروسي مرات عدّة بوجوب عدم الاقتراب من الأجواء التركية، وأنّ تركيا جادّة في حماية مجالها الجوي، مشيرا إلى أنه تم تحذير الطائرتين مجهولتي الهوية، اللتين انتهكتا أجوائنا صباح أمس، عشر مرات خلال 5 دقائق، بخصوص انتهاكهما للحدود في منطقة يايلاداغي بولاية هطاي، وعقب التحذير عادت إحداها إلى سوريا مجدداً، فيما واصلت الأخرى بإصرار انتهاكها للحدود، وعليه أطلقت طائراتنا التي كانت تقوم بدورية في المنطقة نيرانها باتجاه الطائرة المنتهكة فأصابتها، كما أن قطعا من حطام الطائرة ، سقطت داخل حدودنا، وجرح جراء ذلك اثنين من مواطنينا. وأوضح أردوغان أنّ الغارات التي تشنها الطائرات الروسية على مناطق التركمان في ريف اللاذقية لا يمكن قبولها، حيث قال في هذا السياق: "إنّ الغارات الروسية على تلك المناطق لا يمكن قبولها، فالروس يقصفون المناطق التركمانية ويرغمون المدنيين إلى النزوح واللجوء نحو الأراضي التركية، بحجة محاربتهم لعناصر تنظيم داعش. وإنني أؤكّد بأنّ منطقة جبل التركمان خالية تماماً من عناصر التنظيم ومن أي منظمة إرهابية أخرى". وصرّح الرئيس التركي بعزم الدولة التركية على حماية حدودها ومجالها الجوي، منوّهاً على قدرة الدولة التركية لفعل ذلك، وأنّ المقاتلات التركية قامت بواجبها في الدفاع عن حرمة الأجواء التركية، مشيراً في هذا الصدد إلى أجزاء من الطائرة الروسية التي تمت إسقاطها يوم أمس، سقطت داخل الأراضي التركية وأدى إلى جرح مواطنين. كما لفت أردوغان إلى متابعة تقديم الدعم لتركمان جبل التركمان في سوريا من أجل رفع قدراتهم في حماية أنفسهم وأراضيهم من الاعتداءات المتكررة على مناطقهم