تؤدي إلى عواقب وخيمة المفرقعات عادة سلبية يتمسك بها الجزائريون في المولد النبوي المولد النبوي الشريف ذكرى عزيزة على نفوس المسلمين كافة وقد جرت العادة أن يتم الاحتفال بهذه الذكرى من خلال إقامة حلقات الوعظ وتقديم جوائز لحفظة القرآن وغيرها من فعاليات ترافق هذه المناسبة ولكن على غرار دول العالم الإسلامي فضل الجزائريون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بطريقة أقل ما يقال عنها إنها غريبة فالأسواق قبيل هذه المناسبة تغرق بشتى أنواع المفرقعات فتصنع جوا لا يمت للمولد النبوي الشريف بصلة. ي. اسيا فاطمة لقد اعتاد الجزائريون على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عن طريق إقامة ما يشبه حربا بالمفرقات المتنوعة متجاهلين خطرها وضاربين عرض الحائط كل القيم التي من المفروض أن يحملها المولد النبوي الشريف من خلال تذكر سيرته العطرة والاقتداء به ولكن هيهات أن يتعظ شباب اليوم من سيرة المرسلين واتباع هديهم. المولد النبوي بعين أجدادنا للمولد النبوي الشريف مكانة خاصة في نفوس الجزائريين فهم يولونه أهمية كبيرة وإن كانت طريقة تعبيرهم واحتفالهم خاطئة فقد اعتادت ربات البيوت على إعداد أطباق خاصة بهذا اليوم مثل الشخشوخة و الرشتة وغيرها من أطباق لطالما رافقت الأسر الجزائرية في مناسباتها السعيدة كما أنه في مثل هذا اليوم تخضب الجدات أيادي الأطفال والعازبات بالحناء طلبا للفأل الحسن كما أنهن يعطرن البيوت بالعنبر وهذا ما أخبرتنا به الحاجة خديجة لقد جرت العادة أن يبخر البيت في هذا اليوم بالبخور كما أننا كنا نشعل الشموع ونتسامر مع العائلة ونحن نرتشف الشاي المرفق بالحلويات التقليدية المعسلة مثل الفريوش و مقروط العسل وغيرها من حلويات كما أن الأطفال في مثل هذا اليوم يرددون الأناشيد الدينية دون أن يخلو حديث البالغين عن السيرة العطرة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قالت كلماته هذه وهي تتحسر لتكمل قائلة لقد غابت هذه التقاليد من قاموس الجيل الصاعد فالاحتفال عندهم صار مقرونا بالمفرقعات الخطيرة. المفرقعات عادة متجذرة رغم سلبياتها المفرقعات رغم خطرها لازالت تحظى برواج كبير جدا بين أوساط الشباب كما أن وتيرة خطرها في تصاعد مستمر فمن كل سنة تصبح هذه المفرقعات أخطر من السنة التي سبقتها فالشباب الجزائري اعتمد هذه الطريقة الغريبة في الاحتفال التي تشبه إقامة الحرب والتي تعد واحدة من التقاليد السيئة التي واكب الشباب الجزائري على اعتمادها كطريقة للترويح عن النفس دون وعي بأخطارها ففي كل سنة تعج المستشفيات بحالات الإصابة بحوادث الحرق والجرح جراء هذه القنابل الموقوتة التي تسبب عاهات دائمة للبعض. وقد يظن القارئ أن ثمن هذه المفرقعات زهيد وأنها متاحة للجميع ولكن الواقع هو العكس تماما فثمن هذه المفرقعات غالي جدا وغير متاح للجميع كما أن دخولها لأرض الوطن ليس بالأمر السهل فالجمارك يسعون جهدهم لمنع دخولها ومع كل هذا فهي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب وخصوصا في الأحياء الشعبية.