تسعى الحكومة الروسية إلى إذلال المسلمين، وحرمانهم من حقوقهم المدنية، ومحاولة قمع الإسلام بالبلاد، في ظل سيطرة الدولة على الإدارات الدينية، التي يدين رؤوسها بالولاء لروسيا، ويعملون على تنفيذ رغباتها.. واقعٌ سلّط عليه الضوءَ الشيخ راوي عين الدين، رئيس مجلس المفتين في روسيا، ليلقي بظلاله على الأوساط الدينية والسياسية بموسكو. وخلال مقابلة مع راديو (الحرية)، قال الشيخ راوي عين الدين: "إن روسيا تسعى للتفريق بين المسلمين ومنع وحدتهم"، مشيراً بذلك إلى رفض السلطات الرسمية اقتراح توحيد دور الإفتاء الثلاثة, بحجة أنها "لا تتطابق مع سياسة الدولة". هذه التصريحات لم تكن الأولى من نوعها، التي يطلقها رئيس مجلس المفتين الروسي, عين الدين, فقد شبه من قبل أعضاء مجلس الإفتاء الروسي "المجلس الإسلامي" بالدمى في أيدي الدولة الروسية, قائلاً: إن هناك جهات في السلطة تريد فرض أفكارها الخاصة على الإدارات الدينية من خلال نفوذها بالدولة. أما ما أثار حفيظة عين الدين هذه المرة، فهو ما أعربت عنه الدولة الروسية في الآونة الأخيرة من نيتها تشكيل مجلس رابع للإفتاء, الأمر الذي وصفه بأنه مؤامرة مكشوفة تهدف إلى وأد عملية توحيد الإدارات الدينية المزمع تطبيقها, قائلًا: "بدون شك أن أعضاء مجلس المفتين المنشأ حديثًا, والذين يعملون لحساب الحكومة الروسية, سيسعون لقمع الإسلام في روسيا, لاسيما بعد علمهم أن الإسلام في روسيا يشهد في الوقت الراهن نمواً وتصاعدًا، وهذا ما بدأ يتحقق بالفعل". وتعليقاً على أعمال الشغب الأخيرة في موسكو الشهر الماضي, بدافع من العداء العرقي, قال عين الدين: توجد ضغوط قوية تمارَس في العاصمة ، حيث يعيش أكثر من 2 مليون مسلم, لا يجدون ما يكفي من مساجد, ويضطرون لأداء صلاتهم في الشوارع المغطاة بالثلوج، وعلى قضبان الترام، وحتى في باحات الكنيسة, وهو الوضع الذي اعتبره إهانة شديدة، واستمراراً لسياسة إذلال المسلمين، والتمييز ضد الحقوق المدنية. مشيراً إلى أن "العالم بأسره يمكنه أن يرى ذلك". يُشار أن عدد المساجد في روسيا قد تقلص بشكل كبير, حيث كان عدد المساجد في روسيا القيصرية قبل ثورة أكتوبر 1917 ما يقرب من 14300 مسجد، بينما لا يوجد الآن سوى 7500 مسجد. وقال عين الدين: إنه تقدّم بالكثير من الرسائل إلى الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين لتخصيص الأراضي اللازمة دون جدوى أو تلقي أي رد حتى اليوم، برغم أن القضية تمثل مطلباً مُلِحًّا لكل مسلمي روسيا. من ناحيةٍ أخرى, تجبر الطالبات المسلمات في روسيا بين الحين والآخر على نزع الحجاب, حيث منعت إدارة جامعة بيتي جورسك الحكومية مؤخرًا الطالبات من ارتدائه, مبدية تخوفها من انتشار "ظاهرة الحجاب"، على اعتبار أن الجامعة علمانية وتخضع لقانون دولة علماني، لذا فينبغي على الطالبات الالتزام بالزي الذي يعكس هوية الدولة، برغم أن الدستور لا يمنع ذلك. ويشكل المسلمون في روسيا حوالي 15% من نسبة السكان, والبالغ عددهم حوالي 140 مليون نسمة, أي أنه يعيش في روسيا نحو 20 مليون مسلم. * تعليقاً على أعمال الشغب الأخيرة في موسكو الشهر الماضي, بدافع من العداء العرقي, قال عين الدين: توجد ضغوط قوية تمارَس في العاصمة ، حيث يعيش أكثر من 2 مليون مسلم, لا يجدون ما يكفي من مساجد, ويضطرون لأداء صلاتهم في الشوارع المغطاة بالثلوج، وعلى قضبان الترام، وحتى في باحات الكنيسة, وهو الوضع الذي اعتبره إهانة شديدة، واستمراراً لسياسة إذلال المسلمين، والتمييز ضد الحقوق المدنية. مشيراً إلى أن "العالم بأسره يمكنه أن يرى ذلك".