بينما عزلت الثلوج عشرات القرى والمداشر ** خلّفت (أمطار الخير) التي تساقطت بعد جفاف طويل على مختلف ولايات الوطن العديد من الحوادث التي أضرّت بعدد كبير من المباني الهشّة والطرقات غير المهيّأة والمنشآت العمومية فيما أدّت الثلوج المتساقطة في المرتفعات إلى انسداد حركة المرور وعزل عشرات القرى والمداشر. لليوم الثالث تواليا تشهد المناطق الشمالية للوطن تقلّبات جوّية مصحوبة بكمّيات معتبرة من الأمطار والثلوج بالمرتفعات مع رياح قوية أحدثت حالة طوارئ حقيقية في المدن الكبرى كما في عشرات القرى والمداشر. وتسبّبت سياسة الإهمال التي تنتهجها السلطات المحلّية في إغراق أحياء كاملة في العاصمة جرّاء انسداد قنوات الصرف الصحّي والمجاري ناهيك عن أشغال التهيئة غير المكتملة ما جعل مياه (أمطار الخير) تتحوّل إلى سيول جارفة أغرقت الطرقات والسكنات وهو الوضع الذي استدعى التدخّل العاجل لأعوان الحماية المدنية التي تواجدت في العديد من النقاط السوداء لامتصاص المياه وفكّ الطرقات المشلولة. ولم تسلم العديد من بلديات العاصمة من تكرار سيناريو الفيضانات على غرار بوزريعة وادي قريش وحي طرابلس بحسين داي الذي باتت به حركة السير شبه مشلولة. وعادت صور (الترامواي العائم) لتتصدّر واجهات مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأولى من الصباح ما أثار سخط المواطنين سيّما أن المشهد يتكرّر مع كلّ اضطراب جوّي. أمّا في المناطق الجبلية فقد عزلت الثلوج المتساقطة منذ يومين عشرات القرى والمداشر في كلّ من سطيفالبليدة تيزي وزو تيسمسيلت البويرة باتنةخنشلةبرج بوعريريج والمدية. وتسبّبت الثلوج المتساقطة خلال ال 48 ساعة الأخيرة على ولاية سطيف في انسداد العديد من الطرق المؤدّية إلى المداشر على غرار بوفاعة ذراع قبيلة وبني ورثيلان في حين سجّلت طرقات وسط سطيف والعلمة وعين ولمان حركة مرور صعبة. وأمام هذه الحالة المناخية الاستثنائية أكّدت كلّ من مصالح الحماية المدنية والسلطات المحلّية أن كلّ التدابير قد اتّخذت لمواجهة تقلّبات الطقس الحالية خاصّة فيما يتعلّق بإعادة فتح حركة المرور في حال انقطاعها وتموين سّكان المناطق الريفية والجبلية بالمواد الأساسية في حين طالب سكّان المداشر بتسهيل تزويدهم بقوارير غاز البوتان لمواجهة البرد القارس. بينما أدّى تساقط الثلوج على مرتفعات الأطلس البليدي ليلة الأحد إلى الاثنين إلى صعوبة في حركة المرور سيّما على مستوى الطريق الوطني رقم 37 الرّابط بين بلديتي البليدة والشريعة حسب ما علم من مصالح الحماية المدنية. واستنادا إلى المصدر يشهد هذا المحور صعوبة في حركة سير المركبات نتيجة تساقط الثلوج الأمر الذي استدعى تدخّل مصالح البلدية والأشغال العمومية المتواجدة في المكان. وأوصت مصالح الحماية المدنية بضرورة التحلّي باليقظة والحذر وتفادي صعود الزوّار والسيّاح إلى مرتفعات الشريعة في هذه الأثناء حفاظا على سلامتهم وأرواحهم خاصّة وأن الطريق عبارة عن منعرجات. من جانب آخر تسبّبت الثلوج المتساقطة أمس في صعوبة حركة المرور في شبكة الطرقات الوطنية والولائية بولاية تيسمسيلت خصوصا لمركبات الوزن الثقيل على مستوى أشطر الطرق الوطنية رقم 14 و19 و60 و65 منها الشطر الرّابط بين بلديتي ثنية الحدّ والحسنية (عين الدفلى) وبين بلديتي الأزهرية وبوقايد استنادا إلى سرية أمن الطرقات للدرك الوطني. كما سجّلت وضعية مماثلة على مستوى العديد من الطرقات الولائية بذات الولاية. من جهتها أشارت المحطة الجهوية للأرصاد الجوّية لعين بوشقيف ولاية تيارت إلى أن تساقط الثلوج يُنتظر أن يتواصل بإقليم ولاية تيسمسيلت خلال الساعات المقبلة لا سيّما في المرتفعات التي يزيد علوها عن 900 متر والمتمثّلة في الونشريس ببرج بونعامة والأزهرية وبوقايد وسيدي سليمان والمداد بثنية الحد.