الشَّمْسُ تغربُ كلَ يوم لكنَّ شَّمسَكِ يا أُميِّ لا تغيب الشَّيْبُ يطوِّي كل شيءِ لكنَّ حُبَكِ لا يشيب أدعو الله كل يوم وبرضاكِ عني يستجيب. قنوعةٌ أنتِ كأوراق الشَّجر تكفيها قُطيرات المطر تشرقُ شَّمسُك في أحلكِ لحظاتِ حياتي لا أرى في الحياة أملًا سواكِ. إذا مرضتُ يومًا فدعاؤُك هو الطبيب فأنتِ المعشوقةُ وأنا الحبيب أسمعُ صوتكِ يناديني يُهدهدُني يُنعشُني يرويني دموع عينيكِ تقتلني وبسمتُك يا أُميِّ تُحييني. طيفُك يصحبُني في كلِ مكان ويأخُذُني في رحلة عبرَ الأزمان فمرةً يغوصُ بي تحت الماء وأخرى يطيرُ بي في السَّماء مرةً يجعلُني فارسًا يقودُ جيشًا لا يُقهَر وأخرى يجعلُني أميرًا يرفُلُ في نعيم لا ينفد وأخرى يجعلُني مَلكًا يحكمُ مُلكًا لا تغربُ عنه الشَّمْسُ. طيفُك يعبرُ بي نَهرَ الأحزان يُهدِّيني اللُّؤْلُؤَ وَالْمَرْجَان طيفُك يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي يأخُذُني إلى أنهار من عسل يرويني دعيني أقبلُ رأسَكِ يا أُميِّ دعيني دعيني أطوق عنقك دعيني أحنُ إليك صباح مساء فعطرُك يملأُ كل الأجواء إلامَ الحزنُ في عينيكِ إلامَ وهذى الجنةُ تحت قدميكِ علامة دعي الأقدارَ تفعلُ ما تشَّاء فقلبُك الطاهرُ لكِ وجَاء. قالت لي أُميِّ يومًا: مهما كبِرتَ وسطِ الأنام لا تنسى أنك ما زلت عِندي غُلام. قالت لي: سرُ النجاح على الدوام هو أن تسيرَ إلى الأمام. قالت لي: اصنع المعروفَ في أهلِه وفي غيرِ أهلِه فإن لم يكن هو أهلُه فأنت أهلُه. قالت لي: أنتَ أُنشُودةُ عمري أنتَ سندي أنتَ ظهري. قالت لي كثيرًا كثيرًا وها أنا يا أُميِّ أتذكرُ كلَ الكلام.