اتّهامات متبادلة بين روسيا وأمريكا من قصف مستشفى (أطبّاء بلا حدود) في سوريا؟ اتّهم سفير النظام السوري لدى موسكو التحالف الأمريكي بقصف مستشفى تابع لمنظّمة (أطبّاء بلا حدود) في معرة النعمان بإدلب غير أن المنظّمة أكّدت أن الهجوم على المستشفى كان مقصودا وأن روسيا أو النظام السوري وراء الهجوم. أفادت مصادر من المعارضة السورية ومنظّمات حقوقية بمسؤولية روسيا عن استهداف المستشفى حيث أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن (أن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قصفت مستشفى مدعوما من أطبّاء بلا حدود جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص بينهم طفل وسقوط عشرات الجرحى). وقال سفير النظام السوري لدى روسيا رياض حداد إن الهجوم على مستشفى (أطبّاء بلا حدود) نفّذه التحالف الأمريكي وإن روسيا ليس لها أي علاقة بذلك الهجوم. * هجوم ب 4 صواريخ نقلت المنظّمة عن موظّفين أن المستشفى (تعرّض لأربعة صواريخ خلال هجومين تفصلهما دقائق معدودة) مشيرة إلى أن القصف طال أيضا (15 منزلا ومنشأة تقع جميعها في المناطق السكنية من بينها مستشفى آخر غير مدعوم من قبل المنظمة). وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود ماسيميليانو ريباودينغو إن (هذا الهجوم على المرفق الطبي المدعوم من قِبل (أطبّاء بلا حدود) يبدو متعمّدا) وأضاف أن (تدمير هذا المستشفى يحرم السكان المحليين الذين يبلغ عددهم نحو 40 ألف نسمة من الوصول إلى الخدمات الطبية في منطقة نزاع). وأوضحت المنظّمة أن المستشفى يحتوي على 30 سريرا ويعمل فيه 54 موظّفا وفيه غرفتا عمليات وقسم للعيادات الخارجية وغرفة طوارئ واحدة. وتدعم منظمة أطباء بلا حدود هذا المستشفى منذ سبتمبر 2015 وتؤمن له المعدات الطبية والتكاليف الضرورية لتشغيله. وليست هذه المرّة الأولى التي يتعرّض فيها مستشفى تدعّمه منظّمة (أطبّاء بلا حدود) لقصف جوّي في سوريا فقد أعلنت المنظّمة في 9 فيفري مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوّي لمستشفى تدعّمه في بلدة طفس في محافظة درعا بجنوب البلاد. وتدعّم منظّمة (أطبّاء بلا حدود) 153 مستشفى ميداني ومراكز صحّية أخرى في مختلف أنحاء سوريا. ومنذ نهاية سبتمبر تنفّذ روسيا حملة جوية مساندة لقوات النظام السوري تقول إنها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات (إرهابية) أخرى لكن دول الغرب والفصائل المعارضة تتّهمها باستهداف مجموعات مقاتلة يصنّف بعضها في إطار (المعتدلة) أكثر من تركيزها على المتطرفين. وفي ريف حلب الشمالي أفاد المرصد السوري بمقتل عشرة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها. * تنديد دولي من جانبها قالت الأمم المتّحدة إن عدد ضحايا القصف الذي استهدف مستشفيات ومدارس في ريفي حلب وإدلب بلغ نحو 50 قتيلا بينما يتواصل التنديد بهذه الهجمات من قِبل الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا. ونقل المتحدّث الأممي فرحان حقّ عن الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون قلقه البالغ من (تقارير عن هجمات صاروخية على خمس منشآت طبية على الأقل ومدرستين في حلب وإدلب قُتل فيها نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال). واعتبر المتحدّث أن هذه الهجمات (انتهاك صارخ للقوانين الدولية وتخيّم بظلالها على التعهّدات التي اتّخذت خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ). بدورها أعربت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (اليونيسيف) عن (صدمتها) من الهجمات كما طالبت منظّمة العفو الدولية القوّات الرّوسية والسورية بوقف الاستهداف المتعمّد للمستشفيات والمرافق الصحية في سوريا وقالت إن الجانبين الرّوسي والسوري يعرفان جيّدا أن الهجمات المتعمدة على المرافق الطبية هي جرائم حرب. كما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الغارات الجوّية على حلب وإدلب قائلة إن نظام الأسد وداعميه لا يبالون بدعوات المجموعة الدولية لدعم سوريا والتي تؤكد على وقف الهجمات ضد المدنيين وأوضحت أن هذا التطوّر يضع شكوكا حول قدرة روسيا على المساعدة في وقف (الوحشية المستمرّة) التي ينتهجها نظام بشار الأسد ضد شعبه كما جدّدت واشنطن دعوتها جميع الأطراف المتصارعة إلى وقف الهجمات ضد المدنيين. وفي بروكسل قالت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر صحفي أمس إنه (لا يمكن قَبول استهداف المستشفيات التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في سوريا) وأضافت أنه من الضروري ضمان حماية المدنيين والمنشآت الصحية وعمل مؤسسات المجتمع المدني وأنشطة المساعدات الإنسانية وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام وسائل عسكرية لحل الأزمة في سوريا وأنه قرّر فتح مكتب للإغاثة الإنسانية في دمشق ضمن إطار الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه مع النظام السوري وسيبدأ عمله خلال الأسابيع القليلة المقلبة. ومن جهة ثانية وصفت وزارة الخارجية التركية في بيان الهجمات الرّوسية بأنها (جريمة حرب) وحذّرت ممّا وصفته بعواقب وخيمة إذا لم تتوقّف روسيا عن هذه الهجمات (التي تبعد سوريا عن السلام والاستقرار).