نظمت اليوم الاربعاء في كل من تونس العاصمة وولاية سوسة مسيرات احتجاجية من قبل الشباب العاطل عن العمل دعما ومساندة لمطالب الشباب المحتج بولاية القصرين و المتمثلة في الحرية والكرامة وتوفير مناصب شغل. ففي تونس العاصمة وبعد أن جابت مسيرة الشباب التابع للاتحاد العام لطلبة تونس شارع الحبيب بورقيبة وهم يرددون شعارات مساندة للشباب المحتج بالقصرين (جنوب) توجهوا الى مقر الولاية حيث قام عدد منهم باقتحام المقر دون "تهشيم المعدات" حسب ما صرح به ولي الولاية فاخر القفصي لوسائل الاعلام. كما قام بدوره الشباب البطال المنتمي الى تنظيمات المجتمع المدني بولاية سوسة بتنظيم مسيرة احتجاجية عبر الشوارع الرئيسية للمدينة للتعبير عن دعمهم للمطالب التي رفع المحتجون في ولاية القصرين. وبولاية القصرين فقد اقتحم أيضا ما يقارب 700 شاب من العاطلين عن العمل مقر الولاية وتجمعوا داخل ساحتها "دون تسجيل مواجهات" بينهم وبين قوات الامن والجيش المتمركزة بمحيطها كما اوضح والي الولاية الشاذلي بوعلاق في تصريح له. ومن جانب آخر دعت بعض الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في بيانات لها الى ضرورة ايجاد حل للمشاكل التي تعاني منها شريحة البطالين لاسيما الحاملين للشهادات الجامعية وفي جميع جهات القطر التونسي وفتح حوار شفاف مع هذه الفئة لتجاوز الاحتقان الاجتماعي. وفي هذا السياق دعا الحزب الجمهوري الى ضرورة اتخاد اجراءات لفائدة العاطلين عن العمل والفئات الهشة من المجتمع على مستوى كافة الجهات من اجل "تجاوز الاحتقان الاجتماعي" الى جانب "فتح حوار واسع" حول التنمية والتشغيل لتركيز الاستقرار الاجتماعي. كما دعا الى "وضع برنامج يساعد على اخراج المواطنين في المناطق الداخلية من اليأس والاحباط "من خلال تجسيد سياسة التوازن الجهوي بين مختلف جهات البلاد. وحث المحتجين على التمسك بالطابع "السلمي" وعدم فتح المجال للجماعات الارهابية لاستغلال الاوضاع الاجتماعية التي يعاني منها الشباب العاطل عن العمل. وبدورها دعت الحركة الديمقراطية للاصلاح والبناء المسؤولين والسياسيين في البلاد الى ايلاء العناية اللازمة للمناطق المحرومة بالقصرين وباقي الجهات منبهة ب"خطورة الاوضاع" التي تتطلب ايجاد حل لها قبل "دخول البلاد في ثورة جديد ة"على حد قولها. وطالبت الحركة بوضع برامج تنموية للجهات المحرومة للتخفيف عن كاهل المواطنين الذي يعانون من "الحرمان والفقر جراء التهميش والاقصاء". أما تيار التيار الشعبي الحكومة فقد عبر عن مساندته لكل التحركات الاحتجاجية "السلمية" التي يخوضها الشباب التونسي في انحاء الجمهورية من اجل الحق في التشغيل والحياة الكريمة محذرا في نفس الوقت من "الاستعمال المفرط للقوة" من قبل قوات الامن ازاء المواطنين المحتجين. ومن جهتها فقد ذكرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بأن الحق في العمل يعد من اهم الحقوق التي ضمنها الدستور مطالبة الحكومة بالعمل على معالجة كافة ملفات البطالين الحاملين للشهادات الجامعية في جميع جهات القطر التونسي . ويذكر أن الاحتجاجات بولاية القصرين اندلعت عقب تشييع جثمان الشاب رضا اليحياوي الذي تعرض لصعقة كهربائية اثر صعوده لعمود كهربائي اثناء احتجاج الشباب العاطل عن العمل "ضد التلاعب بنتائج انتداب في الوظيفة العمومية". وقد اسفرت المواجهات بين المحتجين واعوان الامن أمس عن وقوع العشرات من الاصابات أغلبها اختناق بالغاز المسيل للدموع وجرح ثلاثة عناصر من الامن والجيش الوطنيين حسب مصادر طبية بالقصرين . وأعلنت وزارة الداخلية أمس حظر التجول في المدينة بدءا من الساعة السادسة مساء الى غاية الخامسة صباحا .