عادت الاضطرابات الجوّية من جديد بعد موجة استقرار وارتفاع في درجات الحرارة غير المعهودة في مثل هذا الشهر من فصول السنة، حيث تشهد منذ يوم الخميس العديد من مناطق الوطن منخفضا جويا وهو عبارة عن كتلة هواء باردة قادمة من أوروبا الشرقية محمّلة بأمطار غزيرة وبرودة مرفوقة بتساقط الثلوج على المرتفعات الشمالية، خاصّة منها الشرقية التي يزيد علوها عن 600 متر، لتزيح بذلك الكتلة الهوائية الساخنة التي ميّزت العديد من ولايات الوطن بعدما دامت لأكثر من أسبوعين، على أن تتحسّن الأجواء تدريجيا ابتداء من يوم الأحد· وحسب المكلّف بالإعلام لدى الديوان الوطني للأرصاد الجوّية السيّد عمبر، فإن الاضطراب الجوّي الذي تشهده مختلف المناطق الشمالية للوطن منذ يوم الخميس الماضي ناتج عن تسرّب كتلة هواء باردة قادمة من أوروبا الشرقية تسبّبت في تكوين اضطرابات جوّية على مستوى البحر الأبيض المتوسّط وشمال المغرب، حيث يرتقب حسبه أن تبقى الأجواء باردة نهار اليوم وغير مستقرّة على المناطق الشرقية مع تساقط أمطار تكون معتبرة محلّيا· كما يشاهد تساقط الثلوج على المرتفعات بالمناطق الشمالية، خاصّة منها الشرقية، والتي يزيد علوها عن 600 متر، أمّا الأمطار فتكون بأقلّ حدّة على المناطق الجنوبية· من جهتها، سجّلت ذات المصالح انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة، حيث تتراوح بين 10 و14 درجة مئوية على المناطق الساحلية، 10 درجة بالعاصمة، 10 بعنابة و14 بوهران، أمّا المناطق الداخلية فتتراوح بين 4 بكلّ من سطيف وباتنة، 6 درجات بكلّ من قسنطينة وتيارت، أمّا بمعسكر فستسجّل بها 11 درجة مئوية، في حين يسجّل ما بين 12 و16 درجة على مستوى المناطق الجنوبية كبسكرة وبشار على التوالي· وهي معدّلات تسجّل في الفترة الصباحية قد تصل إلى ما دون تحت الصفر على المناطق الداخلية والصحراوية بسبب التأثّر بالثلوج المتساقطة، أمّا الرّياح فتكون من معتدلة إلى قوية على بعض المناطق الساحلية تتراوح بين 30 و50 كلم في الساعة· ويشير المكلّف بالإعلام إلى أن الاضطراب الجوّي هذا الممتدّ من يوم الخميس سيستمرّ إلى غاية يوم الأحد، حيث ستتحسّن الأجواء تدريجيا لتبقى الأوضاع غير مستقرّة، في حين يسجّل تساقط بعض الزخّات من الأمطار غير أنها تكون بأقلّ حدّة، خاصّة على المناطق الغربية والوسطى وهذا راجع إلى تمركز الكتلة الهوائية الباردة على المناطق الشمالية للوطن طيلة الأيّام القادمة· وبهذا التغيّر في الطقس يكون الفلاّحون قد استبشروا خيرا بهذه الأمطار التي غابت لفترة متباينة خلال هذا الشهر الجاري المعروف عنه بكثرة تساقط الأمطار والثلوج، ممّا يزيح عنهم مخاوف الجفاف التي بدأت تشغل بالهم خلال الأيّام الأخيرة·