أثارت موجة الإحتجاجات العنيفة التي شهدتها مختلف مناطق الوطن، يومي الثلاثاء والأربعاء، جملة من التساؤولات لدى المتتبعين للشأن الوطني الجزائري، عن خلقياتها، أسبابها، توقيتها، وأهدافها، لكن الأهم أيضا، عن ما اذا كانت هناك جهات تقف ورائها أم أن ماحدث مجرد تحركات لشباب غاضب عن الأوضاع الإجتماعية المتفاقمة جراء أسباب متعددة؟. تفاجأ المتتبعون للوضع، بالحجم والسرعة اللتين أخدتهما الإحتجاجات، التي عرفتها محتلف مناطق الوطن نهاية الاسبوع، بسبب الإرتفاع الذي شهدته بعض المواد الغذائية الرئيسية والمتمثلة أساسا في السكر والزيت والفرينة، وقبلها الندرة الحادة في حليب الأكياس التي دامت أزيد من شهرين- حسب المحتجين-. فقد انتقلت أحداث الشغب من ولايات الوسط وبالتحديد من الأحياء الشعبية بالعاصمة، على غرار باب الوادي، وباش جراح، وصولا إلى البليدة وتيبازة والشلف، وبومرداس، وكذا ولايات شرق الوطن، برج بوعرريج وبجاية، وقد تميزت هذه الأحداث التي كان أبطالها شبان، بطابعها العنيف، حيث استهدفت ممتلكات عمومية وخاصة، وخلفت خسائرمادية معتبرة، لم يتم إلى حد الساعة جردها وحصر قيمتها، سيما في ظل حالة الترقب التي تطبع الوضع. غير أن الأسباب التي رفعها المحتجون ولو ظاهريا، و المتعلقة بغلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية وإرتفاع الأسعار، لم تقنع الكثيرين بالنظر إلى التقليات التي عرفتها السوق الوطنية منذ سنوات ، ولكنها لم تؤد إلى أعمال عنف مماثلة، وهنا يبرز السؤال الجوهري إن كانت الأحداث من تخطيط وتنظيم جهات معينة؟ في هذا السياق، تبرز قراءتان مختلفتان للوضع الذي عاشته الجزائر في اليومين الماضيين، فالقراءة الأولى ذهبت إلى حد إتهام بارونات الإستيراد وكبار التجار بتحريك الوضع للضغط على الحكومة وإجبارها على التراجع الإصلاحات التي أقرتها في القطاع ومنها على وجه الخصوص، إجبار المتعاملين على إستعمال الصكوك المالية في كل المعاملات التجارية إبتداءا من شهر مارس القادم، وهو إجراء لم يستسغه بارونات الإستيراد وكبار التجار، تماما مثلما لم يستسيغوا الإجراءات السابقة التي اعتمدتها الحكومة في مجال التجارة الخارجية، ويبدو أن التجار والمستوردين والمنتفعين قد اختاروا سلاح الأسعار للضغط على الحكومة لإجبارها على التراجع عن إجراءاتها. ولعل تصريحات وزير التجارة مصطفى بن بادة، خلال ندوته الصحفية يوم الأربعاء حين شدد على استمرار الحكومة في إصلاح القطاع، وتأكيده على إلغاء الإجراءات المعتمدة يوم الخميس عقب لقاء جمعه بالمستوردين، دليل على الضغط الممارس من قبل بارونات السوق الوطنية على الحكومة التي لم تجد من خيار يخمد لهيب السوق سوى تسقيف أسعار بعض المواد الواسعة الإستهلاك. أما القراءة الثانية، للأحداث، فتتلخص في كون ما جرى، نتيجة طبيعية للإحتقان الإجتماعي والسياسي، رغم تأكيد أصحاب هذا الطرح على الطابع اللاسياسي للأحداث، بمعني أن إحساس فئات عريضة من الشباب بالتهميش و الإقضاء، وغياب هياكل سياسية وتنظيمية، أو ما يسمى جمعيات ومنظمات المجتمع المدني عن الشارع، جعلت من الشباب يفقد فضاءات منظمة للتعبير عن مشاكله، همومه، تطلعاته، وبالتالي إقحامه في العملية السياسية من خلال تأطيره ليلعب دوره في التنمية الوطنية. والواقع أن ما حدث نهاية الأسبوع، من أعمال عنف، وتخريب للممتلكات، يستدعي وقفة عاجلة من قبل الفاعلين في الحقل السياسي، وفي مقدمة هؤلاء، الطبقة السياسية المشكلة للسلطة، فما مدى قدرتها على تجنيد وتأطير الشارع وسد الفراغ الرهيب في الساحة، واذا كانت هناك إمكانية، فكيف ينفجر الشارع بين الحين والأخر من دون أن تكون هذه الأحزاب طرفا فاعلا فيما يجرى، إحتواءا وتأطيرا ووسيطا؟. في الحقيقة، أن مايدور في الشارع منذ أشهر، يبرز بما لايدع مجالا للشك أن الأحزاب السياسية و المنظمات المحسوبة ظلما وزورا على المجتمع المدني، تكون قد فقدت صلتها بفئات المجتمع، وبالأخص الشباب منهم، بعد أن تخلت عن دورها كوسيط وجسر يريط السلطة ومؤسساتها بمختلف أفراد الشعب. وهو ما يفسر انحدار الإحتجاجات في كل مرة نحو العنف غير المبرر رغم شرعية المطالب المرفوعة في كثير من الأحيان من جانب أخر، فقد كشفت الأحداث أيضا عن عجز الحكومة في بلورة سياسة إتصالية من شأنها، خلق تواصل مستمر ودائم مع المجتمع سواء في الأوقات العادية أو خلال الأزمات، فقد سجلنا خلال هذه الأحداث غياب كلي للطاقم الحكومي، مما فتح المجال أمام انتشار الإشاعات، وتحرك أطراف معروفة لاستغلال الأحداث وتوجيهها نحو أهداف قد تضر بالسلم الإجتماعي والإستقرار السياسي. فرغم المشاريع الضخمة التي طرحتها الحكومة في مختلف القطاعات،السكن، الصحة، التعليم، الفلاحة، الأشغال العمومية، إلى أن التسويق لها، وتحسيس المجتمع بأهميتها، وتجنيده لإنجاحها، ظل ضعيفا أو شبه منعدما، مما أعطى الإنطباع أن البلد في حالة جمود. ------------------------------------------------------------------------ بومرداس: الأمن يحبط محاولة اقتحام مخزن »لابال« بخميس الخشنة عرفت العديد من بلديات بومرداس حركات احتجاجية على غلاء المعيشة والارتفاع الجنوني لأسعار بعض المواد الاستهلاكية، كمادتي الزيت والسكر، إذ انتفض العديد من الشباب وخرجوا للشارع، في كل من بلديات برج منايل، يسر، زموري، الناصرية، خميس الخشنة وبومرداس، حيث قاموا بإحراق العجلات المطاطية، كما أقدموا على غلق الطرق، وبوجه الخصوص الطريق السريع بين تيزي وزو والعاصمة. وحسب مصادر »صوت الأحرار« فقد شهدت مدينة بومرداس عاصمة الولاية، موجة احتجاجات وأعمال شغب واسعة، خصوصا بحي 800 مسكن أين أقدم المتظاهرون على محاولة اقتحام مدرستين ابتدائيتين وتخريبها قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين. أما في المنطقة الحدودية الغربية للولاية فأعمال الشغب راحت ضحيتها شركة متخصصة في تسويق السيارات الجديدة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 24 أين أقدم المحتجون على غلق الطريق المذكور وتخريب المؤسسة، ولحسن حظ هذه الأخيرة أنها قامت بتهريب السيارات الجديدة قبل أن تصل حمى المظاهرات إلى هناك. وتضيف ذات المصادر أن عشرات المواطنين احتلوا الشارع في حدود العاشرة ليلا بمدينة خميس الخشنة، للاحتجاج على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث قاموا بمحاولة اقتحام أحد المخازن الكبيرة لشركة »لابال« للمواد الغذائية، إلا أن تدخل مصالح الأمن حال دون ذلك. وشهدت بلديات شرق الولاية مظاهرات عارمة، حيث قام شباب برج منايل بالخروج للشارع، وحرق العجلات المطاطية وغلق الطرق المؤدي إلى تيزي وزو، كما ذكر مصدرنا أن مجموعة من الشباب حاولوا التقدم نحو مقر المحكمة ومواقع أخرى، وقاموا برشق عناصر الأمن بالحجارة، واستعملت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لرد المتظاهرين. كما عرفت منطقة الناصرية ذات الأحداث، حيث قام بعض الشباب بالنزول للشارع والاحتجاج، حيث قام التجار على خلفية هذه المظاهرات بغلق محلاتهم التجارية، كما تم غلق الطريق بين تيزي وزو والعاصمة. ------------------------------------------------------------------------ برج بوعريريج : تخريب وسطو وحرق مقرات هيئات عمومية وخاصة خرجت الاحتجاجات التي اندلعت ببرج بوعريريج عن طابعها السلمي، حيث تعرض مقر متعامل الهاتف النقال »جيزي« إلى تخريب وسطو ورمي للملفات. كما تعرض مقر الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط إلى عملية مماثلة مرفقة بالحرق، بالإضافة إلى السطو وتخريب مركز الضرائب بحي500 مسكن ومقر بنك سوسييتي جينيرال، في موجة احتجاجات غاضبة لمئات الشباب بمدينة برج بوعريريج. الاحتجاجات اندلعت في حدود الساعة الثامنة و15 دقيقة من ليلة الخميس، وشهد محيط مقر أمن ولاية برج بوعريريج اعتصاما وتجمعا لمئات المحتجين جراء غلاء المعيشة والارتفاع المفاجئ لأسعار المواد الغذائية الأساسية، وكانت البداية بعشرات الشباب قبل أن تعرف تزايدا مستمرا، ليبلغ الاحتجاج ذروته حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا. وكانت البداية بكسر أبواب مقر »جيزي« الذي تم السطو على كل محتوياته من تجهيزات وأثاث، وقام المحتجون برمي الملفات والوثائق الى الشارع. وتدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، لكن ازدياد عددهم وارتفاع موجة الغضب امتدت إلى مقر الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط الذي تعرض للتخريب والحرق قبل آن يتعرض مقر الضرائب إلى عملية مماثلة، وأشعلت النيران بداخله كذلك. ولم يسلم مقر بنك سوسييتي جينيرال من تخريب مماثل وعملية سطو في ساعات متأخرة من ليلة الخميس. وتزامنت عمليات التخريب والسطو مع إشعال إطارات العجلات على طول الطريق الوطني رقم 5 من المدخل الشرقي للمدينة بالقرب من نزل الترقي إلى غاية مفترق الطرق أين يتواجد مقر جيزي ومقر الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط. وعرف محيط أمن ولاية برج بوعريريج عمليات كر وفر بين قوات الأمن والمحتجين لكن على خلاف المكان الأول لم يعرف الثاني انزلاق وتخريبات كبيرة، لكن استمر تجمهر المحتجين إلى ساعات متأخرة من ليلة الخميس. وعرفت صبيحة الجمعة هدوءا أين تدخلت مصالح الحماية المدنية لإطفاء الحرائق التي بقيت مشتعلة وتنظيف الشوارع الرئيسية من بقايا الاحتجاجات. ------------------------------------------------------------------------ بجاية: تخريب مقرات عمومية وجرحى في صفوف الأمن أقدم مئات المواطنين ببلدية خراطة ببجاية على قطع الطريق الوطني رقم 9 احتجاجا على الأوضاع التي يعيشها المواطنون بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية. وامتدت الاحتجاجات أمس إلى بلديتي سيدي عيش وإغزر أمقران. وقد سارعت قوات مكافحة الشغب إلى تفريق جموع المتظاهرين مع تسجيل خسائر مادية في المرافق العمومية على غرار قاعة لجنة الحفلات بخراطة. وكانت موجة الغضب الشعبي انطلقت أول أمس في كل من بلديات، أقبو، صدوق وتيشي، حيث شل المحتجون حركة المرور، كما قاموا بتخريب مقر محكمة أقبو. وحسب مصادرنا فإن المواجهات أسفرت عن جرح 7 أعوان من قوات مكافحة الشغب و3 متظاهرين. ومن جهتهم وجه ممثلو المجتمع المدني في بيان تسلمت »صوت الأحرار« نسخة منه نداء للمحتجين قصد التحلي بالتعقل والابتعاد عن العنف. ------------------------------------------------------------------------ البليدة : أعمال عنف وتخريب لعدد من المؤسسات العمومية وممتلكات المواطنين عرفت مختلف بلديات وأحياء ولاية البليدة في ساعات متأخرة من يوم أمس، أعمال شغب وعنف أدت إلى حدوث انزلاقات خطيرة استدعت تسخير كل قوات الأمن من رجال الشرطة والدرك الوطني من أجل السيطرة على الوضع ومحاولة منع المحتجين من القيام بعمليات التخريب وكذا حماية مصالح الدولة والمواطنين. انتقل لهيب الاحتجاجات العنيفة بالبليدة بسرعة من شرق الولاية إلى غربها وفي ظرف قصير أين سجلت مجموعة كبيرة من هذه العمليات أهمها إضرام النيران في مقر البريد الواقع ببلدية بوقارة ومحاولة اقتحامه من قبل الشباب الغاضبين مع إشعال العجلات المطاطية على طول الطريق الرئيسي والقيام بعدد من الأعمال التخريبية المتمثلة أساسا في تحطيم وتكسير الممتلكات العمومية، كما تم محاصرة مقر الشرطة القضائية ووضع العجلات المضرمة أمامها بالإضافة إلى رشق أعوان الأمن بالحجارة ومحاولة اقتحام مقراتهم لكن تم منعهم، وقد دامت هذه المواجهات أكثر من 4 ساعات وهي نفس الحالة التي شهدتها بلدية الأربعاء إذ تم تسجيل أعمال شغب عنيفة مست كلا من مقر البريد، البنك المركزي الواقع أمام المحطة البرية إضافة إلى مصلحة الضرائب التي أضرمت فيها النيران كما تم غلق كل الطرقات الرئيسية بواسطة العجلات والمتاريس لمدة طويلة مع محاولة إضرام النار في مقر شركة سونلغاز التي تعرضت أيضا إلى محاولة اقتحام بعد تحطيم واجهاتها، حيث تدخلت قوات الأمن ومصالح الحماية المدنية لإنقاذ الوضع وإطفاء النيران التي أضرمت، لتنتقل الاحتجاجات بسرعة إلى أقصى شرق الولاية وبالضبط بلدية مفتاح التي تعرض فيها مقر البريد كذالك إلى أعمال تخريبية مست واجهته الرئيسية مصحوبة بمحاولات اقتحام متكررة تبنتها مجموعات كبيرة من الشباب وبعض القصر استهدفت مقر الدائرة الذي تعرض هو الآخر لأعمال تخريبية عديدة وهي الحال نفسها التي شهدها مقر سونلغاز مع غلق كل الطرقات الرئيسية بواسطة جذوع الأشجار والصخور الكبيرة لمنع كل وسائل النقل من المرور عبرها. بلدية أولاد يعيش هي الأخرى سجلت عددا من التجاوزات الخطيرة أقدم على القيام بها سكان الأحياء الشعبية خاصة سكان الأحياء المعروفة بكثرة الاعتداءات مثل حي الريمايو الذين قاموا بتحطيم وإضرام النيران في مقر سونلغاز الجديد إذ أنه لم يتم منعهم إلا بعد إطلاق عيارات نارية في السماء من أجل تخويفهم وتفريقهم وتمكنت قوات الأمن من إحباط حرق هذا المقر بعد أن حاول هؤلاء عدة مرات القيام بهذه العملية انتهت بمواجهات عنيفة بين الشباب وقوات الأمن ليتم بعدها غلق الطريق الوطني رقم واحد تماما الذي شهد حالة من الفوضى العارمة وتعطيل حركة المرور كادت أن تؤدي إلى انزلاقات خطيرة، ليتوسع الاحتجاج إلى غاية حي الكونكورد بوسط مدينة البليدة وحي باب السبت أين حاول المحتجون القيام بعدد من الأعمال التخريبية تمثلت أساسا في محاولة إلحاق الضرر بفندق الزعيم الجديد عن طريق محاولة اقتحامه مع إضرام النيران في العجلات المطاطية وغلق كل الطرقات الرئيسية خاصة بحي لاكناب وحي النخيل الذي شهد مواجهات خطيرة بين الأمن والمحتجين الذين قاموا بتحطيم واجهة بنك الخليج وتحطيم الموزع الآلي الخاص بسحب الأموال. الجدير بالذكر، أن المنحرفين والمسبوقين قضائيا اغتنموا الفرصة حيث قاموا بالاعتداء على المارة والمواطنين وسلبوا منهم هواتف نقالة ومبالغ مالية باستعمال العنف تحت طائلة التهديد مع مداهمة محليين تجاريين بالقوة اضطرت قوات الشرطة والدرك إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع وإطلاق عيارات نارية في السماء لتفريق المحتجين وتحضير شاحنات المياه الساخنة، حيث تمكنوا من السيطرة على الوضع نسبيا بعد تفريق هؤلاء إلا أن المواجهات سجل فيها إصابة حوالي 17 شرطيا بجروح متفاوتة الخطورة ودركيين اثنين تم نقلهم إلى مختلف المستشفيات لتلقي العلاج ولا تزال مصالح الأمن على أهبة الاستعداد تحسبا لأي مواجهات أخرى. فيما شهدت العفرون هي الأخرى ليلة ساخنة مع شباب ساخط على أوضاعه الاجتماعية المزرية، حيث أقدمت مجموعة من الغاضبين في ساعة متأخرة من الليل على القيام بأعمال شغب أدت إلى تحطيم عدة مقرات منها مقر البلدية وبنك البدر وصندوق التوفير والاحتياط، حيث قاموا بتحطيم واجهاتها كما أتلفوا تجهيزاتها من حواسيب ومكيفات هوائية ومكاتب ورشقوا قوات الأمن بالحجارة وزجاجات »المولوتوف« مما دفعها إلى الرد عليهم باستعمال الغازات المسيلة للدموع والهراوات، إلا أن ذلك لم يردعهم على مواصلة احتجاجاتهم العنيفة، حيث قاموا بتحطيم كل ما وجدوه في طريقهم من أعمدة كهربائية وصناديق كوابل الهاتف ناهيك عن إشعال إطارات مطاطية التي تركت سحبا كثيفة من الدخان مما جعل الوضع يشبه ساحة معركة حقيقية ، وما زاد من تشويش قوات الأمن هو توزع المحتجين إلى مجموعات توزعت على مستوى البلدية مما سهل عليهم اقتحام عدة مقرات المنتشرة بالبلدية كمقر البلدية و بنك البدر وصندوق الضمان الاجتماعي وصندوق التوفير والاحتياط الذي عاثوا فيها فسادا كما قاموا بسرقة كل ما خف حمله وتحطيم التجهيزات الأخرى التي لم يستطيعوا حملها . ------------------------------------------------------------------------ قسنطينة : تخريب مرافق عمومية والشرطة تطوّق بؤر التوتر انتقلت عدوى الاحتجاجات إلى ولاية قسنطينة، حيث شهدت أحداث شغب في معظم مناطق الولاية عندما أقدم المتظاهرون على إضرام النار بواسطة العجلات المطاطية وغلق الطرقات، شلت حركة المرور بكل من حي بوذراع صالح، الكيلومتر الرابع باتجاه الخروب، الطريق الربط بين الأمير عبد القادر )الفوبور( وحي الإخوة عباس، حي الزيادية في الجهة العليا بالقرب من مقر الأمن الحضري الثاني عشر، كذلك بكيرة وحامة بوزيان، حي بوصوف، حي بن شرقي ومنطقة المنية.. الحركات الاحتجاجية دامت إلى ساعة متأخرة من الليل، قام المتظاهرون خلالها بعمليات تخريب، وتراشق بالحجارة، مما تطلب تدخل القوى العمومية باستعمال الغاز المسيل للدموع في بعض المناطق، خاصة الأحياء الشعبية منها، أين تعرض بعض المتظاهرين إلى الإصابة بجروح خفيفة. وحسب شهود عيان فإن بعض المتظاهرين من الذين يتعاطون المخدرات استغلوا هذه الفرصة لزرع الرعب في وسط السكان. واستأنف المتظاهرون حركاتهم الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة، غير أنه وإلى غاية مساء أمس لم تسجل أية خسائر كبيرة، ماعدا تحطيم مواقف الحافلات التي تعرضت للكسر والتخريب. للإشارة فإن هذه الحركات الاحتجاجية شهدتها الأحياء المجاورة لبلدية قسنطينة، في حين لم تشهد بلديات الولاية مثل عين عبيد، ابن باديس أي حركات من هذا القبيل. ------------------------------------------------------------------------ الشلف : توقيف 30 شابا وإصابات وسط قوات الأمن عرفت نهاية الأسبوع الماضي مظاهرات وأعمال شغب قادها العشرات من الشباب الغاضب في أحياء بلدية الشطية ولالة عودة والحي الشرقي »لاسيا«، حيث بدأت في حدود الساعة العاشرة صباحا أين تم قطع الطريق بين عاصمة الولاية الشلف والبلديات الواقعة في الجهة الشمالية. كما تم حرق العجلات المطاطية وسط الأحياء المذكورة، وسط هتافات التنديد بغلاء المعيشة، والمطالبة بتوفير السكن ومناصب الشغل. كما كانت مطالب أصحاب الشاليهات بتعويض قاطنيها، مما انجر عنه انفلات في الوضع، تسبب في تهشيم سيارة إسعاف بالشطية. كما توجه المحتجون إلى مقر الوكالة التجارية للاتصالات ببلدية الشطية في محاولة لاقتحامها بالعنف، لكن قوات الأمن حالت دون ذلك. كما تم غلق المحلات التجارية وتم تطويق المؤسسات العمومية بقوات مكافحة الشغب، فيما استمرت المواجهات إلى غاية فجر أمس، إذ تمكنت مصالح الأمن من توقيف حوالي 30 شابا تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، منها حوالي 20 بوسط مدينة الشلف، بالحي الشرقي أين حاولوا دخول مقر الإذاعة، وتم توقيف 10 شباب ببلدية الشطية.فيما أصيب شرطي بجروح خفيفة. ------------------------------------------------------------------------ الجلفة: إشاعات عن تعرض ممتلكات عامة وخاصة للحرق والتخريب بالجلفة من حي 5 جويلية إلى حي بوتريفيس و 100 دار مرورا بحي عين الشيح وأحياء وسط مدينة الجلفة، عاش السكان أجواء رعب، امتدت إلى غاية غلق العديد من المحلات التجارية خوفا من تعرضها للنهب والتخريب . إستطاعات الإشاعات التي تدولها الشارع في اليومين الأخيرين، إدخال مدينة الجلفة، في حالة تهب قصوى، حيث إنتشرت أخبارا عن تعرض ممتلكات عمومية وخاصة إلى الحرق والتخريب والنهب. ففي الوقت الذي كان سكان عين الشيح يتحدثون عن خروج سكان 5 جويلية، كان سكان هذا الأخير بدورهم يتحدثون عن خروج سكان 5 جويلية، زيادة على ترويج أخبار عن خروج سكان باقي الأحياء السكنية، وكان الهدف من وراء ذلك الدفع بالسكان إلى الخروج واحتلال الشارع والقيام بحركات إحتجاجية، حيث حاول مجهولون زرع هذه الإشاعات في أغلبية الأحياء السكنية بهدف حرق المدينة. المصالح الأمنية بالجلفة، ومن أجل تطويق أي حركة إحتجاجية وقطع دابر الإشاعات، إنتشرت في العديد من المواقع و قامت بمراقبة الوضع من بعيد، كما عززت تواجدها في وسط المدينة بزرع مزيدا من أفرادها بالزي الرسمي والمدني. وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا، خرج العشرات من الشباب بحي بوتريفيس، أين قطعوا الطريق الوطني رقم 46 المتجه إلى بوسعادة، كما قاموا بحرق عجلات المطاطية في مقابل محطة نفطال التي تتوسط حي بوتريفيس، وتم تطويق هذه الحركة الاحتجاجية في المهد من قبل مصالح الأمن، التي ظلت في حالة تأهب قصوى. ------------------------------------------------------------------------ المسيلة: اعتداءات، سطو وتخريب شهدت العديد من بلديات ولاية المسيلة الليلة ما قبل الماضية حركة احتجاجية تعرضت خلالها عدة مؤسسات عمومية وإدارية إلى عمليات تخريب ونهب من طرف بعض الشباب. وترجع الأسباب التي أشعلت الاحتجاجات إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية كالسكر وزيت المائدة. الأحداث التي شهدتها ولاية المسيلة انطلقت من الأحياء الشعبية، ففي المسيلة اندلعت في حي إشبيليا، حيث قام الشبان بقطع الطريق المؤدي إلى حمام الضلعة بواسطة المتاريس وحرق العجلات المطاطية، وامتدت إلى حي بوخميسة، ليتم بعدها مهاجمة مقر الأمن الولائي، مما أدى إلى مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين، بعد أن تم رشق مقر الأمن الولائي بالحجارة بعد فشلهم في اقتحامه ونتج عن ذلك إصابة بعض عناصر الشرطة والمحتجين بجروح بعد استعمال القنابل المسيلة للدموع. كما تعرضت مؤسسات عمومية إلى التخريب والنهب على غرار البنك المركزي الخارجي ومقر البريد بإشبيليا، كما تعرض متحف المجاهد بالمسيلة إلى التخريب وتم إتلاف صور ورموز الثورة، فضلا عن تعرض مقر مديرية المناجم ومفتشية العمل ومديرية المؤسسات المتوسطة وفرع البناء والتعمير إلى التخريب والنهب. ولم تسلم محطة الوقود التابعة لنفطال للتخريب. أما في بوسعادة وأولاد دراج وسيدي هجرس فقد شهدت هي الأخرى احتجاجات وقطع الطرق، وهي أقل حدة من عاصمة الولاية، وقد تم توقيف العشرات من المحتجين. ------------------------------------------------------------------------ وهران: تخريب المؤسسات ومحاولات نهب خلال تجدّد الاحتجاجات بوهران تجدّدت الاحتجاجات بوهران لليوم الثاني على التوالي على مستوى عدّة أحياء وبلديات، تخلّلتها عمليات تخريب ونهب للأملاك العمومية والخاصّة واشتباكات مع مصالح الأمن والدرك، بينما تمّ نهار أمس تسجيل عودة الاحتجاجات على مستوى بعض المناطق رغم تدخّل لجان الأحياء والعقلاء وأئّمة المساجد، كما تمّ تسجيل إصابة أكثر من 20 شرطيا منذ نشوب الاحتجاجات. تواصلت احتجاجات سكّان الأحياء الشعبية التي اندلعت يوم الأربعاء الماضي على مستوى حيّ ابن سينا والحمري والبلاطو، إلى غاية الليل رغم التعزيزات الأمنية التي أحيطت بها مختلف الأحياء والشوارع الرئيسية أين تتواجد المنشآت الاستراتيجية ذات الأهميّة الاقتصادية، حيث توسّعت دائرة الاحتجاجات لتشمل وسط المدينة بشارع العربي بن مهيدي وكذا واجهة البحر، حيث سارع التجّار إلى إغلاق محلاّتهم التجارية باكرا على غير العادة مخافة تحطيم واجهاتها أو السطو عليها، هذه التوقّعات كانت صادقة، حيث قام مجموعة من الشباب الثائر والتي اندس في وسطها اللصوص بتحطيم واجهة وكالة الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط لاكناب بحيّ الضاية، واستولوا على مجموعة من أجهزة الكمبيوتر والكراسي ووسائل أخرى، قالت عنها مصالح الأمن التي تدخّلت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أنّها خسائر مادّية غير معتبرة، فيما أحبطت مصالح الأمن محاولة اقتحام مقّر ديوان الحبوب الجافّة بحيّ الحمري والتي كانت بهدف السطو مثلما يحدث في أعمال الشغب التي يعرفها الحيّ المذكور في كلّ مناسبة أهمّها أحداث سقوط فريق مولودية وهران إلى القسم الثاني في 2008. وبعد أن فرضت قوّات الأمن سيطرتها على الموقف بتوزّعها على مختلف تراب الولاية ويقظّتها طيلة الليل، تجدّدت الاحتجاجات يوم الخميس لكن بصفة محدودة، حيث قام مجموعة من الشباب بإغلاق الطريق السيّار بمخرج وهران عند بلدية الكرمة وقاموا بإضرام النيران بالعجلات المطاطية الأمر الذي تسبّب في تعثّر حركة المرور لفترة حتّى تدخّل قوّات مكافحة الشغب، لتنشب الاحتجاجات في منطقة أخرى على مستوى الطريق المحاذي لمقّر صندوق الضمان الاجتماعي "كناس" أين تمّ كذلك إغلاق الطريق بإحراق العجلات من قبل مجموعة من الشباب لاذوا بالفرار بمجرّد ملاحظتهم قدوم دوريات الشرطة، وزوالا، تكرّرت احتجاجات متفرّقة بكلّ من حيّ إبن سينا والضاية لكنّها لم تكن بالحجم المسجّل في اليوم الأوّل، كما نشبت ليلا احتجاجات أكثر خطورة ببلدية حاسي بونيف شرقا، ما استدعى تدخّل قوّات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك الوطني التي واجهت أعمال الحرق والتخريب وحالت دون توسّعها وقامت بتفرقة المتظاهرين، كما قام آخرون بمحاولة اقتحام مؤسّسة فورد للسيّارات بسيدي البشير لكنّهم فشلوا في ذلك بفعل تدخّل مصالح الدرك الوطني. هذا ولم يتّم تسجيل أيّ توقيفات بينما تبقى مختلف المصالح الأمنية على أهبة الاستعداد تحسّبا لأيّ تطوّرات أو انتفاضة واسعة قد تشمل مختلف الأحياء مثلما يدعو إليه المحتجّون الذين ردّدوا هتافات رافضة للزيادات في أسعار المواد الاستهلاكية والتي أفضت إلى انهيار القدرة الشرائية لدى العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل وكان ما راج بالشارع الوهراني محاولة إشعال نار الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة لكنّها لم تلق استجابة كبيرة باستثناء قطع الطريق بشارع سيدي الشحمي وإحراق العجلات المطاطية، وممّا زاد من حدّة الغضب الشعبي بوهران اتساع شبح البطالة خصوصا بالمناطق النائية مثل بلديات حاسي بونيف، بن فريحة، سيدي الشحمي، الكرمة وغيرها وكذا بالمناطق الصناعية مثل أرزيو، إضافة إلى أزمة السكن التي لطالما كانت السبب الرئيسي في نشوب الاحتجاجات ومحاولات الانتحار الفردية والجماعية على مستوى عدّة أحياء فوضوية وأخرى وسط المدينة التي تعاني من البنايات الآيلة للسقوط. لجان الأحياء والعقلاء على مستوى مختلف أحياء المدينة والبلديات وأئّمة المساجد، طالبوا بالتعقّل والاحتجاج بطرق سلمية وعدم تخريب الممتلكات العمومية والخاصّة وانتهاج أسلوب الفوضى والعنف، داعين إلى تدخّل الحكومة للحفاظ على القدرة الشرائية والمعالجة الفورية لغلاء المعيشة، داعين الأحزاب ومختلف القوى السياسية الفاعلة للتدخّل لحلّ هذه الأزمة. ------------------------------------------------------------------------ سيدي بلعباس : الاحتجاجات تصل دائرة مصطفى بن براهيم وتوقيف 6 شبان شهدت دائرة مصطفى بن براهيم بولاية سيدي بلعباس الليلة ما قبل الماضية موجة غضب لشبابها كادت أن تكون نتائجها وخيمة لولا التدخل السريع لقوات مكافحة الشغب التي طوقت المنطقة وفرّقت المتجمهرين بعد ساعات من المشادات. وقد انتقلت حمى الاحتجاجات على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية إلى دائرة مصفى بن براهيم الواقعة على بعد 6 كلم عن مقر الولاية، حيث كادت أعمال الشغب التي شنها شباب المنطقة أن تأخذ أبعادا خطيرة لولا تدخل عناصر الدرك والأمن الوطنيين الذين طوقوا المنطقة وأوقفوا 6 شبان من المشاغبين. فقد قام سكان المنطقة ليلة الخميس بحرق العجلات المطاطية على مستوى الطريق المؤدي إلى البلدية واستعمال الحجارة لغلقه، كما اعترضوا سبيل سيارة طاكسي وسيارة سياحية، إذ قاموا بتكسير زجاجها وإصابة سائق السيارة بجروح. وحسب مصدرنا فان أولئك الشباب كانوا بصدد التوجه إلى مقري الدائرة والبلدية لتخريبها وإحداث الكارثة لولا وصول قوات مكافحة الشغب إلى المنطقة في الوقت المناسب لتطويقها ومنع الانزلاق. ------------------------------------------------------------------------ سطيف: عاصمة الهضاب تنفجر والعقلاء ينددون انفجر الوضع ليلة الخميس إلى الجمعة بمدينة سطيف بعد أن خرج آلاف المحتجين إلى شوارع المدينة احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية المتردية. وقد انطلقت موجة الاحتجاجات من الأحياء الشعبية خاصة حيي 500 مسكن ويحياوي الشعبيين، في حدود الساعة السادسة والنصف مساءا، حيث قام المتظاهرون بغلق الطرقات بالمتاريس وإضرام النيران في حاويات القمامة والعجلات المطاطية، في مشهد أذعر سكان تلك الأحياء. وقد تم تخريب كل ما صادف طريق المحتجين من مؤسسات عمومية أو خاصة، كما قوبلت وحدات التدخل السريع للأمن بالرشق بالحجارة في محاولة الرد عن مساعي تفكيك الموجة الاحتجاجية التي شكلت من أعداد هائلة، غالبيتهم من الشباب دون العشرين، غير المعنيين بمختلف التغيرات الاجتماعية، مما يوحي بأن الأمر مفتعل ويهدف إلى تخريب والسرقة فقط. وفي حي كعبوب قامت مجموعة كبيرة من المتظاهرين باقتحام المقر الجديد للفرع الإداري البلدي الذي لم يمر على بداية نشاطه ستة أشهر والمدعم بأحدث الوسائل التكنولوجية. ففي حدود السابعة ليلا تجمهرت مجموعة من الشباب أمام الفرع البلدي وقاموا بتحطيم الباب الرئيسي والدخول إلى المقر، ليتم السطو على جميع المعدات ليتم بعدها حرق المقر عن آخره. وكانت أخطر عملية اقتحام في حي 1014 مسكن، حيث تعرض مقر المتعامل الهاتف النقال »نجمة« إلى عملية مماثلة من طرف مجموعة من الشباب الثائر. وحسب موظفي المؤسسة فإن الشعور بالخطر انتابهم في حدود الساعة الخامسة بعد مشاهدة مجموعة من الأشخاص المشبوهين يتجمهرون عبر شوارع الحي المذكور، وبعد غلق المقر وانصراف الموظفين وحلول الظلام في حدود السادسة مساءا، هاجم مئات الشباب المقر وتم تخريب الباب الرئيسي والاعتداء على أعوان الحراسة الليلية بمختلف الأسلحة البيضاء، فلم يجد الأعوان سوى الفرار وإنقاذ حياتهم ليقوم بعدها المعتدون بسرقة كل التجهيزات والمعدات، والأخطر في الأمر هو سرقة الأسلحة النارية والذخيرة الحية التي كان يستعملها الحراس لتأمين المقر وبقاءها بين أيدي غير مسؤولة. وقد قوبلت هذه الأحداث باستنكار شعبي واسع ورفض قاطع لمثل هذه التصرفات، ففي مجمل الحوارات التي جمعتنا مع مواطني المدينة ومن مختلف الأحياء فإن الوضع ومهما كان صعبا لا يفسر لجوء إلى مثل هذه التصرفات، فيما اعتبر البعض الآخر أن من وراء هذه الأحداث مجموعة من الأشرار واللصوص ممن تساعدهم مثل هذه الظروف في الاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، فيما نبّه أئمة المساجد خلال خطب الجمعة إلى حرمة المسلم ودمه وممتلكاته، ليتم تسجيل هدوء خلال ظهيرة أمس لتسارع بعدها مصالح البلدية في إعادة تهيئة الأماكن المتضررة. ------------------------------------------------------------------------ تيبازة: ملثمون يحرقون مقرات إدارية ويخربون ملكيات خاصة انتفض مئات الشباب في مختلف بلديات تيبازة وخرجوا ملثمين في مواجهة قوات الأمن ليحرقوا مقرات إدارية، إضافة إلى تخريب محلات وسيارات تعود ملكيتها لمواطنين في كل من الدواودة، فوكة، حجوط، بواسماعيل وشرشال. الأحداث التي وقعت ببلديات حجوط، بواسماعيل، وشرشال جاءت بعد موجة الغضب التي شهدتها الدواودة وفوكة بالجهة الشرقية للولاية، حيث أقدم شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و20 سنة بداية من مساء أول أمس على إضرام النار بالمتاريس بالطريق بين مراد وحجوط، حيث أوقف الشباب حركة سير السيارات، فيما شهد حي »لاكناب« مواجهات مع قوات مكافحة الشغب، التي توسعت إلى وسط المدينة، حيث تم تخريب عشرات السيارات المركونة أو المارة، فيما شهد مقر وكالة التأمينات عملية تخريب طالت كل مكاتبه. وقد امتدت موجة الغضب إلى مقر مصلحة الاستعجالات التي أراد الشباب المحتج تخريبها، إلا أن الأمر لم يكن سهلا في ظل تواجد طوق أمني حال دون ذلك، فيما تعرضت السيارات المركونة أمام مصلحة الاستعجالات، كانت تقل مرضى، إلى عمليات تخريب وكسر. حي 500 مسكن بحجوط هو الآخر عرف موجة احتجاجية رافقتها عمليات تخريب، كما تم حرق مركز للبريد يقع بالحي ذاته. ولم يقتصر التخريب على مؤسسات الدولة، بل طال الممتلكات والمحلات التجارية التي أغلقت في ساعة مبكرة بعدما تم تخريب مركز تجاري بحجوط والسطو على خزيتنه وسرقة المواد الغذائية. كما تواصلت موجة الغضب إلى مختلف بلديات حجوط، حيث دخل ملثمون في مواجهة قوات الأمن ومكافحة الشغب بالرشق بالحجارة والغازات المسيلة للدموع. بلدية بوإسماعيل هي الأخرى تعرضت لعمليات التخريب، حيث أقدم مئات الشباب على إضرام النار وغلق الطريق بالمتاريس وجذوع الأشجار بكل من حي بليلي ووسط المدينة. نفس الأجواء عرفتها بلديات الدواوة، وفوكة والشعيبة، حيث أقدم الشباب على تخريب الإنارة العمومية وقطعوا الطريق بين القليعة والدواودة، كما دخلوا في مواجهات مع قوات الأمن، مستفزينها بالرشق بالحجارة غير أن هذه الأخيرة تمكنت من التحكم في الوضع وتفريق الشباب المتجمهر.