وزير الداخلية الألماني: سنوقف مراقبة الحدود بشرط ** *لاجئون يهربون من مخيمات اليونان لتفادي الترحيل اقترحت المفوضية الأوروبية إجراءات فنية لتقوية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تسعى فيه للتعامل مع التدفق غير المحكم للمهاجرين والتهديدات الأمنية في أعقاب الهجمات الدامية في باريس وبروكسل بحيث تحول المهاجرون الى كبش فداء للحرب والنزاع بين الدواعش والغرب ! ق.د/وكالات عززت الهجمات الدامية التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها من موقف من يطالبون بإجراءات أمنية مشددة وتفتيش وفحص بيانات في مواجهة من يحذرون من خطر ارتكاب انتهاكات ومن تقويض الخصوصية إذا ما جرى تشديد المراقبة. وفي اقتراحها قالت المفوضية الأوروبية إن الهجمات في باريس وبروكسل (سلطت الضوء بشكل أكبر على الحاجة للانضمام لإدارة حدود الاتحاد الأوروبي وتقويتها والتعاون فيما يتعلق بالهجرة والأمن). وسلط روب وينرايت رئيس وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) الضوء بشكل منفصل على (الصلة غير المباشرة) بين أزمة الهجرة في أوروبا التي استقبلت أكثر من مليون شخص خلال العام الماضي وتهديد المتطرفين قائلا إن بعض المتطرفين استغلوا فوضى تدفق المهاجرين للتسلل. لكن الاتحاد الأوروبي به أكثر من عشرة قواعد بيانات مجزأة لإدارة الحدود وإنفاذ القانون وتعاني من ثغرات وكثيرا ما تكون غير قابلة للتشغيل. ومن ثم تقدمت المفوضية الأوروبية مقترحات فنية لتعزيزها وتحسين طريقة التواصل فيما بينها بما في ذلك تشكيل واجهة بحث مشتركة. وفي السياق رجح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير إمكانية وقف إجراءات مراقبة الحدود التي فرضتها بلاده لوقف تدفق اللاجئين إذا ما واصل هذا التدفق تراجعه. وقال الوزير إن بلاده قد ترفع هذه المراقبة في ماي المقبل. وكانت ألمانيا قد شددت من إجراءات المراقبة البرية بشكل مؤقت في سبتمبر الماضي حين كان أكثر من عشرة آلاف مهاجر ولاجئ يتدفقون يومياً على ألمانيا. المأساة متواصلة في اليونان في الأثناء أفادت مصادر في اليونان بأن بعض اللاجئين هربوا من مخيماتهم خوفا من ترحيلهم إلى تركيا وأن كثيرا منهم قدموا طلبات لجوء سياسي إلى اليونان حتى لا يعادوا إلى تركيا التي يرونها بلدا غير آمن. في هذه الأثناء تراجع تدفق اللاجئين إلى ألمانيا بشكل كبير منذ إغلاق طريق مقدونيا الذي كان اللاجئون يقطعونه خلال رحلتهم من اليونان وصولا لأوروبا الغربية في حين تستعد اليونان لترحيل آلاف اللاجئين العالقين فيها تطبيقاً للاتفاق التركي الأوروبي. وفي سبتمبر الماضي وصل عدد اللاجئين الذين يدخلون يوميا إلى ألمانيا إلى أكثر من 10 آلاف يأتون سيرا على الأقدام. أما الآن وبعد إقفال طريق البلقان تراجع هذا الرقم إلى 140 فقط مما دفع وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير إلى إعلان وقف المراقبة البرية في ماي المقبل إذا ما تواصل تراجع تدفق اللاجئين. احتواء الاتحاد الأوروبي لأزمة اللاجئين انعكس مأساة بالنسبة لآلاف العالقين في اليونان فالطريق أمامهم مقفلة ولم تفلح اعتصاماتهم اليومية بالضغط على مقدونيا لفتح حدودها مع اليونان ليعبروها وصولاً لأوروبا الغربية. بموجب الاتفاق التركي الأوروبي سيعود كل العالقين في اليونان إلى تركيا وهذا الاتفاق شهد أول تطبيق له الجمعة الماضية بإعادة نحو 200 لاجئ من اليونان إلى تركيا معظمهم غير سوريين. وبالمقابل تعهدت ألمانيا بمنح عدد مماثل من السوريين في المخيمات التركية حق اللجوء لديها. ورغم الانتقادات الموجهة لهذا الاتفاق إلا أن مسؤولين أوروبيين يقولون إنه سيمنع آلاف اللاجئين من المخاطرة بحياتهم بحرا. كما سيحمي الاتحاد الأوروبي دوله من المخاطر الأمنية التي تصاحب دخول أعداد كبيرة من اللاجئين.