أجمع مشايخ ودعاة السلفية على ضرورة اللجوء الى أهل العلم والدين الكبار على خلفية أنه "لا خبير بمسائل الدماء إلا أهل العلم"، ووجه هؤلاء دعوة للآباء والأمهات "أن ينصحوا أبناءهم ليجلسوا الى أهل العلم الكبار في المسائل الدينية" والابتعاد عن فتاوى الأشرطة السمعية والبصرية و"المواقع العنكبوتية" على حد وصفهم الذي يختفي وراءها "جبناء بأسماء مستعارة". * * - "الجماعة السلفية" تقوم ب"جهاد الضلال" في طاعة الشيطان * * وجدد هؤلاء المشايخ دعوة المسلحين في الجبال الى وضع السلاح في شهر رمضان الكريم حيث تكون "النفس أدعى للتوبة والرجوع الى الله"، كما رافعوا عن دور المسجد وفندوا ما يتردد بأنه "مصدر الإرهاب". * تواصل إذاعة القرآن الكريم بث حلقات تتعلق بالتفجيرات الانتحارية ينشطها رجال دين من الذين يحظون بتقدير كبير في الجزائر، ونشط الحصة الأخيرة فضيلة الدكتور محسن العواجي عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري أحد أبرز مشايخ السلفية وهو جزائري مقيم بالمملكة السعودية، رضا بن سالم والدكتور نبيل المصطفى العثماني حيث أثاروا مجددا مدى شرعية العمليات الانتحارية، تحت عنوان "لا تقتلوا أنفسكم". * وطرحت الحصة مسألتين تتعلقان لعدم شرعية الاعتداءات الإنتحارية من خلال الإستناد الى دلائل دينية من كتاب الله والسنة النبوية، والتأكيد من خلال نداءاتهم على استمرار سريان العمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية في محاولة أخرى لطمأنة الراغبين في تسليم أنفسهم بإمكانية استفادتهم من تدابيره. * وقال الدكتور محسن العواجي في تدخله "أستغرب مكابرة هذه الفئة (يقصد أتباع درودكال) وانتم تمدون لها يد المصالحة وهم يقتلونكم"، مؤكدا أن الإسلام بريء من أفعالهم "ولا يظنوا أنهم سيخدعون الأمة لأن الأمة الإسلامية تعرف الإسلام وقيمه والرسول صلى الله عليه وسلم ما سمح لأحد بضرب عنق شخص لأنه نافق...". واعتبر شرعا أن الاعتداءات الإرهابية وخاصة الإنتحارية في الجزائر "غير مقبولة شرعا لأن فيها اعتداءات على الحرمات وتخريب للممتلكات"، قبل أن يخاطب قادة الإرهاب في الجبال بالقول "ليتقي هؤلاء الذين يستغلون الناس المساكين ويلغمونهم بالمتفجرات ويدفعونهم لقتال المسلمين". * وذهب الشيخ رضا بن سالم في نفس الاتجاه عندما حدد أسباب ودوافع الاعتداءات الإنتحارية في الجهل بالدين "لو جلسوا في المساجد وتعلموا الخير فيما هو مبثوث ولو درسوا الدين لتعلموا علم اليقين أن هذه الأعمال محرمة وتحريمها شديد ومانعة لدخول الجنة" لأنها تتعلق بدماء المسلمين التي حرمها الله، مشيرا إلى تحريم ما يروع المسلم مزحا فكيف بترويعه وقتله بالقول "العلماء قرروا أن ترويع المسلم بسيف أو بأفعى لا يجوز شرعا". * واعتبر الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري أن التفجيرات الإنتحارية لا تحتاج الى فتوى أو رأي لأن "عرضها على أي جهة لأنكرتها"، وأدرج اعتداءات تنظيم المدعو درودكال ضمن "مصائب هذا العصر" على خلفية أن منهج التكفير المعتمد "لا كوابح له". * وواصل شيخ السلفية مخاطبا المسلحين الشباب بجرأة "ننصح هؤلاء الشباب أن يكونوا صادقين ولا يأخذوا الفتاوى من المواقع العنكبوتية"، ووصف أصحاب هذه الفتاوى ب"الجبناء الذين يختفون بأسماء مستعارة" جهلة ونكرة أفسدوا على الناس دينهم، وشدد على هؤلاء أن "يعرفوا الجهاد البدعي الذي هو جهاد الضلال في طاعة الشيطان كالخوارج"، وختم الدكتورنبيل مصطفى العثماني مداخلته بنداء لمن وصفهم ب"القابعين في الجبال" قال فيه "سلفكم ليس الصحابة والعلماء والدعاة فتوبوا الى ربكم، يد الدولة مبسطة لكم".