السعودية رفضت بشدة أي طلب بتخفيض الإنتاج هبطت أسعار الذهب الأسود خلال ساعات من إعلان منظمة الدول المصدرة لنفط أوبك الإبقاء على السقف الحالي للإنتاج المقدر بحوالي 30 مليون برميل يوميا وعدم تخفيضه كما كان متوقعا بعد اجتماع فينا، وهو معدل أعلى بمليون برميل على الأقل من تقديرات أوبك للطلب على نفطها في العام القادم لتوصل أسعار النفط العالمية إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من 4 أعوام، ليتجه خام برنت نحو حاجز 72 دولارا للبرميل، وفقد سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي حوالي ثلاثة دولارات ليصل إلى 70.75 دولار للبرميل في أدنى مستوى له منذ جوان 2010 بعد أن قررت منظمة أوبك عدم اتخاذ أي إجراء لوقف تدهور الأسعار على الأقل خلال الأشهر الستة المقبلة أي إلى غاية اجتماعها المقبل رغم فائض المعروض في السوق العالمية، في إشارة إلى تحول كبير عن سياسة طالما تبنتها أوبك بالدفاع عن الأسعار. وأحبطت بذلك السعودية دعوات من أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفض الإنتاج لوقف انهيار أسعار النفط العالمية، حيث جاءت في هذا السياق نتائج الاجتماع الذي دام لأكثر من 5 ساعات مخيبة للآمال الجزائرية التي علقت الكثير من الآمال على قرار المنظمة تخفيض إنتاجها بحوالي مليون برميل يوميا، خاصة بعد الوساطة الروسية لدى المملكة العربية السعودية التي أعلنت من خلالها بعد لقاء وزير خارجيتها سرغي لافروف بوزير النفط السعودي علي النعيمي نيتها تخفيض إنتاجها بأكثر من 300 ألف برميل يوميا في حال موافقة المنظمة على التخفيض، حيث قال وزير الطاقة يوسف يوسفي إن الجزائر تسعى لإيجاد حل توافقي يرضي جميع الأطراف بما فيها دول الخليج، حيث أكد وزير البترول السعودي علي النعيمي أن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لن تخفض إنتاجها من الخام، واصفا القرار بأنه كان قرارا عظيما"، حيث قال المتحدث في هذا السياق ردا على سؤال بخصوص ما إذا كانت أوبك قررت عدم خفض إنتاج النفط "هذا صحيح"، حيث أكد بذلك الوزير السعودي ما جاء على لسان وزير الطاقة الكويتي الذي قال إن المنظمة قررت الحفاظ على سقف إنتاج يقدر ب 30 مليون برميل يوميا، مشيرا في سياق حديثه إلى أن منتجي النفط الخليجيين توافقوا على سياسة إنتاج الخام. وتشير التقارير الإعلامية العالمية إلى موقف دول مجلس التعاون الخليجي الموحد إزاء إنتاج النفط يأتي بعد اتفاق أمريكي سعودي على إبقاء أسعار الذهب الأسود بين 80 و90 دولارا، خاصة أن الرياض تتحكم بحوالي 35 بالمائة من إنتاج المنظمة، حيث تهدف الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ضرب استقرار اقتصادات دول مثل إيران التي تحتاج إلى سعر برميل يقدر بحوالي 140 دولارا وروسيا التي تحتاج سعرا يفوق 120 دولارا، حيث وصف الكثير من المتتبعين ما يجري حاليا داخل الأوبك بمؤامرة أمريكية ضد روسياوإيران يقودها أمراء الخليج، فيما يروح ضحيتها دول نفطية وعلى رأسها الجزائر والعراق وليبيا وفنزويلا وحتى قطر. كما تشير أكثر السيناريوهات الاقتصادية تشاؤما إلى سقوط الأسعار إلى ما دون 60 دولار للبرميل، حيث أكد الخبراء أن أحلام ارتفاع أسعار النفط تحطمت بفعل قرار أوبك ولذلك على الأعضاء الاستعداد لتراجع أسعار النفط، خاصة مع اشتداد المنافسة بين المنتجين على رفع الإنتاج وتقديم التخفيضات في الأسعار للحصول على حصة في السوق، حيث يقول محللون إن أكبر منتجي أوبك لا يريدون أن يفقدوا حصصهم في الأسواق، وإنهم يريدون اختبار قدرة النفط الصخري المرتفع التكلفة على تحمل تراجع الأسعار، حيث تزيد بذلك يوميا من تشاؤم المتعاملين عدم إشارة أوبك إلى التزام الدول الأعضاء بحصص الإنتاج لتفتح الأبواب أمام حرب أسعار بين منتجي النفط في العالم، حيث هذه النتيجة تؤدي إلى معركة على الحصص بالسوق بين دول أوبك والدول الأخرى نظرا إلى هبوط الأسعار بالفعل بنحو الثلث منذ شهر جوان الماضي بسبب طفرة إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة إلى جانب ضعف النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا. من جهته، قال عبد الله البدري الأمين العام لأوبك إن المنظمة "لا تستهدف سعرا محددا" وذلك ردا على سؤال عن التطلعات السابقة لسعر عند 100 دولار للبرميل، مضيفا أنها تسعى إلى استقرار الأسعار عند سقف واحد من أجل الحفاظ على التوازنات داخل المنظمة، في وقت تبقى فيه أسعار النفط في حكم المجهول خلال الفترة المقبلة.