دعا الزعيم الليبي معمر القذافي رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون للإفراج عن الليبي عبد الباسط المقرحي المسجون في أسكتلندا بعد إدانته بتفجير طائرة أميركية فوق لوكربي عام 1988 وذلك في أول لقاء يجمعه ببراون في مدينة لاكويلا الإيطالية حيث شارك في قمة مجموعة الثماني. وذكر متحدث باسم براون للصحفيين أن القذافي -الذي شارك في قمة مجموعة الثماني بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي- "أثار قضية السيد المقرحي" وقال "كرر الليبيون موقفهم القديم برغبتهم في إعادته إلى ليبيا". إلا أن المتحدث كشف أن براون رفض الطلب الليبي متعللاً بأن الإفراج عن المقرحي "شأن يخص الحكومة الأسكتلندية" التي يقضي المقرحي عقوبة المؤبد في أحد سجونها.وكانت الحكومتان الليبية والبريطانية وقعتا هذا العام اتفاقية لتسليم السجناء فيما تسعى طرابلس لإعادة المقرحي، لكن لأسكتلندا نظاماً قانونياً منفصلاً عن باقي بريطانيا ويبقى مصيره في يد الحكومة الأسكتلندية. ويجري وزير العدل الأسكتلندي كيني ماكاسكيل حالياً مشاورات مع كافة الأطراف المعنية ومن بينها الحكومتان الأميركية والبريطانية وعائلات الضحايا قبل أن يتخذ قراراً بالموافقة على الطلب الليبي. ويشار إلى أن المقرحي -الذي يعاني من سرطان البروستاتا في مرحلة متأخرة- قدم استئنافاً ضد قرار سجنه مدى الحياة، إلا أن القرار النهائي بشأن الاستئناف قد لا يصدر حتى العام المقبل مما يثير المخاوف من احتمال وفاته قبل ذلك. من ناحية ثانية قال براون في مؤتمر صحفي بعد قمة الثماني إنه أثار مع القذافي "شؤوناً لم تنجز" ومن بينها قضية الشرطية البريطانية إيفون فليتشر التي لاقت حتفها إثر إصابتها بأعيرة نارية أطلقت من السفارة الليبية أثناء احتجاج مناهض للقذافي أمام السفارة في عام 1984. وكانت وفات الشرطية فليتشر سبباً في قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مدة 15 عاماً قبل أن توافق طرابلس على التعاون في التحقيق في مقتل الشرطية ودفع التعويض. كما أشاد براون بليبيا وجنوب أفريقيا لتخليهما عن السعي لامتلاك أسلحة نووية حسب قوله، "رغم أن التقنية اللازمة كانت متاحة لهما على الأرجح" وقال إنهما قدما "درساً مهماً" للعالم في هذا المجال. وقال المراسلون في لندن إن رئيس الوزراء البريطاني حث الزعيم الليبي كذلك على استخدام نفوذه لدى دول مثل إيران وكوريا الشمالية كي "تحذو حذو ليبيا وتتخلى عن أسلحة الدمار الشامل".على صعيد آخر أكد متحدث باسم الحكومة البريطانية أيضا أن القذافي صافح الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأولى أثناء مأدبة عشاء رسمية أقامها الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو . والتقطت صور للزعيمين وهما يتبادلان التحية وأظهرت لقطات تلفزيونية في وقت لاحق أوباما والقذافي وقد جلسا إلى مائدة العشاء وبينهما رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. يشار إلى أن ليبيا تمكنت منذ أعوام قليلة فقط من الخروج من حالة العزلة الدولية وذلك بعد عقود من العلاقات المضطربة التي وسمت علاقاتها بالولايات المتحدة وأوروبا. ومن طريف الأخبار ما ذكرته وكالة آكا الإيطالية بأن الوفد الليبي المرافق للقذافي قد سجل رقماً قياسياً في عدد أفراده حيث بلغ 87، مضيفة أن الوفد سيشارك في مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الإيطالي على شرف القادة الأربعين المشاركين في القمة. وقد أقام القذافي في خيمة بدوية نصبت في ملعب لكرة القدم في ثكنات شرطة لاكويلا على مسافة كيلومترات قليلة من خيام أقل فخامة يقيم فيها أولئك الذي شردهم زلزال ضرب المنطقة في أبريل الماضي