على الرغم من التطور الكبير الحاصل في مجتمعنا، خاصة فيما تعلق بأساليب تربية وتنشئة الطفل منذ لحظات عمره الأولى، أي منذ بداية تكونه جنينا في رحم أمه وعبر كافة المراحل التي تلي ذلك، إلا أننا لا زلنا نشاهد ونعايش بعض العادات والطرق الخاطئة في التعامل مع الرضع، عند ولادتهم، والتي تعود لعقود كثيرة ماضية، ومع ذلك لا تزال الأمهات الجديدات، من بنات الأجيال الحديثة، يعتمدن عليها ويتوارثنها عن أمهاتهن وجداتهن، ويعتقدن أن لها سحرا خاصا، وسرا مجهولا، إضافة إلى أنها أن لم تنفع فلن تضر بكل تأكيد. ولعل من العادات التي نشاهدها بكثرة، وتقوم الكثير من الجدات والأمهات باستعمالها مع أطفالهم حديثي الولادة في أيامهم الأولى فقط، هي استعمال الكحل، حيث يوضع في العين أو على الحواجب أو في السرة اعتقادا بأن العين والحواجب تكون ثقيلة مستقبلا، رغم انه من المحتمل أن يمتص الجسم مضاعفات مادة الرصاص الموجودة بأغلب أنواع الكحل التجاري ما قد يصيب الأطفال بالتسمم. ومن العادات الخاطئة الأخرى التي يحذر الكثير من الخبراء منها هي عادات حزام البطن الذي يستعمل لمنع الخلع عند حمل المولود إذ لا يتطلب الأمر إلا حمله بالطريقة الصحيحة، أما عن قماط الطفل فان كثيرا من الأطباء أيضا يحذرون منه لأنه يمنع حرية تحرك مفصل الورك ويفضل عدم استخدامه، خاصة وانه يصعب الحركة والتنفس لاسيما في فصل الصيف. ومن تلك العادات أيضا تدليك جلد الطفل بالملح اعتقاداً بأن ذلك يزيل الأوساخ ولكنه خطيرا جدا وقد يؤدى إلى جفاف الأطفال، ويضر ضررا بالغا بالطفل وقد يسبب الصوديوم الموجود بالملح نزيفا دماغيا ومضار أخرى كثيرة. وتقوم بعض الأمهات بإعطاء المسهلات لأطفالهن بين فترة وأخرى لتنظيف البطن وهذا خطأ فادح وقد يؤدى إلى جفاف الطفل وتعرضه للخطر أو إعطائه بعض أنواع السوائل الخاصة بمساعدته على النوم وهو ما قد يعرض الجهاز العصبي للطفل للأخطار الشديدة. والغريب كذلك أن هنالك من يقوم – وهي حركات نراها مرارا مع المواليد الجدد بعصر ثدي الطفل لأنه منتفخ وهو ما يسبب أوراما وتعفنات، لذا يجب تركه وسيختفي عند الأسبوع الثامن. أما فيما يخص العناية بسرة الرضيع أو المولود الجديد فانه على الأم مسحها بالقطن المشبع بالكحول مرة واحدة يوميا أما فتق السرة فينتهي عند السنة الثانية وإن لم يختفِ يجب مراجعة الطبيب. ومن العادات السيئة كثرة تقبيل الأطفال، مما قد ينقل إليهم العدوى سواء عن طريق الجلد أو الجهاز التنفسي. ولعل هذه بعض الأخطاء الشائعة الكثيرة في التعامل مع المواليد الجدد التي ترتكبها الكثير من الأمهات إما عن جهل أو لأنهن يكن مضطرات لقبولها لأنها تتم من طرف جدات الطفل ولا يمكنهن منعُهن من ذلك، ومع ذلك فان بعضها منها قد شكل فعلا خطورة حقيقية على الطفل، حسب آراء الأطباء والخبراء والمختصين في هذا الإطار، وان كانت بعض الأمهات أو الجدات، يخالفننا الرأي، ويؤكدن أنهن قد ربين أبناءهن جميعا انطلاقا من هذه العادات، دون أن يحصل لهم أي مكروه يذكر.