السبسي يتّهم (الدواعش) بتأجيج البلاد *** تعيس تونس ظروفا طارئة في الآونة الأخيرة فالبلاد على صفيح ساخن بسبب الظروف الأمنية وتنامي خطر (داعش) بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تتفاقم بشكل متسارع لتتسبّب في تأجيج الغضب الشعبي. ق.د / وكالات قال رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي إن أياد (خبيثة) هي التي تسبّبت في تهييج الأوضاع في تونس مشيرا إلى تورّط تنظيم الدولة في الأحداث ومشدّدا على بقاء حظر التجوّل إلى أن تستقرّ الأمور. وقال السبسي في خطاب بثّه التلفزيون إن الاحتجاجات التي اندلعت في القصرين وغيرها (طبيعية) معترفا بأنه لا يمكن أن يقال لأحد لا يملك ما يأكله أن يصبر أكثر لكنه أضاف أن الحكومة (التي عمرها أقلّ من سنة وجدت نفسها في وضع صعب جدّا بطالة خانقة وسبعمئة ألف عاطل عن العمل تقريبا). وتابع الرئيس التونسي القول إن (الأيادي الخبيثة) تدخّلت بعد انطلاق الاحتجاجات وأجّجت الأوضاع مضيفا: (جميعهم معروفون ومسجّلون ومعروفة انتماءاتهم الحزبية سواء كانت أحزابا مرخّصا لها أو الأحزاب المحظورة) ورأى أن تنظيم الدولة الإسلامية الموجود في ليبيا المجاورة بات قريبا من حدود تونس و(بدا له أن الوقت سانح ليحشر أنفه في هذه العملية) كما اتّهم بعض وسائل الإعلام المحلّية والأجنبية بالمشاركة في (تأجيج الأوضاع) واتّهم كذلك (بعض قطّاع الطرق) باستغلال الظروف للسرقة. وأكّد قايد السبسي أن الأمن لم يطلق رصاصة واحدة لمواجهة المحتجّين وأن السلطات (ساهرة) على أمن الشعب وأن بلاده (ستواصل التقدّم في مشروعها الديمقراطي). كما طلب رئيس تونس من الحكومة تقديم مشروع يقلص معدلات البطالة مع الأخذ بالاعتبار إمكانيات الدولة. * استمرار حظر التجوّل من ناحية ثانية قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد الذي اضطرّ إلى اختصار جولته الأوروبية والعودة إلى البلاد إنه سيرأس اجتماعا استثنائيا لمجلس الوزراء مؤكّدا أن الوضع يتّجه نحو الهدوء وأن الأسباب التي تقف خلف الاحتجاجات هي أسباب اقتصادية بالأساس. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية فرض حظر ليلي للتجوّل في كافّة أنحاء البلاد بعد تسجيل أعمال نهب وسرقات وتزامن ذلك مع دعوات إلى التهدئة وحملات تنظيف أطلقها شباب مدينة القصرين بينما تستمرّ المطالبة السلمية بالتنمية وإيجاد فرص العمل. وبالرغم من حظر التجوّل وعودة الهدوء إلى القصرين تواصلت الاحتجاجات في مناطق أخرى حيث أحرق شباب غاضبون إطارات مطّاطية وقطعوا الطرقات في حيي التضامن وواد اللّيل بالعاصمة ممّا اضطرّ قوّات الأمن إلى التدخّل. وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس شهدت مدينة برج السدرية احتجاجات ليلية ومناوشات بين قوّات الأمن والمحتجّين. وفي منطقة الكرم القريبة من القصر الرئاسي بقرطاج أحرق عدد من الشبّان إطارات مطّاطية ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة. يذكر أن الاضطرابات اندلعت في القصرين السبت الماضي إثر وفاة الشابّ رضا اليحياوي (28 عاما) العاطل عن العمل بصعقة كهربائية خلال تسلّقه عمودا قرب مقرّ الوالي احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام.