في إطار خطة أمنية لمنع تمدد داعش *** شددت السلطات الجزائرية إجراءات عبور الرعايا الأجانب عبر أراضيها حيث تقرر منع أي مغربي من التوجه إلى ليبيا انطلاقا من التراب الوطني إلا إذا كان لا يملك ترخيصا بالعمل في هذا البلد الذي تنخره الحروب ويعاني من استفحال نشاط التنظيم الإرهابي المكنى (داعش). وذكر بيان لوزارة الخارجية مساء أول أمس أن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل استقبل سفير المغرب بالجزائر (واطلعه على التدفق المكثف وغير العادي لرعايا مغربيين متجهين إلى ليبيا) مشيرا إلى أن الرعايا المغاربة قدموا من الدار البيضاء بالمغرب ويتخذون من الجزائر محطة للانتقال بعدها إلى ليبيا. وأضاف البيان: (إن السياق الأمني الراهن بالغ الحساسية يستدعي التحلي بيقظة كبيرة كما يستدعي تعزيز التعاون بين بلدان المنطقة على غرار ذلك القائم بين الجزائروتونس لاسيما في مجال ترحيل رعاياهما) في إشارة إلى تبادل الأشخاص بين تونسوالجزائر محل شبهة تورط في أنشطة إرهابية. وتابع البيان أن الوزير مساهل أعلم سفير المغرب (بقرار السلطات الجزائرية القاضي بالسماح هذه المرة وبصفة استثنائية بعبور الرعايا المغربيين المتواجدين حاليا بالجزائر العاصمة والحائزين على وثائق إقامة أو عمل في ليبيا) بينما المسافرون الذين لا يتوفرون على مبرر لتنقلهم إلى ليبيا سيتم ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي). وبحسب بيان الخارجية فإن الجزائر (ستوفر وسيلة نقل لضمان عودة هؤلاء الرعايا إلى المغرب. وقد تلقوا معاملة تليق بقيّم الضيافة التي يعرف بها الشعب الجزائري). وفي السياق أوضح مراقبون أن القضية تعكس مخاوف الجزائر من أن تصبح أرض عبور لمتطرفين من جنسيات كثيرة وليس فقط مغاربة لفائدة التنظيمات الإرهابية في ليبيا. فالمسؤولون الجزائريون يدركون جيدا حجم المخاطر الأمنية المحدقة بالمنطقة والتحذير من كثرة أعداد المغاربة المسافرين إلى ليبيا عبر الجزائر يندرج في إطار خطة أمنية تعتمدها السلطات لمنع تمدد داعش خارج حدود ليبيا لحماية أمن واستقرار المنطقة بما فيها أمن المغرب. وبعد التضييق على محور تركيا التقليدي باتت الجزائر نقطة عبور للدموّيين صوب (مناطق الجهاد) المزعومة في ليبيا والعراق وسوريا. وفي السياق كشف تحقيق أجرته مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان أن (دواعش) تونس باتوا يسلكون صيغا جديدة للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا من خلال نقاط عبور منها الجزائر وذلك إثر تضييق الخناق على الصيّغ التقليدية. وأورد التحقيق الأممي أن الدواعش التونسيين لم يعودوا يمضون مباشرة إلى تركيا تمهيدا للانضمام إلى تنظيم _الدولة الإسلامية_ بل صاروا يختارون الجزائر والمغرب وصربيا وأبرز أن من الأمور التي تشجع التونسيين على اتخاذ الجزائر والمغرب وصربيا نقطة عبور في الطريق إلى (داعش) كونها لا تفرض تأشيرة دخول على التونسيين في الوقت الذي بات الذهاب عبر تركيا محاطا بالشكوك وقد يوقع بالمسافر. للإشارة فككت أجهزة الأمن الشهر الماضي بشرق العاصمة خلية تضم إرهابيين متخصّصين في إيفاد جزائريات إلى معاقل (داعش) في ليبيا. وأثبتت التحريات أن ثلاث فتيات تتراوح أعمارهنّ بين 17 و25 سنة التحقن نهاية العام الماضي بالتنظيم الدموي.تعد سابقة تاريخية..