انهارت من 115 دولار في 2014 إلى نحو أربعين دولارا حاليا هذه أسباب تهاوي أسعار النفط هبطت أسعار النفط من 115 دولار للبرميل في 2014 إلى نحو أربعين دولارا حاليا وقد استمرّت في الهبوط رغم تقارير أفادت بانخفاض عدد منصّات الاستكشاف في الولايات المتّحدة التي ارتفع إنتاجها بصورة كبيرة السنوات الماضية. عرفت صناعة النفط هبوطا وارتفاعا في السابق لكن الهبوط في ال 18 شهرا الأخيرة كان الأعنف منذ تسعينيات القرن الماضي. وقد فقد النفط ثلث قيمته عام 2015 وانخفضت أرباح الشركات الأمريكية ممّا اضطرّها إلى الاستغناء عن نحو ثلث منصّات الاستكشاف وخفّضت الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والإنتاج في وقت فقد فيه نحو مائتي ألف عامل في الصناعة وظائفهم. ويقدّم خبراء أسبابا رئيسية لهبوط أسعار النفط يجملونها في الآتي: ارتفاع إنتاج الولايات المتّحدة ارتفع الإنتاج الأمريكي بمقدار الضعف تقريبا خلال الستّ سنوات الماضية وفي الوقت الذي كانت فيه السعودية ونيجيريا والجزائر تتنافس على أسواق الولايات المتّحدة تحوّل التنافس إلى الأسواق الآسيوية واضطرّ المنتجون إلى خفض أسعار النفط في وقت ازداد فيه إنتاج كندا والعراق وروسيا. ولا توجد إشارة إلى أن هبوط الإنتاج في الولايات المتّحدة يكفي حاليا لرفع الأسعار عام 2016. هبوط الطلب اقتصادات أوروبا والدول النامية يشوبها الضعف يضاف إلى ذلك أن السيّارات أصبحت أكثر قدرة على توفير الطاقة وهكذا فإن نمو الطلب في تناقص بسبب ما يسمّى الاقتصاد الرقمي الذي أدخل على التكنولوجيا تغييرات هيكلية. سياسات (أوبك) في هذه الظروف ترفض (أوبك) خفض الإنتاج أو التدخّل لإعادة التوازن للسوق الذي يعاني من التُّخمة وقد انخفض سعر نفط سلة (أوبك) بنحو 50 بالمائة منذ أن رفضت في اجتماع في فيينا أواخر 2014 خفض إنتاجها. وطالما لعبت السعودية تاريخيا دور (المنتج المرن) الذي يستطيع زيادة أو خفض الإنتاج لكنها ودولا أخرى تتمسّك حاليا بالدفاع عن حصّتها في السوق. ارتفاع سعر صرف الدولار يعتبر ارتفاع سعر الدولار أيضا من أسباب ضعف الطلب على النفط ذلك أن برميل النفط مقوّم بالدولار ممّا يجعل سعره أعلى لمستخدمي العملات الأخرى. إلى متى؟ يرى خبراء أن المنتجين قد يروا نهاية الأمر أنه لا مناص من خفض الإنتاج في حال هبطت الأسعار إلى نحو ثلاثين دولارا للبرميل.