ألهب تجار فوضويون الشارع الجزائري مجددا بعدد من مدن القطر الوطني، بعد أن استغلوا حالة الفوضى التي ميزت مدنهم في الأيام الأخيرة، لتنفيذ مخططاتهم الرامية إلى إعادة الاستيلاء على الأرصفة والشوارع، بهدف عرض سلعهم للبيع، معتقدين أن السلطات المحلية والأمنية ستغض الطرف عنهم هذه المرة بسبب حساسية الوضع، غير أن صرامة الأمن في التعامل معهم جعلت بعضهم يدخلون في مواجها معه· شهدت بعض مدن القطر الوطني في اليومين الماضيين احتجاجات تطورت إلى اشتباكات في بعض المناطق بين التجار الفوضويين ورجال الأمن، بعد أن حاول بعض ممارسي التجارة الفوضوية استثمار انشغال السلطات الأمنية بحوادث الشغب والسطو والنهب لإعادة نصب طاولاتهم في بعض الأرصفة والشوارع، وقرب بعض الأسواق، قبل أن تُجبرهم قوات الأمن على مغادرة المواقع التي احتلوها· وذكرت مصادر محلية أن بعض مدن ولاية بومرداس شهدت أمس حالة غليان صنعها التجار الفوضويون الذين اعتقدوا أن السلطات المحلية ستسمح لهم بالعودة إلى ممارسة تجارتهم غير المشروعة بعد الأحداث الأخيرة، وهو ما لم يتم، حيث أجبرتهم قوات الأمن على رفع سلعهم وإخلاء الأرصفة· وببلدية باش جراح في الجزائر العاصمة وقعت وقعت أمس الاثنين مشادات بين عناصر الأمن العمومي وبعض التجار غير الشرعيين الذين حاولوا استغلال الأرصفة العمومية على مقربة المركز التجاري للبلدية لعرض بضائعهم للبيع· وقد تدخلت عناصر الأمن العمومي لمنع هؤلاء التجار غير الشرعيين من احتلال هذه الأرصفة، علما بأن هذا النشاط التجاري غير المنظم يخلق اكتظاظا وفوضى في الأحياء السكنية المتواجدة على مقربته· وفي هذا الإطار، أكدت مصادر من بلدية باش جراح أن تدخل عناصر الأمن لتحرير هذه المناطق العمومية من هؤلاء التجار غيرالشرعيين كان في الوقت المناسب· وأوضحت المصادر ذاتها أن هؤلاء التجار غير الشرعيين كانوا قد استفادوا في 20 سبتمبر الماضي من محلات بسوق حي الموز (الذي لم يفتح أبوابه لحد الآن) حتى يتسنى لهم ممارسة نشاطهم التجاري بطرق منظمة وشرعية· وأكد المصدر نفسه تمسك السلطات المحلية بمحاربة كافة أنواع الفوضى وتنظيم المرافق العمومية من خلال إيجاد حل للأسواق الموازية التي تخلق مشاكل بيئية واجتماعية وكذا إقتصادية· وذكر نفس المصدر أن البلدية قامت بتجسيد مشاريع هامة في هذا الإطار لامتصاص ظاهرة التجارة غير الشرعية التي كانت قد استفحلت خلال السنوات الماضية بالبلدية· وقد تم لهذا الغرض إنجاز سوق حي الموز لفائدة هؤلاء التجار لإبعادهم عن شبح البطالة بتمويل من ميزانية البلدية، غير أن هذه الأخيرة فوجئت بعودتهم ووضع بضائعهم مجددا في الأرصفة والأماكن العمومية· ومن جهته، أكد مواطن من بلدية باش جراح أن هؤلاء التجار غيرالشرعيين اعتادوا ممارسة نشاطهم التجاري غير المنظم لكسب الربح السريع دون مراعاة شروط ومعايير المعاملة التجارية· وأشار هذا المواطن إلى أن سكان أحياء باش جراح شكلوا لجنة لمكافحة ظاهرة انتشار الأسواق غير الشرعية، والتي تخلق عدة مشاكل بالأحياء من بينها انتشار ظاهرة الآفات الاجتماعية كالسرقة والمتاجرة بالمخدرات· ويرى هذا المواطن الذي هو عضو بلجنة الحي بالبلدية بأن هؤلاء التجار غير الشرعيين استغلوا الأوضاع الأخيرة التي عرفتها البلاد للعودة مجددا لممارسة هذا النشاط التجاري الفوضوي·