الأزمات العربية تطيح بمستقبل الأمين العام العربي يتخلى عن رئاسة الجامعة العربية ! أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي رفضه الاستمرار في منصبه مؤكدا أنه لن يرشح نفسه مجددا لولاية ثانية بعد انتهاء مدته الحالية في أول شهر جويلية المقبل. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها الأمين العام للجامعة العربية الاستمرار في منصبه فمنذ تأسيس الجامعة استمر كل من تولى هذا المنصب لفترتين متتاليتين. وأصدرت رئاسة الجمهورية في مصر بيانا أعربت فيه عن عميق الشكر والتقدير للعربي في اختتام مهام عمله الذي كرسه لصالح خدمة القضايا العربية والدفاع عن مصالح الدول والشعوب العربية في مرحلة تاريخية صعبة وغير مسبوقة واجهت فيها الدول العربية وما تزال تحديات جسيمة طالت كياناتها ومؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها. حمل ثقيل وحول الأسباب التي دفعت العربي لاتخاذ هذا القرار يقول مراقبون إن الإحباط من الأوضاع السيئة التي تعيشها الدول العربية هو ما دفعه لرفض الاستمرار في منصبه. من جانبه أكد نبيل العربي أن قراره بعدم الترشح لولاية أخرى بالجامعة العربية لا رجعة عنه. وأضاف العربي في تصريحات لقناة (سي بي سي) مساء الأحد إن الاضطرابات التي تشهدها العديد من البلدان العربية باتت تمثل حملا ثقيلا عليه لم يعد قادرا على حملها مفضلا أن يتولي شخص آخر هذه المسؤولية الصعبة. وأوضح العربي الذي يعد الأمين العام السابع في تاريخ الجامعة العربية أن أهم الأزمات التي واجهته وفشل في حلها الحرب السورية والأوضاع المتدهورة في ليبيا واليمن والعراق وتعثر القضية الفلسطينية. يبلغ نبيل العربي من العمر 71 عاما وتدرج في المناصب بوزارة الخارجية المصرية منذ عمله مستشارا للوفد المصري في المفاوضات مع إسرائيل في كامب ديفيد عام 1978 كما ترأس الوفد المصري المفاوض مع الاحتلال حول منطقة طابا وبعدها تم تعيينه في منصب سفير مصر في الهند ثم مندوبا لمصر في الأممالمتحدة لأكثر من عشر سنوات. وعمل نبيل العربي قاضيا في محكمة العدل الدولية بين عامي 2001 و2006 ثم عضوا في لجنة الأممالمتحدة للقانون الدولي بعدها أصبح عضوا في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي منذ 2005 حتى 2011. وبعد ثورة جانفي 2011 تولى نبيل العربي منصب وزير الخارجية المصري لنحو خمسة أشهر قبل أن يتم اختياره من المجلس العسكري الحاكم في ذلك الوقت ليكون أمينا عاما لجامعة الدول العربية في 15 ماي 2011 خلفا لعمرو موسى. أبو الغيط يخلف العربي وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أن مصر تقدمت بمرشح جديد لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا لنبيل العربي لكن الوزارة رفضت الإفصاح عن اسم المرشح. وأضافت أنه سيتم إعلان اسم المرشح المصري خلال الأيام القادمة عقب استكمال المشاورات اللازمة معربة عن أملها في أن يحظى بالدعم العربي المطلوب لتولي هذا المنصب العربي الرفيع. وقالت تقارير صحفية إن مصر تجري مشاورات مع الدول العربية لاختيار خليفة نبيل العربي حيث برز اسم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق ليتولى منصب الأمين العام للجامعة العربية. ونقلت صحيفة الشروق عن مصادر في الخارجية المصرية أن عددا من الدول العربية أبدت موافقتها على ترشيح مصر لأبي الغيط. شكري ينافس لكن مصادر مصرية قالت إن هناك مرشحا آخر ينافس (أبو الغيط) على هذا المنصب وهو وزير الخارجية المصري الحالي سامح شكري الذي يحظى بقبول من الدول الخليجية ودول عربية أخرى. ويقول مراقبون إن شكري يتمتع أيضا بحظوظ جيدة ليكون الأمين العام الجديد للجامعة العربية حيث ظل هذا المنصب لسنوات طويلة بمنزلة مكافأة نهاية الخدمة لوزراء الخارجية المصريين. وبحسب لوائح الجامعة العربية فإن مصر لها الحق في اختيار منصب الأمين العام بعد التوافق عليه مع الدول الأعضاء للجامعة ومنذ تأسيسها عام 1945 شغل مصريون منصب الأمين العام باستثناء التونسي الشاذلي القليبي الذي تولى المنصب عام 1979 بعد نقل مقر الجامعة إلى تونس احتجاجا على توقيع مصر معاهدة السلام مع الصهاينة قبل أن تعود الجامعة إلى القاهرة عام 1990 ليتولى وزير الخارجية المصري الأسبق عصمت عبد المجيد رئاستها.