* ما حكم الإسلام في أعمال السلب والنهب التي حدثت في تونس بعد سقوط النظام؟ وهل يجوز الاعتداء على الممتلكات الخاصة بالفاسدين والظالمين؟ ** يجيب د. مولاي عمر بن حماد بالقول: ** أعمال السلب والنهب محرمة شرعاً، ومن وصله شيء مسلوب فليعلم أنه لا يحل له ووجب ردُّه، ولا يجوز إطلاقاً الاعتداء على الممتلكات الخاصة ببعض المتهمين بالفساد والظلم لمجرد الشبهة، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، ونعت الناس بالفاسدين والظالمين ينبغي أن يكون على بينة، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، فأموال الظالمين كلها محرَّمة سواء كانت من المال العام، أو من أموال المظلومين، والدولة وليس الأفراد هي الكفيلة برد الحقوق حتى لا تكون فتنة. هذا خلاصة ما أفتى به د. مولاي عمر عضو رابطة علماء المغرب، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح وإليك نص فتواه: في البداية نرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون ما وقع في تونس مؤشرا لفجر جديد ولغدٍ أفضل، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيئ لتونس من عقلائها ومعتدليها من يقود سفينتها بما يحفظ كرامة كل أبناء تونس. أما بخصوص أعمال السلب والنهب التي جرت وفق ما نقلت بعض وسائل الإعلام فهي كما سماها السائل "سلب ونهب" وهي محرمة شرعاً. والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" سورة المائدة الآية: 8. فالمواطن الصالح لا يمكن أن يبرِّر لنفسه أعمال السلب والنهب لأن أصل الاحتجاجات التي وقعت في تونس كانت ضد السلب والنهب والقهر والقمع؛ فكيف ندفع السيئة بالسيئة؟!، بل نحن ندفع السيئة بالحسنة، والله سبحانه وتعالى يقول "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الأعمال توقفت وأن يعود الأمن والاستقرار إلى تونس. وعلى الذي وصله شيء من هذه الأشياء المسلوبة فليعلم أنها لا تحل له، وعليه أن يجتهد في إيجاد وسيلة لردها إلى أصحابها. أيضا لا يجوز إطلاقا الاعتداء على الممتلكات الخاصة بمن سماهم السائل (بالفاسدين أو الظالمين)، بل أقصى ما يمكن هو محاكمتهم، أو محاكمة المتهمين منهم، وإن كنت أميل إلى العفو وأنصح به كما أمر ربنا سبحانه:"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ" "وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى". ونحذر من أي تنزيل للأحكام الشرعية في غير محلها، فلا يجوز أن ينصب الإنسان نفسه قاضيا يحكم على الناس لمجرد الشبهة، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولقد كان من مطالب المحتجين تحقيق العدل، فينبغي أن يكونوا أحرص الناس عليه. وعليه فإن نعت الناس بالفاسدين والظالمين ينبغي أن يكون على بينة، فقد يكون بعضهم إنما كان تحت الضغط، ولا يملك أن يعبر عن رأيه، ومثل هذا لا يحكم عليه بالفساد والظلم، بل هو مكره. وفي الأخير نذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، فعلى أبناء تونس أن يفوتوا الفرصة على المتربصين ببلادهم من عصابات النهب والسلب، وأن ينتقلوا إلى بناء بلدهم بكل طاقاتهم وإمكاناتهم. والله أعلم. * لا يجوز إطلاقا الاعتداء على الممتلكات الخاصة بمن سماهم السائل (بالفاسدين أو الظالمين)، بل أقصى ما يمكن هو محاكمتهم، أو محاكمة المتهمين منهم، وإن كنت أميل إلى العفو وأنصح به كما أمر ربنا سبحانه:"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ" "وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى".