يوم عالمي للاحتفال بالحجاب بين حظر فرنسي وفتوى محرمة ! هكذا احتفل العالم بالحجاب احتفلت ملايين النساء باليوم العالمي للحجاب بهدف محاربة أعمال العنف والتمييز ضد المرأة المحجبة وتعزيز قيم التسامح الديني. وانطلقت الفعاليات مع مطلع فبراير الجاري في 116 دولة حول العالم بعد أن كانت مقتصرة على 50 دولة وكان وراء إطلاق فكرة هذه المبادرة عام 2014 الأمريكية ناظمة خان حيث دعت من مدينة نيويورك جميع الفتيات في العالم ومن كافة الأديان إلى ارتداء الحجاب ليوم واحد ومعرفة الانطباعات السائدة عن هذه التجربة. وقالت ناظمة إنها تسعى في هذا العام في أن يكون هناك مليون مشاركة في هذا اليوم الذي يأتي تحت شعار (توعية أفضل فهم أعمق سلام للعالم) مضيفة أن الهدف هو تعزيز التسامح الديني حول العالم من خلال رفع مستوى الوعي حول الحجاب. وحول الفكرة قالت ناظمة إنها (عندما جاءت إلى الولاياتالمتحدة مرتدية الحجاب كان ذلك سببا للتحرش بها لفظيا وجسديا وإطلاق تسميات عليها مثل (نينجا) وغير ذلك) مشيرة إلى أنها (عانت) في المدرسة والجامعة وتم الاعتداء عليها من قبل زملائها وحتى من بعض المعلمين. وقالت ناظمة إن الحجاب لكثير من الناس هو رمز للاضطهاد والتمييز ولكن من خلال فتح مسارات جديدة للفهم فهي تأمل في أن تواجه الخلافات المحيطة في العالم الغربي لتتمكن المسلمات من ارتداء الحجاب بأريحية داعية إلى أن يكون هذا اليوم يوما لرفع الوعي العام بشأن الحجاب وكسر الصورة النمطية. وعلى الموقع الإلكتروني الخاص بالفعالية تم عرض معلومات عن الحجاب وأهميته في الثقافة الإسلامية مع شرح فكرة اليوم العالمي للحجاب والدول المشاركة وكيفية التفاعل والتطوع كما تم نشر العديد من الصور والقصص لمحجبات من مختلف دول العالم على شبكات التواصل الإجتماعي تحت وسم _ #WorldHijabDay _. وقد عانت محجبات في الدول الأوروبية وأمريكا من التمييز ولم تتوقف العنصرية بحقهن عند التحرش بهن أو تعرضهن للعنف كما تعرضت مسلمات في دول أخرى لوقائع تنكيل شهيرة أيضا قوبلت باستنكار عالمي شديد وخرجت العديد من المظاهرات المطالبة بوقف التمييز ضد المحجبات. حظر فرنسي حظرت فرنسا فعالية اليوم العالمي للحجاب التي كان من المخطط عقدها في مدينة ليون بعد أن لاقت نجاحا كبيرا السنة الماضية. وقال المنظمون إنهم لم يستوعبوا أسباب قرار الحظر الذي اتخذته مدينة ليون بالرغم من اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة مضيفين أن هذا القرار يأتي كصورة من صور (الإسلاموفوبيا) وينافي في الوقت ذاته مبدأ التعايش. وأشار المنظمون إلى أن الهدف من هذه الفعالية هو الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليهم بشأن الحجاب والقضاء على الكثير من المسلمات الخاطئة في هذا الشأن عند التحدث مع الناس. وزعم مجلس مدينة ليون أن سبب الحظر يرجع إلى كون مذابح باريس العام الماضي لا تزال حاضرة في الأذهان وأن السلطات في فرنسا لا تسمح بالتجمعات. من جهة أخرى رأى الشيخ محمد صالح المنجد أن الاحتفال بما يسمى باليوم العالمي للحجاب أمر (غير جائز) معللا بأن (الغايات المحمودة ينبغي أن تكون وسائلها مشروعة وأما أن يتم تحديد يوم في السنة يتكرر كل عام ويسمى ب (يوم الحجاب العالمي) فهذا لا يجوز لما في ذلك تشبه بعادات الكفار وإنها من قبيل البدع المذمومة) على حد تعبيره. وأضاف المنجد في معرض رده عن سؤال حول حكم الاحتفال نشرعلى موقعه (حتى وإن كانت نية أصحابه نية طيبة صالحة إلا أن صلاح النية وحده لا يكفي بل لا بد معه أن تكون الوسيلة مشروعة ليس فيها مخالفة لأمر الله سبحانه). تضامن واسع قامت عدة مواطنات أمريكيات وأجنبيات من ديانات مختلفة بارتداء الحجاب في إطار (اليوم العالمي للحجاب) ونشرن صورا لهن بالحجاب على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس وفق ما نشر موقع (تربيون.كوم) الأمريكي. ويعود أصل هذه التظاهرة إلى مبادرة أطلقتها الشابة الأمريكية المسلمة نازمة خان في مدينة نيوريورك قبل ثلاث سنوات ودعت خلالها النساء في كل الدول الغربية إلى ارتداء الحجاب لعيش تجربة المرأة المسلمة المحجبة وكذا فهم معاناتها. وقالت نازمة خان عن هذا الأمر (لقد كنت ألقب بشخصية (باطمان) أو (نينجا) في الثانوية لأنني كنت أرتدي الحجاب) مضيفة: إن (الأمر ينم عن جهل بالإسلام والحجاب والجهل غالبا ما يدفع إلى الكراهية). وكانت الشابة قد دعت المواطنات الأمريكيات إلى ارتداء الحجاب لفهم وضع المرأة المسلمة المحجبة واستجابت ربات بيوت ومحاميات ومدرسات وطبيبات من دول مختلفة بشكل إيجابي مع هذه المبادرة وقمن بنشر صور لهن بالحجاب تعبيرا على تفهم وضع المرأة المحجبة. وتابعت خان: (سنواصل معركتنا حتى لا تعيش بناتنا نفس التجربة فهذه الأوقات التي نعيشها أكثر سوءا من فترة سبتمبر الأسود. نشعر بالخوف أكثر من الماضي). وعبرت أمينة سانشز رئيسة إحدى الجمعيات الإسلامية في مينوسيتا عن دعمها لهذه المبادرات المساعدة على فهم الحجاب قائلة: (نريد لباقي النساء أن يتفهمن وضعنا ثم يساندننا في معركتنا). منوهة إلى أنه (على الرغم من تواجد العديد من المسلمين في ولاية مينوسيتا فلا تزال تتواجد العديد من الأفكار المغالطة حول السبب وراء ارتداء الحجاب نحن أشخاص مسالمون نرغب بالعيش في سلام والمشي في الشوارع دون خوف). وعلى نحو مماثل أوضح ويليام بيمان مدير قسم علم الأنتروبولوجيا بجامعة مينوسيتا أنه لا ينبغي استغراب تضامن المواطنين مع المسلمين للدفاع عن قضايا الجالية المسلمة وقال في هذا الصدد (كلما رأينا أفرادا يتعرضون للعنصرية كلما رأينا أشخاصا يسارعون إلى تأييدهم ومساندتهم في قضيتهم). ويشار إلى أن هاشتاغ (اليوم العالمي للحجاب) قد تصدر أمس لائحة الهاشتاغات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما وأن المغردات قمن بنشر صور لهن بالحجاب من كل أنحاء العالم.