لاتزال العديد من المناطق الريفية والمعزولة خاصة بالناحية الغربية لولاية تيبازة، تعاني نقصا في وسائل النقل المدرسي، وهو ما يصنع متاعب جمة لمتمدرسي تلك المناطق المتميزة بموقع المجمعات السكانية والدواوير المتناثرة، خصوصا ببلديات كل من مناصر، بني ميلك، أغبال، سيدي سميان وأحمر العين. تتواصل مطالب أولياء التلاميذ القاطنين بالمناطق المذكورة آنفا، بضرورة تدعيمها بحصة كافية من حافلات النقل المدرسي، حيث تشتد الحاجة إلى تلك الحافلات في منطقة أحمر العين نحو إكمالية 5 شهداء، ومن مراد باتجاه ثانوية حجوط، وسيدي راشد بواد السبت نحو ڤوراية، وكذا بسيدي موسي بالناظور نحو ثانوية سيدي أعمر، ثم تأتي المجمعات السكانية بمناصر نحو وسط المدينة إلى غاية سيدي أعمر، وتمتد المطالب إلى بلدية أغبال نحو 12 دوارا تابعا لها، والأرهاط نحو ثانوية ڤوراية وكذا بلدية بني ميلك بأقصى غرب الولاية، هذا ناهيك عن معاناة 26 دوارا ببلدية مناصر. والجدير بالذكر أن أغلب تلك المناطق تتميز بطابعها الريفي وتَشكلها من تجمعات معزولة يعاني سكانها من مشقة التنقل على الأقدام، متأثرين بسوء التقلبات الجوية، خاصة تلك الواقعة على حواف الجبال والأحراش، وهو ما يُجبر بعضهم على ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرّة. هذا ناهيك عن امتناع الأولياء عن السماح لبناتهم بالتوجه نحو المدارس البعيدة خوفا من عواقب الطرقات والمسالك، خاصة وأنها تُعرف بضعف تنقّل المواطنين فيها. كما تشهد هي الأخرى تدهورا كبيرا خلال فصل الشتاء، وتصبح مصدر مخاطر محدقة بهم. ونشير إلى أنه رغم توفر حظيرة الجماعات المحلية على حوالي 70 مركبة توفر حوالي 1500 مقعد، فإنها لاتزال بعيدة عن تلبية احتياجات هذا النوع من النقل أمام العدد المتزايد للمتمدرسين بعد تسجيل عودة النازحين والفارين من الإرهاب، وإنجاز 17 كيلومترا من المسالك الجبلية. وفي السياق ذاته، خلصت الجهات المختصة والمهتمة بهذا الجانب إلى رفع حصة الولاية من عدد حافلات النقل المدرسي، هذا في الوقت الذي أكدت مصادر رسمية أنه يُرتقب مستقبلا أن تتدعم حظيرة النقل المدرسي ب 29 حافلة إضافية خلال هذه السنة، بالإضافة إلى وضع برامج لجميع الناقلين العموميين لإعطاء الأولوية للنقل المدرسي، حسب الخطوط، مع الحرص على توجيه الناقلين أصحاب العربات الصغيرة إلى استغلال خطوط ريفية لأجل تدعيم النقل المدرسي، بالإضافة إلى خطوط النقل المدرسي لبعض الناقلين. وأوصت أيضا نفس الجهة المعنية بالأمر، بضرورة وضع صيغة عقد اتفاقيات ثنائية بين الناقلين والبلديات باشتراك جمعيات أولياء التلاميذ للتخفيف من مشكل نقص النقل المدرسي في المناطق المعزولة، خصوصا وأن التنقل عبر مختلف المناطق الغربية وكذا الوسطى الواقعة في الوسط الريفي على وجه الخصوص، تفرض هذه المعاناة، وتسجل تزايد المطالب بتوفير هذه الخدمة.