صعّد الطيران الرّوسي أمس الإثنين غاراته المتواصلة على بلدات شمال حلب مستهدفا المناطق السكنية ومدرسة للنازحين تزامنا مع محاولات عديدة للمعارضة السورية التقدم إلى أعزاز وتل رفعت والسيطرة عليها. استهدف الطيران الرّوسي مدرسة للنازحين في بلدة كلجبرين شمالي حلب حيث تسبب في مجزرة ذهب ضحيتها عدد من القتلى والجرحى من المدنيين فيما تعمل فِرق الدفاع المدني على إسعاف الجرحى ونقلهم للنقاط الطبية على الحدود مع تركيا. على خط مواز سقط أكثر من عشرة قتلى مدنيين صباح اليوم جرّاء قصف روسيّ استهدف أعزاز. وقال الناشط الإعلامي بهاء الحلبي إن (غارات جوية روسية وقصفا بصواريخ باليستية بعيدة المدى استهدف مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وإصابة آخرين). وحسب الحلبي فإن (هذه الهجمة المكثّفة على أعزاز خلّفت أضراراً مادية كبيرة في مستشفى الأطفال التخصصي ما أدى إلى خروجه عن العمل بعد نحو ثلاثة أيام على توقف مشفى أعزاز الوطني عن العمل على خلفية هجوم شنّته وحدات حماية الشعب الكردية بالاشتراك مع جيش الثوار). إلى ذلك تجددت المواجهات بين فصائل المعارضة وقوات سورية الديمقراطية على أطراف مدينة تل رفعت إثر محاولة الأخيرة فرض سيطرتها على بلدة كلجبرين بهدف فصل تل رفعت عن أعزاز. وأفاد (المرصد السوري لحقوق الإنسان) بأن (المواجهات استمرت اليوم بين تنظيم الدولة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى على جبهات ريف حلب الشرقي وسط معلومات عن تقدم الأخيرة وسيطرتها على قرية أبوضنة وتلتها ومنطقة السين). وفي السياق استهدفت طائرات حربية روسيّة بغارات عدّة بلدة حربنفسه في ريف حماه الجنوبيّ ما خلّف قتيلين وعدداً من الجرحى على ما ذكرت مصادر ميدانية. وتحاول قوات النظام مدعومة بالمليشيات اقتحام بلدة حربنفسه وسط تصدي مقاتلي المعارضة بعد نحو شهر على بدئها هجوما واسعا على المنطقة بمساندة طائرات حربيّة روسية في محاولة لعزلها عن ريف حمص الشمالي المجاور وتسهيل حصاره. * تركيا: (قصفنا شمال سوريا ولم ندخل برّا) قال وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إن جيش بلاده قصف مجددا الأحد مواقع تابعة ل (حزب الاتحاد الديمقراطي) الذراع السورية لمنظمة (بي كا كا) شمال سوريا ردا على إطلاق عناصر الحزب قذيفة باتجاه الأراضي التركية. ونفى الوزير التركي في الوقت ذاته مزاعم تم تناقلها مؤخرا حول دخول 100 جندي تركي للأراضي السورية قائلا إن (هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة). جاء ذلك في كلمة ألقاها يلماز مساء الأحد أمام جلسة عقدتها لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي لمناقشة ميزانية وزارة الدفاع للعام الحالي والتي رد من خلالها على أسئلة النواب حول تقارير إعلامية تتحدث عن عمليات عسكرية للجيش التركي خارج الحدود وحول الأوضاع المضطربة على الحدود السورية. وأوضح وزير الدفاع أن (عناصر تابعة لمنظمتي حزب الاتحاد الديمقراطي وبي كا كا أطلقت قذيفة هاون على الأراضي التركية استهدفت منطقة مخفر دمير إشق الحدودي بولاية كيلس) وشدد على (ضرورة الرد بطريقة رادعة على مثل هذه الاعتداءات عندما تتعرض بلادنا لإطلاق نار من الخارج ومن ثَمّ قمنا بواسطة المدافع الثقيلة بقصف عناصر المنظمتين الموجودين في عدة مناطق بالشمال السوري مجددا ومنها مرعناز ومطار منغ وتل رفعت). وأشار يلماز إلى أنه كانت (هناك معلومات استخباراتية حول تحضير تلك العناصر الإرهابية لهجوم على مدينة أعزاز) مبينا أن (رئيس وزراء بلادنا شدد على ضرورة مواصلة القصف المدفعي لمواقع منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي حتى انسحابها من مطار منغ وأعزاز ومحيطهما). ولفت يلماز إلى أن سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على مناطق جديدة في سوريا (تعني حدوث موجة جديدة من اللجوء نحو تركيا والجميع يعلم أن بلادنا استقبلت أكثر من 2.5 مليون لاجئ والمنطقة تشهد أعمال تطهير عرقي) وشدد على أن (تركيا لا تعتدي على أحد لكنها ترد على أي عمل يشكل تهديدا على أمنها القومي وفقا لقواعد الاشتباك) مؤكدا أنه لا توجد أي خسائر في صفوف القوات التركية. وفي رد منه على سؤال من أحد النواب حول (إذا ما كانت مقاتلات سعودية قدمت إلى تركيا أم لا) قال يلماز: (لم تأتِ تلك المقاتلات حتى الآن لكن من المنتظر أن تأتي أربعة من طراز إف-16 فلقد تم اتخاذ قرار في هذا الشأن. لم يأتوا لكن ربما يأتون الاثنين فلقد اتفقنا على ذلك من حيث المبدأ وأبلغناهم بأنه بإمكانهم المجيء). في السياق ذاته أعن الجيش التركي مقتل جندي في اشتباك على الحدود السورية مع مجموعة تسعى لدخول تركيا بطريقة غير شرعية صباح الاثنين.