تواصلت لليوم الرابع على التوالي بولاية بومرداس موجة الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها أمسية الخميس على مستوى محور برج منايل، يسر والناصرية تسببت في غلق الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين ولاية تيزي وزو والعاصمة. وامتدت الحركة الاحتجاجية التي عرفت تجاوزات وانحرافات خرجت عن مطلبها الشرعي كالنار في الهشيم في اتجاه المناطق الأخرى من الولاية كزموري، حي 800 مسكن ببومرداس وبودواو وحمادي مسببة في خسائر مادية كبيرة وعدد من الجرحى وسط المتظاهرين المنددين بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية والظروف الاجتماعية الصعبة من بطالة وغيرها. واستغل بعض الشباب الفرصة ليحول الاحتجاج إلى حركة تخريب ونهب الممتلكات الأمر الذي أثار الاستياء الكبير في وسط المواطنين الذين اعتبروا هذا السلوك منافيا للمطلب المرفوع الممثل في ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الواسعة. هذا ما رصدته ''الشعب'' في عين المكان حيث انصبت التصريحات الغاضبة على رفض سلوك الشباب المتهور الذي لا يدرس العواقب الخطيرة على التماسك الاجتماعي والأمن الوطني والمنشآت. وقد تجددت أمس الاضطرابات التي قادها الشباب المدعم من قبل بعض التجار الذين اضطروا إلى غلق محلاتهم التجارية في كل من برج منايل الناصرية المعروفتين بتقاليدهما في هذا المجال. وأدت المشادات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب بعد الظهر إلى شل حركة المرور باتجاه ولاية تيزي وزو التي لم تسلم هي الأخرى من هذه الموجة مما أدى بمستعملي هذا الطريق إلى سلوك طرق ملتوية في اتجاه بلدية رأس جنات سيدي داود وصولا إلى تيزي وزو. وعن الأحداث بالولاية خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية فقد تمثلت حسب شهود عيان ومصادر موثوقة ل ''الشعب'' من تعرض محكمة برج منايل ومقر الدرك الوطني بنفس البلدية إلى الرشق بالحجارة ومحاولة الاقتحام. أقدم الشباب الغاضب في موجة العنف التي خرجت عن المطالب التي تسبب في الاحتجاج على غلق الطريق الوطني رقم 24 على مستوى بلدية زموري وأولاد بونوة. وتعرضت حافلات نقل الطلبة إلى الاعتداء والقذف بالحجارة ونفس الأمر شهده معهد السياحة والفندقة بالكرمة الذي لم يسلم هو الآخر من الاعتداء، في حين عرف حي 800 مسكن بعاصمة الولاية محاولة حرق بعض المؤسسات التربوية لولا تدخل قوات الأمن. وببلدية بودواو تعرض معهد الحقوق إلى محاولة التخريب في عدد من أجنحته الإدارية وإتلاف للوثائق والمعدات لتمتد بعد ذلك الموجة إلى كل من بلدية أولاد موسى وحمادي أين تعرضت بعض المؤسسات الإدارية والمرافق العمومية كالبلدية ومراكز البريد لمحاولة الاقتحام. وأفشلت العملية بالتدخل السريع لقوات مكافحة الشغب التي صدت أيضا محاولة الشباب اقتحام احد المخازن الغذائية التابعة لمؤسسة لابال على مستوى بلدية خميس الخشنة. وشهدت العديد من المؤسسات الإدارية والمرافق الحساسة ببومرداس وجودا مكثفا لقوات الأمن خوفا من تعرضها للتخريب واقتحامها من قبل المتظاهرين كالمحاكم، الدوائر، البنوك ومراكز البريد التي تعتبر من المراكز المستهدفة وبقوة من قبل الشباب الغاضب المندفعين بحرارة في اتجاه تصعيد الوضع الذي خلق الكثير من المخاوف بين المواطنين بسبب غلق الطرقات وتذبذب في عمليات التموين بالمواد الأساسية في هذه الربوع. مع الإشارة إلى أن البلديات الشرقية من الولاية كدلس، بغلية، سيدي داود، بن شود لم تشهد أي اضطرابات رغم الجو المشحون والتوترات البادية على وجوه المواطنين خوفا من امتداد موجة الاحتجاجات إليها. والملاحظ أيضا ان لنداء المواطنين الرافضين للشغب والعنف وقعه الحسن على الكثير من الشباب الذي أدرك في آخر المطاف أن موجة الاحتجاج استغلت من قبل من يرون فيها الفرصة الذهبية للسطو على ممتلكات الغير بعيدا عن المطالب المرفوعة ضد غلاء المواد الغذائية .