أسفرت الاحتجاجات العارمة التي قام بها المئات من الشباب الغاضب بولاية بومرداس في مواجهاتهم مع قوّات مكافحة الشغب، والتي كانت بسبب منعهم من تخريب بعض المنشآت العمومية والممتلكات عن تسجيل العشرات من الجرحى بين الطرفين في الوقت الذي شهد فيه مستشفى برج منايل حالة طوارئ إثر استقباله عددا معتبرا من الجرحى وصل عددهم إلى 60 مصابا تتراوح إصابتهم بين الخطيرة والمتفاوتة الخطورة، كما تمّ تسجيل 03 إصابات في صفوف أعوان الأمن· فلقد كان ارتفاع أسعار المواد الغذائية سوى القطرة التي أفاضت الكأس الممتلئ بالهموم والغبن، بدءا بالوضعية الاجتماعية الصعبة التي تسود مختلف أحياء وقرى بلديات بومرداس والبطالة وأزمة السكن· هذا، وقد حال تدخّلت قوّات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين ومنعهم من تخريب مدرستين ابتدائيتين بمدينة بومرداس، وكذا اقتحام أحد المخازن الكبيرة لشركة لابال للمواد الغذائية بخميس الخشنة الذي يحتوي على مادتي السكر والأرز. كما قام المحتجّون بحرق كليا مركز بريد وفندق بتيجلابين، فضلا عن تخريب معهد السياحة والفندقة المتواجد بحي الكرمة بوسط مدينة بومرداس، كما تمكّنوا من تخريب شركة متخصّصة في تسويق السيّارات تقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 24، والذي ظلّ مغلقا في وجه حركة المرور· للتذكير، فقد شملت الاحتجاجات التي شنّها السكان بسبب الارتفاع الجنوني لبعض المواد الاستهلاكية الأساسية كمادتي السكر والزيت عاصمة الولاية بومرداس، دلس، تيجلابين، برج منايل، الناصرية، زموري وبودواو. ولقد أجمع الشارع البومرداسي خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى شوارع وأحياء المدينة وضواحيها بعد الاحتجاجات الأخيرة على رفضه الشديد لأعمال الحرق والتخريب التي طالت الممتلكات والمؤسسات العمومية والخاصّة، وحسب الذين التقيناهم فإن هذه الأعمال الجنونية لا تمتّ بصلة إلى وسائل وطرق التعبير المشروعة والحضارية. من جهة أخرى، استهجن أصحاب المحلاّت التجارية والتجّار هذه الممارسات التي لا تعبّر عن حقيقة الشارع البومرداسي، متسائلين عن سبب حرق مقرّات ومؤسسات عمومية وتخريب ممتلكات خاصّة ليست لها أيّ علاقة بظاهرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية· ولقد فضّل أصحاب المحلاّت التجارية غلق محلاّتهم في ساعات مبكّرة خوفا من تكرار سيناريو أعمال الشغب التي ميّزت الأيّام الأخيرة·