خشية وقوع المصلّين في فخّ التطرّف ** اِهتدت وزارة الشؤون الدينية إلى خطّة جديدة لصدّ انحرافات الخطاب المسجدي في الجزائر وذلك من خلال إعداد موسوعة رسمية خاصّة لخطب الجمعة تمهيدا لتسليمها لخطباء المساجد عبر الوطن في إجراء احتياطي ينسجم مع المناخ الأمني المضطرب المحيط ببلادنا والذي يتغذّى من انتشار الأفكار المتطرّفة في أوساط الشباب. تعكف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على وضع موسوعة رسمية خاصّة لخطب الجمعة تمهيدا لتسليمها لخطباء المساجد للاسترشاد بها والاستفادة ممّا تحويها من معلومات فقهية يحتاجها الخطيب. وعلمت (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصّة بأن موسوعة خطب الجمعة التي يجري إعدادها من قِبل وزارة عيسى ستقسّم إلى أربعة أو خمسة مجلّدات هي: (العقيدة العبادات الأخلاق والسلوك والأسرة). وستتناول الموسوعة -حسب ذات المصادر- مواضيع مختلفة وشاملة يمكن للخطيب أن يسترشد بها طوال العام وروعي فيها الهدي النبوي في الخطب وأن تكون ذات فائدة للمجتمع بأسلوب ميسّر ووسطي معتدل على أن تحوي خطبا شاملة لأبرز المواضيع التي تعالج حاجة النّاس في عقيدتهم وعباداتهم وحقوق وُلاّة أمرهم ووطنهم وأخلاقهم وسيتمّ وضعها لاحقا على موقع الوزارة الالكتروني. وصارت المساجد منذ أسابيع بموجب خطّة حكومية أمنية غير معلنة تحت رقابة مصالح الأمن ومحلّ تقارير ترفع تباعا إلى السلطات العليا في البلاد حول حركة وطبيعة الخطاب المسجدي بعدما بات مصدرا للقلق لا سيّما أمام الانتشار اللاّفت للعديد من التيّارات والأفكار الدينية المتطرّفة والغريبة باعتراف وزير الشؤون الدينية نفسه محمد عيسى بوجود حملات لسلفنة المساجد وتشييعها وإطلاق أفكار لم يعهدها الشعب الجزائري هذه الأفكار التي تحاربها السلطات. هذه التصريحات لوزير الشؤون الدينية والأوقاف خلّفت تباينا في الأوساط الدينية خصوصا بعد توعّده بفصل الأئمة غير الملتزمين بالمرجعية الوطنية. في اتّصال ل (أخبار اليوم) ببعض الأئمة في الجزائر العاصمة نفى هؤلاء أن تكون وزارة الشؤون الدينية تجبرهم على خطبة هي التي تكتبها فكلّ ما نسمعه من خطب في مختلف المساجد هو اجتهاد فردي من الأئمة وفي أحسن الأحوال تقترح وزارة الأوقاف وأحيانا تنصح بعض أئمة الولايات بالتطرّق إلى مواضيع قد يكون لها شأن بالحدث الدولي مثل معاناة إخواننا في فلسطين وسوريا أو أحداث وطنية مثل ذكرى الثورة دون أن تجبرهم على الخوض في هذه المواضيع أو تتابعهم إن رفضوا النصيحة أو الاقتراح. هذا وتقول تقارير من وزارة عيسى إن ما لا يقلّ عن عشرين مليون جزائري وجزائرية يتابعون خطبة الجمعة سواء في المساجد أو عبر التلفزيون أو عبر مختلف الإذاعات الوطنية والمحلّية وهو رقم كبير من المفترض أن يمنح لهذه الخطبة مكانة تعلو كلّ الخطب السياسية والاجتماعية والتعليمية التي تصله من مختلف المنابر والمؤسّسات والتي لا يتابعها إلاّ القلّة من النّاس لاسيّما وأن الظرف الحالي من مناخ سياسي وأمني محيط بالجزائر يجعل أيّ انحراف في الخطاب المسجدي يمكن أن يجرّ إلى تجاوزات وأحداث عنف.