طالب رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة أمس الأربعاء بشرم الشيخ، جنوب مصر، بالقيام بحشد الجهود على المستوى الدولي لرفع الحصار عن قطاع غزّة والانطلاق في عملية الإعمار، مؤكّدا أن عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط أصبحت في طريق مسدود· وذكّر الرئيس بوتفليقة في كلمة له خلال القمّة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية الدول العربية بالقرار التي اتّخدته قمّة الكويت بإعادة إعمار قطاع غزّة في أعقاب ما لحق به من دمار وحشي بفعل العدوان الصهيوني الغاشم· وبعد أن عبّر عن أسفه لكون عملية الإعمار لم تعرف الانطلاق بعد جرّاء الحصار الصهيوني الجائر المفروض على قطاع غزّة، دعا الرئيس بوتفليقة إلى رفع الحصار الصهيوني وإزالة كلّ العراقيل التي وضعها الاحتلال، والتي حالت دون الشروع في عملية الإعمار· وقال بوتفليقة: لقد اتّخذت قمّتنا في الكويت قرارا بإعادة إعمار قطاع غزّة في أعقاب ما لحق به من دمار وحشي بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم، وفي هذا الإطار أعلنت الجزائر مساهمتها المقدّرة ب 200 مليون دولار أمريكي لرفع الغبن والمعاناة عن إخواننا الفلسطينيين، لكن عملية الإعمار ويا للأسف الشديد لم تعرف الانطلاق بعد جرّاء الحصار الصهيوني الجائر الذي ما انفكّ مفروضا على هذا القطاع، مضيفا: إننا إذ ندعو إلى رفع الحصار الإسرائيلي وإزالة كلّ العراقيل التي وضعها الاحتلال، والتي حالت دون الشروع في عملية الإعمار نرى ضرورة الإسراع في وضع الآليات العملية المناسبة القمينة بإتاحة تجاوز العراقيل المفروضة، وعلينا أن نقوم بحشد الجهود على المستوى الدولي لرفع الحصار والانطلاق في عملية الإعمار· كما ذكر الرئيس بوتفليقة أن طريق عملية السلام في الشرق الأوسط أصبح مسدودا دون أيّ أفق منظور، وهو الأمر الذي قد يتسبّب في تفاقم الأوضاع ويضع المنطقة برمتها مجددا على طريق المجهول، مشيرا إلى أن أسباب هذا الانسداد والمتسبّب فيه معروفة لدى الجميع· فالمجتمع الدولي لم يستطع إقناع إسرائيل بأهمّية السلام ليس بالنّسبة للفلسطينيين فحسب، بل للسلم الدولي كلّه ولا هو استطاع إجبارها وفقا للشرعية الدولية على الاعتراف بالحقوق العربية المشروعة· ومن أجل تفادي الانزلاقات الخطيرة وتبعاتها على السلم والأمن الدوليين بسبب تعنّت إسرائيل وإصرارها على مواصلة الاحتلال يتعيّن على القوى الدولية، لا سيّما الرباعية التي أنيط بها إيجاد حل شامل لقضية السلام في الشرق الأوسط· وجدّد الرئيس بوتفليقة من جهة أخرى دعم الجزائر المطلق لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ولحقه في استرجاع كافّة حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف وفي مقدّمتها حقّه في إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس طبقا للشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة إضافة إلى الانسحاب من سائر الأراضي العربية المحتلة· ** الاستثمارات أساس التكامل العربي من جهة أخرى، أكّد رئيس الجمهورية أن الاستثمارات العربية البينية هي المدخل الأفضل لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتجسيد التنمية الاقتصادية العربية المنشودة داعيا الدول العربية إلى بذل جهد أكبر لتكييف أطرها التشريعية والتنظيمية لفتح المجال أمام الاستثمارات ورؤوس الأموال العربية· يذكر أن القمّة تبحث تدعيم علاقات التعاون بين الدول العربية والعمل على بلورة استراتيجيات تنموية وتحقيق التعاون مع المنظّمات الإقليمية والمؤسسات الدولية· وقرّر القادة العرب في ختام أشغال القمّة الاقتصادية العربية الثانية مساء أمس تدعيم الربط البحري العربي من خلال قيام الدول العربية بتحديد موانئها الرئيسية وتطويرها ليتوافر فيها عوامل الأمن والسلامة والمعايير الدولية المعمول بها· وأكّد القادة العرب في قراراتهم الاقتصادية الختامية للقمة على ضرورة إعطاء التشغيل وخاصّة تشغيل الشباب أولوية لمواجهة تحدّي البطالة وأخطارها على الأمن الوطني والقومي وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال·