احتفلت المحجبات في الدول الغربية غير الإسلامية هذا الأسبوع باليوم العالمي لنصرة الحجاب، والذي انطلقت فكرة الاحتفال به منذ أكثر من عشر سنوات خاصة في الدول الأوروبية التي تضطهد المسلمات المحجبات على رأسها فرنسا التي أصبحت تتفنن في سن القوانين التي تمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة والمدارس مقابل سماحها بارتداء اليهود لقبعاتهم وللمسيحيين بارتداء الصليب الصغير بحجة أن ذلك يعتبر تفريقا لأفراد المجتمع، كما اعتبرت بعض الدول الأوروبية في آخر قوانينها أن الحجاب يعتبر نوعا من أنواع الاضطهاد والحد من الحريات الشخصية للمرأة لتقرر الجمعيات الإسلامية النشطة في أوروبا أن تحيي هذا اليوم ردا على هذه الاتهامات لترفع المحجبات في هذا اليوم العالمي شعار "الحجاب: حق،اختيار وحياة". ولايقتصر الاحتفال بهذا اليوم على المحجبات في أوروبا والدول الغربية الأخرى بل حتى في الدول الإسلامية،التي ورغم أن الإسلام هو دين الدستور إلا أن بعض الدول العربية مازالت تضطهد الحجاب بطريقة أو بأخرى، إذ مازال ظهور صحفيات محجبات في التلفزيونات العربية الرسمية يشكل حدثا غير عادي، وآخر ماحدث هو ظهور أول صحفية محجبة في التلفزيون المصري الرسمي، كما تمارس بعض الدول الأخرى ممارسات ضد الحجاب كعدم السماح بارتدائه في أماكن محددة كما تميز بعض الحكومات بين المحجبات وغير المحجبات بإتاحة الفرصة الأفضل في الوظائف والامتيازات لغير المحجبات على حساب المحجبات، إضافة على انتشار بعض الممارسات المخلة بشكل الحجاب فظهر في الآونة الأخيرة مصطلح حجاب الموضة الذي لا يختلف عن أي لباس عادي آخر لتختلف الفتاوى والتعاليم رغم أن شكل الحجاب موضح في القرآن الكريم إلا أن البعض أصبح يستغله تجاريا لأغراض مادية بحتة مبعدين الحجاب عن كونه عبادة. وستحيي المسلمات المحجبات في أوروبا وأمريكا خاصة هذا اليوم تزامنا مع الأحداث التي ميزت هذه السنة حيث ستحتفل المحجبات بظهورهن ولأول مرة في الأولمبياد الأخير في لندن حيث شاركت رياضيات خليجيات وهن يرتدين الحجاب إضافة إلى أول أمريكية مسلمة (ابتهاج محمد) والتي مثلت الولاياتالمتحدةالأمريكية في رياضة المبارزة مرتدية الحجاب لتشكل هذه الرياضية الحدث الأهم، إذ ساعدت مختلف الجمعيات والهيئات الإسلامية في تحقيق هدفها الأول من إحياء هذه الأيام العالمية ألا وهو تعزيز الهوية والانتماء الإسلامي خاصة عند الجيل الثاني والثالث للمسلمين المقيمين في الغرب، حيث تحاول هذه المؤسسات عن طريق إقامتها لندوات ومحاضرات وكذا مسيرات وتظاهرات تطالب برفع الحظر على الحجاب أن تعيد للمسلمين الثقة والاعتزاز بدينهم الإسلام الذي بات أكثر الأديان اضطهادا في العالم، كما تقول إحدى المستشارات الناشطات في هذا المجال عبر صفحة الحدث في الفايسبوك أن قضية الدفاع عن الحجاب ستبقى حية إلا أن ترفع هذه القوانين وتتوقف الحكومات عن تطبيقها على اعتبار أن الحفاظ على الحجاب هو أهم أسس الحفاظ على الهوية الإسلامية التي أصبح الحفاظ عليها من أكبر التحديات التي تواجه الفتاة المسلمة هناك. كما اختارت بعض هذه المؤسسات أن ترفع صورة (شهيدة الحجاب مروة الشربيني) المصرية المسلمة التي تم اغتيالها في ألمانيا قبل سنوات، كما اختارت أخرى التذكير بالقوانين التي سنتها مختلف الدول الأوروبية بما فيها فرنسا التي تعلقت آخر قوانينها بحظر ارتداء النقاب الذي اعتبرته منافيا لحقوق الإنسان والحريات الشخصية، الأمر الذي ردت عليه المحجبات في فرنسا بأن الإسلام هو مصدر حقوق الإنسان. كما ستحتفل محجبات فرنسا بأهم الشخصيات التي ساعدتها في التصدي لهذه القوانين خاصة المغترب الجزائري (رشيد نكاز) الذي اشتهر بتكفله بالغرامات المالية التي تفرضها فرنسا على المنقبات رغم كل ما تعرض له من مضايقات كمنعه من السفر خارج فرنسا لتمثل حياة المحجبات في أوروبا مسلسلا من الجهاد ومجاهدة النفس أمام قوانين أوروبا الخائفة من الإسلام.