أعادت الهجمات التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل مخاوف حدوث اعتداءات إرهابية خلال بطولة أورو 2016 إلى الواجهة حيث أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم التزامه بوضع سلامة المشجعين على رأس خططه التنظيمية. تأتي تفجيرات بروكسل في وقت تستعد فيه العديد من المنتخبات الأوروبية لخوض جولة من المباريات الودية ضمن الاستعدادات لنهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (أورو 2016) المقررة في فرنسا صيف العام الجاري. وبذلك يعود الجدل من جديد حول حماية وفود المنتخبات الأوروبية وعشاق كرة القدم الذين سيحلون ضيوفاً على فرنسا لمتابعة الحدث الكروي الأكثر أهمية بعد بطولة كأس العالم. المنتخب الألماني أكبر المتضررين بعد الهجمات التي هزت العاصمة البلجيكية بروكسل أول أمس والتي قتل خلالها أكثر من 34 شخصا أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم أنه تحدث مع لاعبي المنتخب حول الهجوم بخصوص تداعيات هذا الهجوم الإرهابي حيث يستعد المنتخب الألماني لخوض أول مباراة له بعدما كان لاعبوه شاهدين على الهجمات التي ضربت باريس في نوفمبر الماضي. ويجتمع أعضاء المنتخب الألماني في برلين اليوم الخمس استعدادا لمباراتهم أمام إنجلترا يوم السبت المقبل ومباراة إيطاليا التي تقام بعدها بثلاثة أيام في ميونيخ. وقال مدرب المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف بهذا الخصوص: (مثل هذه الأحداث تبقى في عقول اللاعبين خاصة بعد معايشتهم عن قرب لأحداث باريس). من ناحيته قال المدافع شكودران مصطفى: (إذا كنت قد عايشت مثل هذه الأحداث بشكل شخصي فإنك تعلم بما يشعره الأشخاص حاليا في بروكسل). يشار إلى أن المنتخب الألماني واجه نظيره الفرنسي يوم 13 نوفمبر الماضي بملعب (ستاد دو فرانس) عندما حدثت الهجمات وكان الملعب أحد تلك الأهداف. وستكون مباراة إنجلترا هي المباراة الأولى لألمانيا بعد أحداث باريس كما تعتبر تلك المباراة ومباراة إيطاليا من أهم استعدادات الفريق لبطولة كأس أمم أوروبا (أورو 2016). اليويفا يلتزم بضمان الأمن في أورو 2016 جدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) التزامه بأمن وسلامة جميع المشجعين والمنتخبات المشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية (أورو 2016) وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في بيان (عقب أحداث بروكسل يرغب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في إعادة التأكيد على التزامه بوضع الأمن وسلامة المشجعين على رأس خططه التنظيمية لبطولة أوروبا 2016). وتابع الاتحاد القاري (ستراقب لجنة السلامة والأمن لبطولة أوروبا 2016 مستوى المخاطر المحتملة). وأوضح أن اللجنة المنظمة لبطولة أوروبا 2016 ولجنة السلامة والأمن تعملان منذ أكثر من ثلاث سنوات مع السلطات الفرنسية لضمان أمن وسلامة البطولة واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان سلامة كل الأطراف المشاركة). نزول الجماهير التي حضرت مباراة ألمانياوفرنسا الودية إلى أرضية الملعب بعد نهاية المباراة حيث فجر انتحاري نفسه خارج الملعب. كاميرات لمراقبة أماكن التجمعات والاحتفالات من ناحيتها أعلنت فرنسا على لسان وزير داخليتها برنار كازنوف عن وضع كاميرات فيديو لمراقبة أماكن تجمعات واحتفالات المشجعين خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (أورو 2016) لكرة القدم. وأوضح كازنوف بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم أن (خطر الإرهاب كبير للغاية ولكننا سنتصرف بناء على هذا...) واستخلص قائلا: (أورو 2016 يجب أن تكون حفلا للجميع). المانشافت أبطال العالم في قاعات السينما أكد كازنوف أن دخول المشاهدين لمناطق التجمعات والاحتفالات في تسع مدن فرنسية مشاركة في استضافة فعاليات أورو 2016 يجب أن يخضع للرقابة. ورفعت فرنسا درجة تأهبها لمواجهة أية مخاطر إرهابية بعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة باريس في 2015 وذلك خلال الاعتداء على مقر مجلة (شارلي إيبدو) وكذلك الهجمات التي وقعت في 13 نوفمبر الماضي. فرنسا تضاعف مبلغ تأمين أمم أوروبا 2016 أعدت فرنسا خطة أمنية جديدة تحسباً لاحتضان نهائيات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم في الصيف القادم حيث عقدت اللجنة المشرفة على تنظيم للبطولة اجتماعاً أول أمس بعد ساعات قليلة فقط من الهجمات الانتحارية التي ضربت بروكسل عاصمة البلد الجار بلجيكا وخلفت أكثر من 34 قتيلاً وحوالي 200 جريح. وقد أعادت تفجيرات بروكسل إلى الأذهان العمليات الانتحارية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في شهر نوفمبر الماضي على هامش المباراة الودية التي جمعت منتخب (الديكة) مع المنتخب الألماني وهي الأحداث الخطيرة التي دفعت بالسلطات الفرنسية للرفع من درجة استعداداتها الأمنية تحسبا لبطولة (أورو 2016) ثم إلى إعداد خطة جديدة بعد تفجيرات بلجيكا. وقد حضر اجتماع أول أمس إضافة لرئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بول لوغريت كلاً من وزير الداخلية بيرنار غازنوف ووزير الرياضة باتريك كانير ورئيس لجنة تنظيم (أورو2016) جاك لامبير ورئيس نادي المدن المستضيفة للبطولة ألان جوبي عمدة مدينة بوردو. وقال وزير الداخلية الفرنسي غازنوف عند خروجه من الاجتماع: (التفجيرات التي عرفتها بروكسل تُذكرنا للأسف بالخطر الكبير الذي نواجهه في إطار احتضاننا لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم). رئيس اتحاد الكرة الفرنسي يطمئن الجميع من جهته طمأن رئيس اتحاد الكرة الفرنسي نوال لوغريت بحسن استعداد بلاده من الناحية الأمنية لاستضافة البطولة الأوروبية حيث قال: (إنّ الخطة الأمنية الموضوعة ذات مصداقية كبيرة وتعتمد على مختصين يملكون مستوى عال وعال جداً..إنها ليست مؤسسة عادية فهي عبارة عن عمل يقوم به مختصون هذه الخطة الأمنية خارقة ولا أعتقد أنّه يمكن القيام أكثر مما هي عليه). وتتمثل بعض تدابير هذه الخطة الأمنية بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الفرنسية في تفتيش صارم عند دخول مناطق المشجعين أي جماهير المنتخبات المشاركة في البطولة واستعمال وسائل الكشف عن الأشياء المعدنية وتدخل أعوان إزالة الألغام وتفكيك القنابل واستعمال نظام المراقبة بالفيديو. الخطة الأمنية تكلف الخزينة الفرنسية 17 مليون أورو تكلف هذه الخطة الأمنية 17 مليون أورو بحسب ما صرح به ألان جوبي الذي أوضح أنّ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيساهم بملغ 3 ملايين ولكنه (أي جوبي) سيطلب المزيد في شهر أفريل القادم. وسيعتمد الاتحاد الأوروبي لكرة لقدم أيضاً على 10 آلاف عون أمن لحراسة الملاعب ومراكز تدريب المنتخبات وفنادق الرسميين بالإضافة للمركز الإعلامي. يُشار أنّ نهائيات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم ستحتضنها فرنسا من 10 جوان إلى 10 جويلية من السنة الجارية. يذكر أن بطولة كأس أمم أوروبا ستقام من العاشر من جوان وحتى العاشر من جويلية 2016 في تسع مدن مختلفة هي باريس وبوردو وتولوز وليل ولانس وليون ومارسيليا ونيس وسانت اتيان. وستحتضن العاصمة باريس وحدها 12 مقابلة من مباريات البطولة مقسمة على ملعبي(بارك دو برنس) وباريبس (دو فرانس) بضاحية سان دوني شمال باريس علما بأن الأخير سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة. الهجمات تربك الكرة الأوروبية الحديث عن إمكانية تأجيل كلاسيكو العالم بين البارسا والريال يبدو أن كرة القدم الأوروبية لن تكون بمنأى عن تداعيات تفجيرات بروكسل التي أثارت هلعا واستنفارا أمنيا في باقي الدول الأوروبية. من أولى بوادر تداعيات أحداث بروكسل الحديث في إسبانيا عن إمكانية تأجيل مباراة الكلاسيكو التي ستقام في الثاني من أفريل القادم بين برشلونة المتصدر وغريمه التقليدي ريال مدريد التي سيحتضنها ملعب (كامب نو) معقل النادي الكتالوني وفق ما ذكر مراسل قناة الجزيرة القطرية. وعادة ما تلجأ السلطات الأمنية إلى إجراءات أمنية استثنائية عشية (كلاسيكو الأرض) في الأيام العادية بسبب الأعداد الغفيرة التي يستقطبها بسبب شعبية الناديين العالمية. من هاته أعلن الاتحاد البلجيكي لكرة القدم إلغاء تدريبات المنتخب الوطني استعدادا للمباراة الدولية الودية ضد البرتغال المقررة يوم 29 من الشهر الجاري. نفس القرار أخذه الاتحاد الهولندي لكرة القدم استشارة السلطات الأمنية وحكومة بلاده بشأن المباراة الودية المقررة بين المنتخب الوطني ونظيره الفرنسي يوم الجمعة وذلك على ضوء المستجدات الأمنية الجديدة والتفجيرات التي شهدتها العاصمة. ومن ألمانيا إن نقاشات تدور في الأوساط السياسية والأمنية حول تأجيل الدوري العام (بوندسليغا) وهو ما يتوقع أن يعزز مطالبة الشرطة بالتأجيل لدواع أمنية. ومن غير المستبعد أن تربك هجمات بروكسل المواعيد الكروية الأوروبية وقد تدفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحادات المحلية إلى رفع حالة التأهب الأمني خصوصا بعد سحب قرعة دور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي التي عادة ما تستقطب جماهير غفيرة من عشاق كرة القدم من مختلف أنحاء العالم. وأسفرت قرعة أبطال أوروبا عن مواجهة إسبانية خالصة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد بينما وضعت القرعة باريس سان جيرمان الفرنسي في مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي. أما ريال مدريد فيلاقي فولفسبورغ الألماني في حين اصطدم بنفيكا البرتغالي ببايرن ميونيخ الألماني. وغالبا ما تستقطب هذه المباريات جماهير غفيرة من أوروبا والعالم الأمر الذي يحتم اتخاذ تدابير أمنية مشددة. وتقام مباريات الذهاب يومي 5 و6 أفريل والإياب يومي 12 و13 من نفس الشهر. الدوري الأوروبي (أوروبا ليغ ) هو الآخر موعد كروي لا يقل أهمية عن دوري أبطال أوروبا وقد يضع السلطات الأمنية أمام تحديات كبيرة لضمان سلامة المتفرجين خصوصا مباراة ليفربول الإنجليزي وبوروسيا دورتموند الألماني.