شن الزعيم الليبي معمر القذافي هجوما على سويسرا ووصفها بأنها »دولة عصابات«، فيما طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقضاء على أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية حتى يستطيع النجاح بشأن الملف النووي الإيراني. ونقلت جريدة »الشرق الأوسط« اللندنية عن القذافي قوله في حديث لمجلة دير شبيغل« الألمانية »لم يكن لدينا مشكلات مع سويسرا من قبل وكنا نكن لها تقديرا خاصا كمقصد للعطلات، ونحمل إعجابا كبيرا بشركاتها وساعاتها، لكن سويسرا بدأت في معاملتنا بصورة سيئة. على سبيل المثال قضية المآذن ونشر الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولذا كان من الضروري مواجهة هذه التصرفات السويسرية«. وأضاف »يتم تبييض الأموال في سويسرا على نطاق واسع وكل من يرغب في التهرب من الضرائب يذهب إلى سويسرا، وكل من يرغب في إيداع أموال في حسابات سرية يتجه إلى سويسرا وقد توفي عدد كبير من مالكي هذه الحسابات في ظروف غامضة«. وتابع »الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أخذ أموال التنظيم إلى سويسرا، حيث لا تزال موجودة إلى الآن«. وحول ما إذا كان غضبه على سويسرا يرتبط باعتقال نجله هانيبال في جنيف في جويلية 2008 بعد اتهامه بضرب اثنين من موظفيه، أجاب الزعيم الليبي »الحقيقة أن ما حدث مع هانيبال لم يكن سوى مصدر سعادة للسويسريين، لأنها عصابة لا تكترث للقانون والنظام«. ومضى بالقول »الطريقة التي عُومل بها هانيبال تثبت أن سويسرا لا تحترم القوانين. فالرجل صاحب الشكوى كان موظفا لدى ابني ووجه إليه اتهاماً لكي يتمكن من البقاء في سويسرا، بمقدورهم حبس ابني، ولكن من فضلكم فليكن ذلك وفق القانون، لكن الشرطة تصرفت كعصابة، حيث أقدموا على كسر الباب ووضعوا الأغلال في يدي ولدي وأخذوا زوجته إلى المستشفى وتركوا طفلته التي يبلغ عمرها عاما أو عامين بمفردها في الفندق«. وتابع »ثم وضعوه بالأصفاد في غرفة باردة وأحيانا في دورة مياه، بنفس الطريقة التي تتعامل بها القاعدة مع ضحاياها، وهي عمل إرهابي«. وحول العلاقات الأمريكية الليبية، قال القذافي »إنها ممتازة، المشكلة بيننا كانت حول تفجير طائرة بوينغ 747 الأمريكية التي أدين عميل الاستخبارات الليبية السابق عبد الباسط المقرحي بتنفيذها فيما يعرف باسم قضية لوكيربي ولكننا قمنا بإنهاء المشكلة«. وردا على سؤال حول اعتقاد بعض العرب بشأن فشل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سياساته تجاه الشرق الأوسط، قال »الأمر لا يتعلق بفشل أوباما، بل الفشل نتيجة للأزمة الداخلية الأمريكية فأوباما لم يرتكب خطأ وقد حقق الرجل انتصارا تاريخيا في إصلاح الرعاية الصحية، وهو ملتزم بقراره بالانسحاب من العراق وأفغانستان ويعارض استخدام أسلحة الدمار الشامل«. وطالب القذافي الرئيس أوباما بانتهاج سياسية عقلانية تماما باتجاه إيران، قائلا »أوباما يستخدم الدبلوماسية ولا يهدد باستخدام العنف كما فعل آخرون«. وأضاف »إذا كان أوباما يرغب في النجاح فعليه أن يبدأ أولا بالسيطرة على إسرائيل والقضاء على أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية، عندئذ سيتمكن من النجاح مع إيران والمنطقة بأسرها«. وعن الرئيس الإيراني أحمد نجاد، فقد وصفه القذافي بأنه »متعاون وثوري لكنه غير تقدمي«، فيما أكد أنه لم يقصد في تصريحاته إزالة إسرائيل من على الوجود، ولكن »بناء دولة ديمقراطية جديدة لتحل محل إسرائيل الحالية، على المنطقة التي تعرف جغرافيا باسم فلسطين. ولم يتحدث أحدٌ مطلقاً عن القضاء على اليهود«. وعن توقعه بشأن مستقبل الشرق الأوسط، قال القذافي »إزالة مفاعل ديمونة في إسرائيل وإقامة دولة ديمقراطية تزول فيها الفوارق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو استمرار الحرب والنضال. حينها ستكون إسرائيل هي الخاسر«. ويُذكر أن العلاقات توترت بشدة بين سويسرا وليبيا منذ الصيف الماضي بعد أن ألقت الشرطة السويسرية القبض على هانيبعل نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وزوجته في جنيف إثر شكوى تقدم بها اثنان من خدمهما بتهمة سوء المعاملة. وإثر ذلك، اعتقلت السلطات الليبية رجلي أعمال سويسريين في 19 جويلية 2008 في ليبيا لا يزال أحدهما، ماكس غولدي، يقضي عقوبة بالسجن فيها. وكان قد تم القبض على غولدي مع رشيد حمداني، وهو سويسري الجنسية أيضا، الذي تمكن بعد عملية قضائية طويلة من الحصول على براءته ومغادرة ليبيا قبل أيام. أما غولدي فقد حكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر بعد إدانته بتهمة »الإقامة بشكل غير شرعي« في ليبيا. واستمرت ليبيا في اتخاذ إجراءات انتقامية بسحبها موجوداتها من المصارف السويسرية، بينما سحبت برن عددا من شركاتها وفرضت قيودا على منح تأشيرات شينغن للمواطنين الليبيين، وكان هذا الإجراء قد أثار غضب ليبيا التي أعلنت في 14 فبراير أنها ستعامل الأوروبيين بالمثل، ما حدا ببعض العواصم الأوروبية إلى التدخل في محاولة لاحتواء الأزمة. في غضون ذلك، طالبت ليبيا المجتمع الدولي ومؤسساته، خاصة الدول الأطراف في معاهدة حظر الانتشار النووي، بالضغط على الإسرائيليين للانضمام إلى المعاهدة دون إبطاء كطرف غير حائز على السلاح النووي، وإخضاع جميع مرافقهم وأنشطتهم النووية لنظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونزع سلاحهم النووي، تحقيقا للهدف المنشود بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وتجنيب المنطقة السباق نحو التسلح النووي.