بقلم: أحمد خليفة قدوري * نقرأ في الصحف ونسمع الإذاعات ونشاهد عبر القنوات التلفزيونية عن الصحراء الغربية وانعدام حقوق الإنسان فيها وعنجهية النظام المغربي وتعنته ورفضه لكل قرارات الأممالمتحدة هذه الهيئة الدولية أرسلت الكثير من المبعوثين لتقصي الحقائق وتحرير تقارير لإيجاد الحلول المناسبة لهذه القضية. وحسب ما أتوقعه فان القضية ستبقى على هذا الحال فلا الصحراء مستقلة ولا المغرب ديمقراطي ويحافظ على حقوق الإنسان ولا الأممالمتحدة صاحبة قرار هكذا هي إرادة الأقوياء وهذه هي سياسة الرضا من الخونة العرب والمستعربين . ومن حين إلى آخر نقرأ تصريحات بعض المنظمات في الدول الغربية كما جاء في جريدة الشباب لمنظمة عدالة البريطانية ( التي عبرت عن استيائها الشديد إزاء تعامل بعض وسائل الإعلام الحكومية المغربية في نشر التحريض ونشر العنف بين المواطنين الصحراويين والمغاربة ) كما جاء تصريح آخر لوزير خارجية النرويج بعنوان ( المغرب لا يملك السيادة على الصحراء الغربية ) ألا تعد مثل هذه التصريحات هي الأخرى تحريضا بين الدول؟ ما دام ان القوى الدولية صامتة لا تحرك ساكنا وتترك مثل هاته البالونات تطلق من منظمات ودول مغمورة لإشعال نار الفتنة التي هي في مصلحة الكبار. حيث أن الصراع في الصحراء الغربية يعود إلى أربع عقود من الزمن ولم يوجد الحل لا الدولي ولا الإقليمي لماذا يا ترى؟ بينما التدخل الغربي بقيادة أمريكا لتحطيم دولة العراق تجاوز من الزمن 25 سنة والتحالف الغربي ضد ليبيا الذي كانت عرابته فرنسا بإيعاز من جهات أخرى والدي كانت بدايته سنة 2011 ومازالت تداعياته الى يومنا هذا. ولم ننته من ليبيا حتى ظهر لنا تحالف جديد سمي بالتحالف العربي لضرب اليمن الشقيق. حيث يتبين للقارئ أن أقدم قضية في هذه الكرونولوجيا هي قضية الصحراء الغربية بعد القضية الأم فلسطين لماذا يتجاهل الغرب بما فيه الأممالمتحدة أقدم القضايا ويناقشون ويسعون للحلول في قضيا حديثة ولو بالقوة ولا يعيرون اهتمام للقضايا التي أكلها الزمن.؟ يتضح أن إرادة الغرب لا ترغب في تصفية القضية الصحراوية وعندما أرادت حطمت وخربت دولا بأكملها وها هو اليمن يضرب بواسطة حلفاء الغرب من العرب هؤلاء العرب الذين يستأسدون على إخوانهم وجيرانهم وإسرائيل في الجهة الأخرى تقتل وتشرد في فلسطين وتحاصر غزة التي يغرق أبناؤها في الأمراض والجوع الذي أصاب المجتمع الغزاوي الذي حرمته إسرائيل من العيش الكريم والمجتمع الدولي المزعوم يتفرج هذا المجتمع الذي يتحرك حسب إرادة الكيان الصهيوني . كل هذه الإحداث أراد لها الغرب أن تنجز ولكن في قضية الصحراء الغربية يكتفي بإرسال المبعوثين والتقارير والتنديدات التي لاتسمن ولا تغني . فبمقارنة بسيطة تطهر ازدواجية السياسة الغربية استعملت القوة واللهجة المشددة في كل من العراق وسوريا بواسطة داعش الصنع الغربي وليبيا بواسطة فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية واليمن بواسطة ما سمي بالتحالف العربي الحليف لأمريكا. وفي الجانب الآخر السياسة المحتشمة تجاه المملكة المغربية والصحراء الغربية من هذه الازدواجية السياسية تبقى علامة استفهام مطروحة؟..