بسبب التزامات الأولياء أطفال يحرمون من الاستمتاع بالعطلة الربيعية تعتبر العطلة المدرسية متنفس الكثير من الأطفال بعد أن بذلوا جهدا جهيدا طيلة فصل دراسي كامل خاصة بعد أن اجتازوا فترة عصيبة من الامتحانات خصوصا لأقسام السنوات النهائية الذين يعتبرون الامتحانات الفصلية كامتحانات تجريبية لهم إلا أن هؤلاء التلاميذ ينتظرون بفارغ الصبر العطلة من أجل الترويح عن أنفسهم وهناك من يتسنى له فعل ذلك كما يشاء في حين تبقى فئة أخرى من الأطفال محرومة من ذلك بسبب عمل الأولياء. عتيقة مغوفل يجد الكثير من الأولياء العاملين صعوبات كبيرة في تخطيط برامج خاصة لأبنائهم أثناء أيام العطلة المدرسية ورغم ذلك إلا أنهم يتمكنون من إعطاء الأبناء حق التمتع بالعطلة ولكن ومن جهة أخرى هناك فئة من أولياء الأمور التي تحرم أبناءها من أبسط حقوقهم وتبقى العطلة بالنسبة لهم انقطاع عن الذهاب إلى المدرسة والبقاء في البيت لمدة 15 يوما ثم العودة مرة أخرى على القسم مرة ثانية ويتم تفسيحهم فقط في عطلة نهاية الأسبوع. حديقة الحامة مقصد الأطفال للترفيه من بين الأماكن التي يخطط الآباء أخذ الأبناء إليها أيام العطلة الربيعية الأماكن المفتوحة على اعتبار أن حالة الطقس تساعد على ذلك ومن بين الأماكن التي تشهد إقبالا كبيرا بالعاصمة خصوصا عطلة نهاية الأسبوع حديقة الحامة هذا الصرح الأخضر والرئة الطبيعية للعاصميين. في جولة قادتنا إلى الحديقة نهاية الأسبوع عجبنا من التواجد الكبير للأسف بالمكان وقد فضل العديد من أولياء الأمور اصطحاب أبنائهم خلال الأيام الأولى من العطلة وذلك بالنظر إلى الأجواء الربيعية التي كانت تخيم على الطقس ومن الأمكنة التي كانت تعج بالناس في الحديقة الحيز المخصص للحيوانات هذا المكان يجلب كثيرا الأطفال إلا أنه والجدير بالذكر الدخول إليه يستلزم الوقوف في طابور طويل عريض من أجل شراء تذاكر خاصة بالدخول وهو الأمر الذي جعل بعض الأولياء يعزفون على زيارة ذاك الجناح إلا أن إلحاح الأطفال جعلهم يخضعون الأمر الواقع. إلا أنه والمثير للانتباه أن حيز الحيوانات لا يضم حيوانات كثيرة بقدر ما يضمن عددا كبيرا من أنواع الطيور وما زاد من الطينة بلة أن رائحة كريهة كانت تنبعث منه بسبب فضلات الحيوانات الموجودة في الأقفاص وهو الأمر الذي جعل الكثير من الزائرين يمشون بأنوف مسدودة. ومن بين الأمور التي أثارت حفيظة العديد من زوار الحديقة ارتفاع أسعار تذاكر الدخول إلى حديقة الحيوانات والتي بلغت 100دينار بعدما كانت 60دينارا في السنة الماضية في حين تذاكر الصغار قدرت ب35 دينارا للطفل الواحد هذا دون احتساب ثمن المشروبات والمأكولات التي يقتنونها لأبنائهم وهو ما يضطر أولياء الأمور إلى دفع مبالغ كبيرة من أجل جولة صغيرة. ...وآخرون يقضون العطلة بين جدران البيت وبما أن المكان كان يعج بالعائلات كانت فرصة لنا من أجل التقرب من بعض الأولياء من أجل سؤالهم عن مخططاتهم للعطلة المدرسية ومن بين الأمهات اللائي تقربنا منهن سيدة كانت جالسة رفقة طفلتين وكانت تتمع بفنجان قهوة تحت أشعة الشمس الدافئة تقربنا من أجل أن نطرح عليها سؤال موضوعنا فأخبرتنا أنها سيدة عاملة بإحدى المؤسسات الوطنية وقد استغلت عطلة نهاية الأسبوع وبداية العطلة المدرسية حتى تحضر بناتها إلى الحديقة لأنها لن تتمكن من إخراجهن من البيت طيلة أيام الأسبوع والسبب في ذلك أنها عاملة ولا وقت لديها عدنا وسألناها مرة أخرى لمن ستتركهن في البيت فردت علينا أنها ستتركهن بمفردهن لأنهن متعودات على ذلك فلهن كامل وسائل الترفيه من ألعاب فيديو وأنترنت بالإضافة إلى التلفاز والراديو. بجانب تلك السيدة كانت هناك أسرة أخرى جالسة فسألنا الأولياء عن برامج العطلة فردت علينا الأم أنه لا توجد برامج محددة بسبب عملها هي وزوجها لذلك فإنهم استغلوا عطلة نهاية الأسبوع حتى يفسحوا الأبناء خصوصا وأنهم قد تحصلوا على نتائج مرضية هذا الفصل مقارنة بالفصل الأول. أولياء يختارون أخذ عطلهم مع أبنائهم ولكن ومن جهة أخرى هناك بعض الأمهات اللائي ينظرن بشكل آخر للعطلة المدرسية ومن بين هؤلاء السيدة (فيروز) التي تشتغل بشركة سونلغاز أخبرتنا هذه الأخيرة أنها كلما تحل العطلة المدرسية فإنها تقوم بأخذ عطلة من عملها وذلك حتى تبقى مع أبنائها في البيت وتعتني بهم وتعطيهم حقهم في التمتع بالعطلة أخبرتنا أنها في عطلة الشتاء أخذت أياما من عطلتها السنوية أما في عطلة الربيع فإنها اضطرت لتقديم إجازة مرضية وذلك لتعتني بأبنائها فأردنا أن نعرف أين تخطط لأخذ أبنائها فأخبرتنا أنها ستقوم بأخذهم إلى العديد من الأمكنة الخضراء على اعتبار أن العطلة تمتاز بجو معتدل ومن بين الأمكنة التي يقصدونها غابة بوشاوي وغابة بينام كما أنها ستأخذهم لبعض متاحف العاصمة وحدائق التسلية.