يلاحظ الزائر لمدينة سطيف خلال هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان، والتي تتصادف مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، أن أغلب الساحات العمومية والطرقات الرئيسية تحولت إلى فضاءات تجارية فوضوية، سلع وأدوات مدرسة معروضة على الأرض، ألبسة متناثرة في كل مكان، مواد التجميل والراوائح، طاولات فوضوية ... وهو ما أصبح يشوه منظر المدينة التي تتميز بطابعها العمراني ونظافة محيطها على المستوى الوطني. مع اقتراب عيد الفطر المبارك من كل سنة تتحول شوارع وساحات مدينة سطيف، العلمة، عين ولمان، عين أزال، وبوقاعة إلى جو مشحون بالفوضى والازدحام، حيث أصبحت هذه المدن لا تعرف الهدوء خلال هذه الأيام المصادفة للدخول المدرسي، فحركة المرور على مستوى هذه المدن، جد صعبة بعدما تحوّلت الطرقات إلى محلات مفتوحة على الهواء الطلق، أما الساحات العمومية والمساحات الخضراء التي تم إنجازها لتوفير فضاءات للراحة أو متنفس للعائلات أصبحت أسواق حرة مستغلة من طرف أصحاب التجارة الموازية، في وضع ينذر بالخطر أمام صمت السلطات المحلية، الذي كرس تكاثر وانتشار هذه الظاهرة اللاّحضارية، حيث اختلفت سلعهم من طاولات الشيفون إلى الألبسة الجاهزة وأدوات التجميل والراوائح، بالإضافة إلى طاولات الخضر والفواكه التي تسببت هي الأخرى في معاناة المواطن السطايفي بسبب احتلال كل الأرصفة واستغلال أمكنة سير الراجلين، وهو ما يدفعهم في غالب الأحيان إلى مقاسمة السيارات في الطريق. وما زاد الأمر تعقيدا إقدام بعض التجار من أصحاب المحلات على احتلال الأرصفة من خلال عرض البضائع المختلفة خارج محلاتهم. وقد استحال على أي جهة أن تخفي المظهر الذي أصبحت تعيشه أغلب ساحات وشوارع مدن سطيف، فالفوضى أصبحت عنوانا كبيرا ليوميات مواطني هذه الولاية النظيفة، بالرغم من أن السلطات المحلية اتخذت بعض الإجراءات الترقيعية إلا أن الوضع بقي على حاله، حيث شكّلت منذ السنة الماضية لجنة متكونة من ممثلين عن كل من البلدية، مديرية التجارة، البناء والتعمير، البيئة ومصالح الأمن الوطني، لوضع “خطة طريق” للقضاء على هذه الظواهر والسير نحو إعادة الاعتبار لمدينة سطيف وفرض النظام العام بداية بعمليات تحسيس للتجار وإقناعهم بضرورة تحسين وتزيين الواجهات، كما تم توجيه إعذارات إذا ما لم يلتزم التجار بالقرار، وسيكون الحل الأخير ردعيا بغلق المحلات، ومنع وبيع وعرض السلع في الأرصفة. لكن لا شيء من هذا عرف طريقه إلى التجسيد، ما شجع هذه المظاهر على الانتشار والتوسع.