يوارى الثرى غدا.. ومجاهدون يشهدون: (هذا آيت أحمد.. الذي عرفناه) جثمان الفقيد يصل إلى الجزائر اليوم كان الرّاحل حسين آيت أحمد (ثوريا مثقّفا وملتزما) حسب ما أكّده أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة مجاهدون ممّن عايشوا عن قرب ذلك الذي كان أحد الأعضاء الذين فجّروا ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة والذي يُنتظر أن يصل جثمانه إلى أرض الوطن زوال اليوم الخميس قادما من سويسرا التي توفي بها في انتظار أن يوارى الثرى غدا الجمعة بولاية تيزي وزو. أكّد السيّد محمد خان أحد أعضاء الحكومة المؤقّتة للجمهورية الجزائرية خلال ندوة متبوعة بنقاش في منتدى (المجاهد) نظّمتها جمعية (مشعل الشهيد) أن آيت أحمد يعد (ثوريا مثقّفا) وكان (من الأوائل الذين دعوا إلى إنشاء الحكومة المؤقّتة للجمهورية الجزائرية) وأشار إلى الجانب الفكري للرّاحل الذي ألّف عديد الأعمال منها رسالة دكتوراه في العلوم السياسية ناقشها في جامعة نانسي (فرنسا) بعنوان (الفاشية الإفريقية). من جانبه أكّد المجاهد رابح نايت عبد اللّه أن حسين آيت أحمد طالما (ألحّ) على إنشاء الحكومة المؤقّتة للجمهورية الجزائرية معتبرا أن (الاستعمار الفرنسي يجب ألا يحارب فقط بالسلاح وإنما أيضا بالطرق الدبلوماسية). وذكر السيّد نايت عبد اللّه الذي عمل مع آيت أحمد في حزب جبهة القوى الاشتراكية أن الفقيد كان قد مثّل الجزائر في مؤتمر باندونغ باندونيسيا ممّا مكّن من فتح الطريق أمام تدويل القضية الجزائرية وعرضها على الأمم المتّحدة. من جانبه أوضح المجاهد محمد الصغير بلعلام أنه (لا يجب التوقّف أبدا عن الإشادة ب آيت أحمد ورفاقه الآخرين الذين كانوا وراء اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة) وخلص في الأخير إلى القول إن آيت أحمد كان (زعيما) لعب دورا (حاسما) في الكفاح ضد الاستعمار. للإشارة تمّ يوم الثلاثاء بلوزان (سويسرا) تنظيم وقفة تأبينية للرّاحل آيت أحمد الذي وصف ب (المقاوم الفذ) والرجل (العظيم والمتواضع). وقد ألقى أكثر من 300 شخص النظرة الأخيرة على الزعيم السياسي والثوري حسين آيت أحمد الذي كرّس كلّ حياته من أجل جزائر ديمقراطية ومزدهرة حسب ما جاء في وسائل إعلام سويسرية. في هذا الصدد أكّدت البروفيسور ماري كلير كالوز تشوب التي عملت مع أحد القادة التاريخيين للثورة الجزائرية أن (الرّاحل آيت أحمد كان مقاوما فذا وبطلا عاديا كما كان رجلا عظيما ومتواضعا). كما أشارت الفيلسوفة إلى أن (حزننا كبير بقدر الإرث الذي خلفه لنا) مؤكّدة أن هذه الشخصية التاريخية العظيمة للوطنية الجزائرية (كان يتميز بالذكاء الحاد والتهذيب الراقي). كما تواصل توافد الشخصيات وممثّلي المنظمات الوطنية والأسرة الثورية على مقرّ حزب جبهة القوى الاشتراكية بالجزائر العاصمة لتقديم واجب العزاء في وفاة المجاهد آيت أحمد. وفي تصريح للصحافة قال رئيس اللّجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها فاروق قسنطيني: (عرفت الجزائر العديد من العظماء وآيت أحمد واحد من مناضليها وعظمائها الذين سخّروا حياتهم في سبيل مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا التحرّر).