سياسيون: صديق ليفني الاختيار الأسوأ في تاريخ المنظمة عدو غزة أمينا عاما للجامعة العربية ! تسبب ترشيح مصر لأبو الغيط كامين عام جديد للجامعة العربية في إحداث شرخ وتمزق جديد في العلاقات العربية التي تعاني بالأصل من التشظي والتشرذم هذا الأخير الذي ارتبط اسمه بحدثين مهمين الثورة المصرية التي أنهت عهد محمد حسن مبارك وبموقفه الحاد والعدائي من حماس وقطاع غزة ودفيء علاقاته مع تل أبيب وبشكل خاص وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني !! وعلى ذمة صحيفة اليوم السابع المصرية فإن قطر والسودان كانت تقف ضد ترشيحه لمنصب أمين الجامعة العربية وكحل وسط اتفق على تأجيل التصويت على مرشح مصر للمنصب وعلى تمديد ولاية نبيل العربي الذي أعلن عدم اعتزامه الترشح لولاية جديدة بعد انتهاء ولايته في جوان المقبل لكن يبدو أن التوافق قد تم في اللحظة الأخيرة. من هو أبو الغيط؟ أحمد أبو الغيط المولود في عام 1942 دبلوماسي برز في عهد مبارك وكان أحد ألوان تلك الحقبة الرمادية ألتحق بعد تخرجه عام 1964 من جامعة عين شمس وحصوله على بكالوريوس تجارة بوزارة الخارجية وفي عام 1972 عندما عين عضوا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي. وظل أبو الغيط متنقلا في دروب سلك الدبلوماسية المصرية زهاء أربعة عقود حتى عام 2004 حين عين وزيرا للخارجية حتى عام 2011 واستمر في منصبه لفترة وجيزة بعد اندلاع ثورة 25 جانفي عام 2011 بعد تنحي مبارك. وقبيل اندلاع الثورة ومطالبات المتظاهرين في ميدان التحرير بإسقاط النظام قال : (إن المخاوف من انتقال ما أطلق عليه العدوى التونسية إلى دول عربية أخرى بأنه كلام فارغ وأن لكل مجتمع ظروفه التي لا تتشابه مع المجتمع التونسي). وفي أثناء الثورة ظهر في لقاء إعلامي وذكر أن أسباب اندلاع الثورة هي نتائج انتخابات مجلس الشعب التي أجريت في نوفمبر عام 2010 التي اتهمها معارضو النظام بأنها انتخابات مزورة وأيضا تقدم سن الرئيس مبارك وعدم معرفة خليفته في الحكم والحديث عن التوريث أو عدمه كان من الأسباب الضاغطة لاندلاعها حسب وجهه نظره. وبشكل عام كان موقفه سلبيا من الثورة. وقد أعيد تعيينه وزيرا للخارجية في الحكومة الأخيرة المشكلة في عهد مبارك برئاسة أحمد شفيق التي شكلت في أثناء اندلاع الثورة التي كانت حكومة تسيير أعمال بعد تنحي مبارك ونقل السلطات الرئاسية إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة. أبو الغيط وقبل تركه منصبه في الخارجية أغرق الدبلوماسية المصرية بحركة تعيينات للسفراء في فيفري عام 2011 وضع من خلالها جميع حلفاء عهد مبارك في السفارات المصرية بالخارج فأصبح المتحدثون باسم مصر في الخارج هم في الأساس من مما يطلق عليهم الفلول . ضد غزة ومع ليفني !! وفي ملف الصراع العربي الصهيوني كان الرجل معاديا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزادت تصريحاته تضاربا وإثارة خاصة بعد أن سيطرت (حماس) على قطاع غزة في جوان عام 2007 حيث ذهب إلى حد الدفاع عن إبقاء معبر رفح مغلقا بحجة (اعتبارات قانونية واتفاقات دولية). حتى إنه لم يقم بإدانة لفظية للمجاز بحق الفلسطينيين في غزة وكان تصريحه إبان العدوان على غزة مثيرا للتساؤل فقد قال إن : بلاده حذرت حماس منذ فترة طويلة بأن دولة الاحتلال ستقوم بالرد بأسلوب قوي كما حمل حماس مسؤولية ما يحدث وذلك لأنها (لم تأخذ التحذيرات على محمل الجد). ولفت أبو الغيط الأنظار بشكل كبير عبر التصريحات التي أدلى بها عندما اجتاح أهل غزة معبر رفح ودخلوا الأراضي المصرية المجاورة بعد أن ضاقوا ذرعا بالحصار الذي يفرضه عليهم الاحتلال مقبلين على شراء ما حرمهم منه الحصار. وبعدما تداولت وسائل الإعلام صور الغزيين في العريش خرج أبو الغيط مهددا (بقطع رجل كل من تدوس قدماه أرض مصر) وزادت حدة تصريحات أبو الغيط ضد (حماس) مع تسارع التطورات في الساحة الفلسطينية وتداعياتها الإقليمية وخاصة بعد فشل الحوار الوطني الفلسطيني. وعلى غرار مسؤولين مصرين آخرين فقد حمل أبو الغيط (حماس) بشكل واضح فشل الحوار الفلسطيني. لماذا أبو الغيط؟ لكن لماذا أبو الغيط بالذات والآن تحديدا؟ يرى الكاتب الصحفي وائل قنديل أن النظام المصري (استخرج أحمد أبو الغيط من خزينة ملابس حسني مبارك المستعملة وطرحوه أمينا لجامعة الدول العربية لخلافة نبيل العربي وراحوا يسوّقونه لدى عواصم العرب مرشحا وحيدا). مؤكدا أن اسم أحمد أبو الغيط (لا يذكر إلا ملتصقا باسم تسيبي ليفني التي كان أبو الغيط يجاهد كي لا تنزلق قدماها على درج في اللحظة التي كان يتوعد فيها الفلسطينيون بكسر أقدامهم إن فكروا في ملامسة الأراضي هربا من القصف الإسرائيلي الوحشي على غزة). ويتفق معه القيادي بحزب (الدستور) خالد داود بقوله (السيسي يواصل إعادة رجال مبارك إلى صدارة المشهد ويرشح أحد ألد أعداء ثورة 25 جانفي أمينا عاما لجامعة الدول العربية أبو الغيط لا يمثلني كمصري). ويتفق مراقبون وإعلاميون مصريون على أن ترشيح أبو الغيط يتوافق مع ( الرغبة الصهيونية وهو إقرار صامت وإذعان تام لإرادة التطبيع كما كان يلتزم بها مبارك). كما يرى ذلك أيضا قنديل. وقد سبق للعرب أن رفضوا مصطفى الفقي للمنصب نفسه بعد ثلاثة أشهر من خلع مبارك لأسباب تتعلق بكونه واجهة لنظام كان يوصف بأنه كنز استراتيجي للاحتلال فكان ترشيح نبيل العربي بديلا مقبولا بالإجماع. موجة استياء كبرى أثار اختيار وزراء الخارجية العرب لأحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية استنكارا حادا بين المفكرين والسياسيين من الدول العربية كافة. وعبّر وسم أبوالغيط على تويتر عبر العديد من النخب الثقافية والإعلامية عن سخطهم على هذا القرار خاصة مع المواقف المعروفة عن أبو الغيط من دعمه لدولة الاحتلال وتحامله على الفلسطينيين متداولين موقفه الأشهر حينما استقبل تسيبي ليفني في القاهرة لتعلن الحرب على غزة في 2008. فقال المفكر والكاتب السياسي الفلسطيني عزمي بشارة: اختير اليوم أمينا عاما للجامعة العربية شخصٌ دعم عدوان الاحتلال على غزة عام 2008 علنا! . وتعجّب الكاتب والمفكر السعودي محمد الأحمري قائلا: (أبوالغيط الأمين !!! صديق لفني؟ أعلنت معه عند خروجها من مكتب المخلوع مبارك حربها على غزة. عادت وجوه وفلول الهزائم!). وعلّق زعيم حزب غد الثورة أيمن نور: (أبو الغيط الاختيار الأسوأ ولا عزاء للدكتور مصطفى الفقي يادكتور مصطفى متى تدرك أن هذه الأنظمة ترفض القامات وتعشق أبو الهول ومن على شاكلته؟). وغرّد الإعلامي جمال ريان: (أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية!!! لك الله يا فلسطين فكلهم عصابات حسبنا الله ونعم الوكيل ومع تعيين أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية تصبح إسرائيل في كل بيت عربي كما هي الآن في قصر الرئاسة المصري.. هل عرفتم حدود قوة الاحتلال؟ على كل حال إن لم تحرق ثورة الخامس والعشرين أحمد أبو الغيط فالجامعة العربية بميثاقها الحالي محرقة لكل من يتولى هذا المنصب). وأكد أيضا أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح أن (أحمد أبو الغيط دعم عدوان الاحتلال على غزة عام 2006). وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة: (أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية. دليل على بؤس المرحلة. كانت فرعا لخارجية مصر وستبقى. وحين يضيّع السيسي قضايا الأمة فستمضي في ركابه. وستظل صورة ليفني مع أبو الغيط شاهدا على سيرته وذلك بعد إعلانها بدء العدوان على غزة من قلب القاهرة. شقيقتنا الكبرى تائهة وتجرنا معها).