رغم أن وزارة الشؤون الدينية أصدرت بيانا لتوحيدها أئمة بعض المساجد لم يمتثلوا لتعليمة الخطبة الموحدة دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف خلال الأيام القليلة الماضية إلى إقامة خطبة جمعة موحدة عبر كامل التراب الوطني وذلك من أجل إعلام المواطنين بالمخاطر التي تحيط بالوطن وحثهم على الدفاع عنه بالإضافة إلى حماية الأجيال الصاعدة من أي أفكار طائفية هدامة يمكن لها أن تعصف باستقرار الوطن ولكن ورغم أن دعوة وزارة الشؤون الدينية كانت عامة إلا أن بعض مساجد العاصمة لم تلتزم بتعليمة وزارة الشؤون في توحيد الخطبة. عتيقة مغوفل أكد العديد من المختصين الجزائريين وفي مرات كثيرة أن الخطاب المسجدي أصبح لا يؤدي الدور المنوط والمخول إليه في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف بالإضافة إلى ترسيخ القيم في الشباب فمازال هناك الكثير من الأئمة الذين مازالوا يعتمدون على الخطاب الكلاسيكي القديم الذي يتكلم عن إنجازات الصحابة في القرون الغابرة ومع وجوب استذكار هذا النوع من البطولات من حين إلى آخر إلا أنه لا بد من مواكبة تطورات المجتمع في صياغة خطب تكون هادفة وداعية لنبذ العديد من الظواهر التي أصبحت تنخر المجتمع الجزائري إلا أنه وعلى ما يبدو أن الخطاب المسجدي مازال بعيدا كل البعد عن الدور المخول إليه والدليل على ذلك عدم امتثال بعض أئمة المساجد إلى الخطبة الموحدة التي دعت إليها وزارة الشؤون الدينية للتحسيس بالمخاطر المحيطة بالبلاد. مساجد تخرج عن تعليمة الخطبة الموحدة بلغ مسامعنا أن العديد من أئمة المساجد بالجزائر العاصمة لم يمتثلوا لأمر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في توحيد خطبة الجمعة مع أن بيانها كان واضحا وخير دليل على ذلك فقد اختار إمام مسجد التقوى بباب الواديبالجزائر العاصمة موضوع الإحسان في خطبة الجمعة وقد استهل الامام خطبته بالدرس الذي حث فيه الناس على ضرورة الإحسان في تربية الأبناء وعدم التشدد فيها وذلك لعدم تضييق الخناق عليهم وحتى ينشأ الطفل بشخصية سوية ولا يكبر بشخصية معقدة ومنطوية أو أنه يكون صاحب فكر متشدد لا يقبل أي نقاش ولايتقن أسلوب الحوار مع الناس كما أنه نهى العديد من المواطنين أن لا يأمروا بناتهن بارتداء الجلباب والحجاب وهن في سن مبكرة جدا وتحريم العديد من الأشياء عنهم وذلك حتى لا تكون لهن شخصيات معقدة مستقبلا. وبعد الدرس واصل الإمام خطبته في نفس السياق وواصل الحديث عن كافة أوجه البر والإحسان التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم والتي من شأنها أن تقوي أواصر العلاقات في المجتمع الجزائري وهذا يعني أن خطبته كانت بعيدة كل البعد عن بيان وزارة الشؤون الدينية ولم تلب نداء الخطبة الموحدة التي من المفروض أن تكون في جميع مساجد الجمهورية. ولكن وعلى ما يبدو فإن إمام مسجد التقوى ليس الوحيد الذي لم يوحد خطبته بل غيره كثيرون بالجزائر العاصمة وهو ما قام به أحد أئمة مساجد بلدية بولوغين واختار أن تكون خطبة جمعته حول خصال الصحابة الكرام في تسيير شؤون دينهم ودنياهم تلك الخصال التي أصبحت غائبة اليوم في المجتمع الجزائري وحسب إمام المسجد فإن سلوك العديد من المواطنين اليوم والشباب على وجه الخصوص أصبح بعيدا كل البعد عن تعاليم وقيم ديننا الحنيف بسبب انتشار مظاهر الفسق والفواحش التي أصبحت من يوميات الجزائريين ناهيك عن غياب احترام الناس لبعضهم البعض والرحمة التي تكاد تكون منعدمة على خلاف ما كان في زمن الصحابة الكرام. ...وأئمة آخرون التزموا بالخطبة الموحدة إلا أنه ومن جهة أخرى هناك بعض أئمة المساجد من امتثلوا لقرار توحيد خطبة الجمعة التي تهدف إلى التحسيس بالمخاطر المحيطة بالبلاد بالإضافة إلى انتشار بعض الأفكار الطائفية والمهدمة للصفوف من بينهم إمام المسجد الكبير بساحة الشهداء هذا الأخير ركز كل خطبته على الحفاظ عن الوطن وذلك بضرورة الابتعاد عن التطرف في الدين وكل فكر يمكن له أن يشوش على البلاد والعباد لأن دعاة التطرف للأسف وحسب الإمام يغرسون سموما في نفوس الشباب اليوم وهو ما يجعلهم يؤمنون بأفكار خاطئة للغاية وهو ما يدفع بالبعض منهم إلى التفكير في الجهاد وخير مثال على ذلك ما يقع في العديد من البلدان الإسلامية التي تبنى شبابها أفكارا متطرفة ما جعل العديد من التنظيمات الإرهابية للأسف تعصف بالعديد من البلدان العربية على غرار ما هو واقع في سوريا التي عاث فيها تنظيم داعش الفساد وما هو واقع في العراق وليبيا وغيرها من الأقطار العربية لذلك دعا الإمام إلى ضرورة حماية الجزائر من كل ذلك وعدم السير وراء أفكار متطرفة هدامة يمكن لها أن تخرب المجتمع وتقضي على تماسكه ووحدته وتهدد أمنه واستقراره.