خرائط مغشوشة لمواقع ومساحات الدول *** يشهد العالم خلال السنوات القليلة الماضية تغيرا متواصلا على أرض الواقع وأكثر التغيرات التي بدأت خريطة العالم تتركز في الغالب في الشرق الأوسط والخليج فالنزاعات المشتعلة أدت إلى تفكك العديد من البلدان الكبرى وظهور دويلات جديدة على السطح وهذا ما أفرز خريطة جديدة للعالم الجديد إلا أن الغريب في الأمر أن الخريطة القديمة والمعتمدة حاليا ظهرت أنها غير صحيحة ! ق. د/وكالات نشرت صحيفة فرنسية تقريرا حول الخرائط المعتمدة في العالم وكيفية قراءتها خاصة عندما يتعلق بالمناطق والنقاط والمسافات على الخريطة التي تحدد مواقع بلدان العالم جغرافيا حيث يرى التقرير أن الخرائط الحالية غير دقيقة تماما. وقال التقرير إن الجميع يعلم أن الأرض كروية الشكل وحتى نجعلها مسطحة ونمثلها على الخريطة لا بد من القيام بعملية الإسقاط الهندسي إلا أن هذه العملية تختلف حسب العالم الذي يرسمها. فمثلا عملية الإسقاط التي ابتكرها الجغرافي روبنسون سنة 1963 تقوم على الإسقاط بواسطة الشكل (المخروطي) حتى يتم تمثيل القطب الشمالي على الخريطة. وذكر التقرير أنه وعلى مر التاريخ ابتكر الجغرافيون طرقا جديدة لتمثيل العالم وفقا لاحتياجاتهم الخاصة في ذلك الوقت وفي القرن السادس عشر قام الجغرافي جيرار مركاتور بابتكار الإسقاط (الماركاتوري) الذي يحمل اسمه. لكن تبين فيما بعد أن طريقته تعطي معطيات خاطئة إلى حد كبير بالنسبة للمسافات والمحيطات والمساحات الموجودة على سطح الأرض. وعلى الرغم من ذلك فإن طريقته تعد الأكثر استخداما في العالم حتى اليوم. وأشار المصدر إلى أن كل بلد في العالم يتم تمثيله وفقا لإسقاط معين مختلف عن الآخر ففي فرنسا مثلا تقوم الهيئات الإدارية رسميا من خلال مرسوم 26 / ديسمبر باتباع إسقاط (لامبرت 93). ووفقا للمسح الجيولوجي للولايات المتحدة فإن هذه الأخيرة تستخدم إسقاط (ألبرز) الذي يعمل على تغطية مساحة البلاد من الشرق إلى الغرب. ونقلت أنه اعتمادا على هذه الإسقاطات يتم تمثيل الدول على خرائط مختلفة تقوم أساسا على تفصيل المساحات والمناطق بواسطة إسقاط يعرف (بالإسقاط المعادل) وعلى حفظ الزوايا بما يتوافق مع هذا الإسقاط ومن ثم دمج الطريقتين من أجل الحصول على تمثيل دقيق للدول. وأفادت بأن هناك بعض التمثيلات الدقيقة التي يمكن اعتمادها في رسم خريطة العالم مثل تمثيل والتر جينغوري الذي ابتكر طريقة في سنة 1944 وتحمل شكلا لولبيا وتمثيل ريتشارد بوكمينستر فولن الذي قام بابتكاره سنة 1946 والذي يعتمد على تقسيم العالم وفقا لأشكال ذات أضلاع متعددة. وبينت أن الطريقة الوحيدة لتمثيل الأرض دون تشويه تتمثل في اعتماد كرة جغرافية ثلاثية الأبعاد. ومع ذلك فإن عيوب الإسقاط التي تم من خلالها تمثيل الدول ستظل واضحة المعالم. وفي الختام بين التقرير أن معظم الخرائط الموجودة على الإنترنت خاصة تلك المعتمدة من (جوجل) تستند أساسا على (إسقاط ماركاتور) الذي ثبت بأنه غير دقيق. كما أنه كلما تمت رؤية الخريطة من زاوية أبعد عن خط الاستواء برزت العيوب بشكل أوضح. فجزيرة غرينلاد ستبدو أكبر من أمريكا الشمالية وإيرلندا ستظهر أصغر مرتين من أيسلندا في حين أن القطب الجنوبي سيكون بنفس حجم جميع الكتل الأرضية الأخرى.