أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، أن القصف المدفعي التركي المستمر على مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا، أسفر عن مقتل مقاتلين وإصابة سبعة آخرين بجروح من قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف لفصائل كردية وعربية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، أن "القصف المدفعي التركي المستمر منذ مساء أمس (السبت)، أسفر عن مقتل مقاتلين وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان ضمن قوات سوريا الديمقراطية". وأوضح عبد الرحمن، أن "القصف المدفعي التركي اشتد بعد منتصف الليل وبات الآن متقطعاً، ويتركز على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بين مطار منغ العسكري وبلدة دير جمال" إلى جنوب الشرق منه. وبعد ساعات على إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكرياً ضد المقاتلين الأكراد، والمشاركة في عملية برية مع السعودية ضد الجهاديين في سوريا، بدأت المدفعية التركية، مساء السبت، قصف مواقع سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي. وكانت تركيا طالبت، يوم السبت، مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها في منطقة شمال حلب في الأيام الأخيرة. واستهدف القصف قاعدة جوية ومواقع أخرى كان المقاتلون الأكراد انتزعوا السيطرة عليها من جماعات مسلحة أخرى في سوريا. وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية فرعاً لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تصنفه "إرهابياً" ويشن تمرداً منذ عقود ضد الدولة التركية كثفه في الأشهر الأخيرة. وبموازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه بداية الشهر الحالي، تقدمت وحدات حماية الشعب الكردية بدورها في مناطق عدة على حساب الفصائل الإسلامية والمقاتلة. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب، من السيطرة قبل أيام على مطار منغ العسكري، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة استمرت أياماً عدة. إلى ذلك تدور اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل المعارضة عند أطراف مدينة تل رفعت الغربية والشمالية الغربية. وتعد تل رفعت، أبرز معاقل المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي إلى جانب مارع واعزاز. واستهدفها الطيران الحربي الروسي أمس بأكثر من 20 غارة. وتبعد قوات النظام عنها 3 كيلومترات من الجهة الجنوبية. وبحسب عبد الرحمن، فإن قوات سوريا الديمقراطية تسعى إلى توسيع مناطق تواجدها في ريف حلب الشمالي.