ق. حنان إذا كانت الكثير من الفتيات والسيدات، قد يستغنين طوعا أو كراهية عن عدد من أدوات ووسائل التجميل كالبودرة وملمع الشفاه وظلال الجفون واحمر الخدود وغيرها، فانه مما لا مجال لمناقشته أبدا هو استغناؤها عن الكحل، تلك الوسيلة التجميلية العربية الأصلية التي لم تفلح كافة موضات التجميل العالمية في إلغائها، قبل أن تجد نفسها مجبرة على أن تكون إحدى أهم وأكثر موضات الزينة والجمال حضورا، فتعددت تقنيات وأساليب استخدام الكحل، لأجل إعطاء نظرة جذابة على العين، وإضفاء المزيد من السحر والجاذبية عليها. وتقبل الكثير من الفتيات في الجزائر على استخدام الكحل واقتنائه بكثرة، بل أن منهن من تعتمد عليه اعتمادا كليا، ولا تحتفظ في حقيبة يدها إلا بأنواع من الكحل وأقلامه المميزة، المستوردة من الخارج أو من بعض الدول العربية والإسلامية، وكثيرات يقتنين أنواعا منه تعرض على الأرصفة وفي المحلات بأثمان بسيطة للغاية، وتعتقد العديد منهن، أن الكحل ليس كبقية المواد التجميلية الأخرى، لأنه مادة طبيعية في الأساس، ولا يمكن بالتالي الغش فيه أو التلاعب بمكوناته مع أن العكس هو الصحيح، فالكحل وعلى الرغم من أهميته في حياة كل أنثى، إلا أن ذلك لا ينفي وجود كثير من المخاطر المتعلقة به، خاصة بالنسبة للأنواع الرديئة منه، أو التي تباع بأثمان بخسة، حتى وان كان بعضُها مستورداً من بعض الدول العربية والإسلامية كالسعودية والباكستان مثلاً، وتختلف أسعار هذه الأنواع من الكحل ما بين 50 دج إلى 250 دج، أما عن أقلام الكحل العادية الأخرى فهي تتراوح أيضا ما بين 25 إلى 300 دج أحيانا حسب النوعية، ولا تدرك الكثيرات للأسف المخاطر الكثيرة التي يمكن أن يحتويها الكحل، خاصة وانه يمس عضوا حساسا جدا وهو العين، ولذلك فمن الضروري دائما التنبيه إلى جملة المخاطر الصحية التي تشتمل عليها بعض أنواع الكحل، حيث حذرت دراسة سعودية نُشرت مؤخرا من أن الكحل يضر بعيون النساء ويؤذي البصر وخصوصا تلك الأنواع الشائعة في المنطقة العربية والخليجية، لاحتوائها على نسبة كبيرة من الرصاص. ووجد الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد تحليل عينات عشوائية من الكحل الذي يباع عند العطارين، وهو متوفر أيضا في الأسواق الجزائرية، والأنواع الهندية على الأخص أن نسبة الرصاص فيها تتراوح بين 85% إلى 100% في كل غرام من الكحل. وأوضح الأطباء أن هذه النسبة من الرصاص تضر بالعيون وخصوصا عند الأطفال بعد أن تبين وجود علاقة بين استخدام الكحل وتسمم الرصاص عند الأطفال، وما يسببه من اعتلالات دماغية مشيرين إلى أن مثل هذه الاعتلالات تسبب زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال إلى 25%. وحذر الاختصاصيون من عدم صحة المعتقدات الشائعة بأن الكحل يزيد من سماكة الرموش ومتانتها. وأفضل أنواع الكحل وأجودها (الإثمد) وهو حجر الكحل الأسود ، يُؤتى به من أصبهان، وهو أفضله، ويؤتى به من المغرب أيضا، وأجوده السريع التفتيت، وداخله أملس ليس فيه شيء من الأوساخ.