وجه رسالة نارية لقادة أوروبا والأممالمتحدة أردوغان يهدد بإرسال مئات آلاف اللاجئين إلى أوروبا ! ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتقادات الموجهة إلى سياسته في استقبال اللاجئين السوريين مهددا أوروبا بإرسال مئات الآلاف منهم إليها. مضيفا أن من إيران في سوريا تنفذ (مذابح شرسة) داعيا الأممالمتحدة للتحرك. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة أمام منتدى اقتصادي إن تركيا ستتحلى بالصبر إزاء الأزمة في سوريا حتى مرحلة ما ثم ستضطر للتحرك. وأعاد أردوغان الغاضب حيال مطالبة أنقرة بفتح أبوابها أمام اللاجئين من سوريا وهذه المرة علنا التحذير الذي سبق أن وجهه إلى مسؤولين في الاتحاد الأوروبي خلال جلسة مغلقة. وقال أردوغان الذي بدا متوترا في كلمة ألقاها أمام رجال أعمال في أنقرة (إن كلمة (أغبياء) ليست مكتوبة على جبيننا لا تظنوا أن الطائرات والحافلات متواجدة هنا بدون سبب سنقوم بما يلزم). وقال أردوغان أيضا إن قوات مدعومة من إيران في سوريا تنفذ (مذابح شرسة) وإنه يتعين على الأممالمتحدة أن تبذل مزيدا من الجهد لمنع (التطهير العرقي) في البلاد. وبث التلفزيون كلمته في أنقرة على الهواء مباشرة. وبعيد هذه الكلمة للرئيس التركي أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل أن مجموعة بحرية للحلف بقيادة ألمانيا ستتوجه (بسرعة) إلى بحر إيجه (للمساعدة في مكافحة تهريب البشر) الذي يمارسه مهربو المهاجرين. ورغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا والاتحاد الأوروبي يشهد تدفق المهاجرين الذين يعبرون كل يوم بحر إيجه من الساحل التركي إلى الجزر اليونانية تباطؤا طفيفا. في العام الماضي عبر البحر 850 ألفا منهم قاصدين أوروبا كما عبر أكثر من 68 ألفا آخرين منذ بداية جانفي وفقا للأمم المتحدة. وقد تعهدت تركيا مقابل 3 مليارات يورو تحسين مراقبة حدودها وتشديد تصديها للمهربين. لكن الخلافات لا تزال دائرة بين الشريكين. فقادة الاتحاد الأوروبي يعتبرون غير كافية الجهود التركية في يحين تأسف أنقرة لضعف المساعدات الأوروبية. وعكس أردوغان الخميس التوتر المستمر حول هذا الموضوع مؤكدا ما قاله في نوفمبر الماضي لرئيس المفوضية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. وكان تقرير إعلامي نشر حديثا بينه وبين يونكر وتوسك حول مصير المهاجرين هدد فيه أردوغان بإغراق الدول الأوروبية بالمهاجرين في حال لم تتسلم بلاده المبلغ الكافي لإيوائهم على أراضيها. وقال أردوغان (أنا فخور بأنني قلت ذلك دافعنا عن حقوق تركيا واللاجئين وقلنا لهم (الأوروبيين): نحن آسفون سنفتح الأبواب وسنقول وداعا للمهاجرين). وأضاف التقرير أن أردوغان وصف مبلغ الثلاثة مليارات يورو التي اقترحها الاتحاد الأوروبي بأنه (زهيد) وذكر بأن بلاده أنفقت ثمانية مليارات يورو على مخيمات اللاجئين فقط. وأنقرة الفخورة جدا بسياسة (الباب المفتوح) تقول إنها تستقبل 2 7 مليون سوري و 300 ألف عراقي. كما يقول قادتها إنها أنفقت 10 مليارات دولار على اللاجئين . لكن منذ الأسبوع الماضي قررت أنقرة عدم فتح حدودها أمام عشرات الآلاف الفارين من هجوم للنظام السوري مدعوما بطائرات الروسية في حلب. ويؤكد المسؤولون الأتراك أن القدرة على الاستقبال بلغت (حدها) مفضلين مساعدة هذه الموجة الجديدة من اللاجئين في الأراضي السورية. ودعا الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدةتركيا إلى السماح للنازحين بدخول أرضها لكن أردوغان هاج صائحا (عار عليكم! عار عليكم!) متوجها إلى الأممالمتحدة. وسط هذه الأجواء أعلنت أثينا (النظر) في إمكانية إعلان تركيا بأنها (دولة آمنة) ما من شأنه السماح لها بإعادة طالبي اللجوء الوافدين إلى الأراضي التركية. كما أثير هذا الاحتمال من قبل وزيرة الدفاع الألمانية ضمن إطار عملية الأطلسي في بحر إيجه وأشارت اورسولا فون دير ليين إلى (اتفاق متين مع تركيا حول إعادة اللاجئين إليها مهما كانت الظروف). محاكمة متهمين بحادثة ايلان في سياق آخر بدأت محكمة تركية محاكمة سوريين اثنين متهمين في حادث مصرع خمسة أشخاص بينهم الطفل السوري أيلان كردي جراء غرق زورق كان يقلهم في أثناء توجههم إلى إحدى الجزر اليونانية تمهيدا للسفر لأوروبا في واقعة هزت الرأي العام العالمي. ومثل أمام القاضي المتهمان السوريان موفق الباش وعاصم الفرهاد مع محامييهما حيث رفضا التهم الموجهة إليهما كافة. واتهم الباش عبد الله كردي والد الطفل أيلان الذي نجا من حادث غرق الزورق بأنه مهرب اللاجئين نافيا أن تكون له هو أية علاقة بالحادث وأنه لم يكن على متن الزورق في أثناء غرقه. وقال الباش أمام قاضي محكمة منطقة بودروم بولاية موغلا غربي تركيا قالوا لي عندما تصل مدينة بودروم ابحث عن المهرب عبد الله الكردي فهو مشهور وكل الذين معي في محبسي يعلمون ذلك عندما وصلت بودروم التقيت به في مطعم وكان معي عاصم الفرهاد وأشخاص آخرون يريدون الذهاب إلى اليونان ومُنظم تركي . في نهاية الجلسة قضى رئيس المحكمة القاضي يعقوب يلدز بتأجيل المحاكمة لعدم توافق إفادات المتهمين مع أقوالهم في النيابة العامة التي قامت بالتحقيق في القضية التي وجهت للمتهمين تهما تصل عقوبتها إلى 35 عاما. وكان الطفل السوري أيلان كردي غرق في بحر إيجه بينما كان في رحلة الهجرة إلى أوروبا مع أسرته على متن زورق يضم 14 شخصا في 2 سبتمبر الماضي وانتشرت صورته على نطاق واسع في العالم بأسره.