- رابطة حقوق الإنسان تُشيد بتدخل الهيئات النظامية وتُطلق النار على السلطات المحلية - عالقون يتهددهم الموت بسبب نقص الدواء والغذاء ووسائل التدفئة - مئات العائلات من البدو الرحل تعيش ظروفا قاسية في الخيام فاقمت الاضطرابات الجوية التي تضرب أكثر من 22 ولاية ساحلية وداخلية منذ أيام، معاناة آلاف الجزائريين الذين يقيمون في المناطق الريفية، فعزلت مئات العائلات عن محيطهم، وأرغمت آخرين على العيش الاضطراري في مراكز عبور مؤقتة، وسط دعوات لتقديم مساعدات عاجلة لإغاثة عالقين في القرى والمداشر الجبلية. وأدى استمرار تساقط الثلوج على ولايات وسط وشرق وغرب البلاد إلى قطع طرق وطنية وولائية محورية، لتعيش المناطق النائية عزلة تامة رغم كثافة تدخلات الوحدات الأمنية التابعة للجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني ومصالح الحماية المدنية. وقد ضاعفت العاصفة الثلجية، وفقا للمكتب الجهوي لرابطة حقوق الانسان في شرق البلاد، محنة العائلات المحاصرة بالقرى المعزولة في ظل نقص الدواء والغذاء ووسائل التدفئة. وطالبت الهيئة الحقوقية بتدخل فعال للسلطات المحلية بالولايات موازاة مع المجهودات التي تقوم بها الهيئات الأمنية لفك العزلة عن المحاصرين، حيث يعاني آلاف المواطنين من قاطني الأرياف وعائلات البدو الرحل أوضاعا غير إنسانية صعبة بسبب تساقط الأمطار والثلوج والبرد الشديد واقتلاع الرياح القوية عددا من الخيام تأويهم في ولايات ڤالمة وعنابة وخنشلة وام البواقي وتبسة والطارف. وفي الوقت نفسه، يعاني المواطنون في قرى ومداشر الولايات الشمالية عموما، من انقطاع شبه تام للكهرباء، وندرة الوقود، كما بات من الصعب توصيل الإمدادات للمنكوبين مع وعورة الطرق بسبب الثلوج. وأبقت الثلوج الكثيفة المتهاطلة منذ الأربعاء الماضي على الحصار شبه الكلي عبر 20 ولاية، في مقدمتها البويرة وتيزي وزو وسطيف وخنشلة وميلة وأم البواقي ووجيجل وتيارت وتيسمسيلت، حيث لا تزال الوضعية معقدة في شبكة الطرق التي لا تزال مقطوعة ويصعب السير فيها بما يعادل 134 طريقا وطنيا وولائيا وبلديا. وتسببت برودة الطقس، التي بلغت أحيانا 5 درجات مئوية تحت الصفر، في وفاة أربعة أشخاص، وإنقاذ 24 شخصا آخرين من الموت اختناقا بغاز ثاني أوكسيد الكربون. وذكرت البرقيات الخاصة بوضعية شبكة الطرقات المقطوعة المقدمة من طرف قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للحماية المدنية، أمس، أن الثلوج التي تجاوز سمكها أكثر من 60 سم، رفعت عدد الطرق المقطوعة إلى 134 طريقا. وفي تيزي وزو لا تزال أكثر من 13 قرية محاصرة بعد أن قطعت بها 18 طريقا. وحدث الشيء نفسه في بجاية التي شلت الحركة بها 16 طريقا بسبب تراكم الثلوج. وفي جيجل التي لا تزال شبكة مشكّلة من 14 طريقا ولائيا وبلديا مقطوعة بها بعد أن حاصرت الثلوج عدة بلديات في المرتفعات خاصة تكسانة. وفي البويرة لا يزال تراكم الثلوج يشل حركة السير في 10 طرق. وفي الوقت الذي لا تزال فيه وحدات الجيش والدرك الوطني والحماية المدنية، تسابق الزمن من أجل فك العزلة عن القرى والمداشر، التي صنّفت في خانة المناطق المنكوبة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقص المؤونة في الولايات الداخلية والهضاب العليا، انتقلت الوضعية الصعبة إلى عنابة والطارف وسكيكدة وسوق أهراس وڤالمة وتيبازة، حسب مصالح الدرك الوطني، حيث قطعت بها الطرق بسبب الثلوج، ما استدعى الاستعانة بآليات الشركات الخاصة لفك العزلة. وتسببت الثلوج المتساقطة بولاية تبسة في عزل العديد من المناطق، حيث أغلقت معظم الطرق، مثلما انقطع التيار الكهربائي عن أزيد من 80 ألف منزل. كما انهارت سقوف منازل بعدما لم تتمكن من مقاومة ثقل الثلوج. من جهة أخرى انقطع التيار الكهربائي في عدد من بلديات الولاية في حين انقطعت حركة المرور في أغلب الطرق ما تسبب في عزل العديد من المناطق النائية. وأدى التساقط الكثيف للثلوج بتيسمسيلت إلى قطع العديد من محاور الطرقات الوطنية والولائية حسبما المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. وأوضحت سرية أمن الطرقات بالسلك الأمني أن الثلوج المصحوبة بموجة من الصقيع تسببت في انقطاع حركة المرور بشطر الطريق الوطني رقم 14 الرابط بين بلديتي اليوسفية وثنية الحد وبالطريق الوطني رقم 19 بين الأزهرية وتملاحت، إضافة إلى شطري الطريقين الوطنيين رقم 60 بين ثنية الحد وبرج الأمير عبد القادر ورقم 65 بين ثنية الحد والحسنية (عين الدفلى). وتسببت الثلوج كذلك في قطع معظم شبكة الطرقات الولائية مع تسجيل شلل في حركة المرور بعدد من المدن الكبرى بالولاية، منها تيسمسيلت وعزل العديد من المناطق النائية الجبلية. وتتواصل جهود مصالح الأشغال العمومية والحماية المدنية والبلديات والدرك الوطني لإعادة فتح هذه المحاور الطرقية باستعمال كاسحات الثلوج والملح والحصى. وتقرر غلق عدد من المؤسسات التربوية المتواجدة بالمناطق المعزولة جراء سوء الأحوال الجوية. وأبرزت محافظة الغابات أن التساقط الكثيف للثلوج تسبب في قطع جميع المسالك الريفية العابرة لمرتفعات الونشريس والمداد وبرج الأمير عبد القادر. وأشارت المحطة الجهوية للأرصاد الجوية لعين بوشقيف بتيارت إلى تواصل تساقط الثلوج وموجة البرد بولاية تيسمسيلت إلى غاية بداية الأسبوع المقبل. مع العلم أن درجة الحرارة وصلت صبيحة أمس إلى خمس درجات تحت الصفر، لاسيما بالمرتفعات المذكورة. أما فيما يتعلق بتوقعات حالة الطقس لليومين القادمين، فأفادت نشرية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية بأن "الاضطراب الجوي سيشمل 20 ولاية، مع تساقط كميات معتبرة من الأمطار تتجاوز 40 ملم، مع تساقط كثيف للثلوج في المرتفعات التي يزيد علوها عن 600 متر". وأشار المصدر إلى أن "درجات الحرارة ستعرف انخفاضا محسوسا مع هبوب رياح تصل سعتها إلى 40 كلم في الساعة".