تفاديا لتكرار مهازل الغش وتسريب الأسئلة ** نصف مليون مستخدم لتأطير الامتحانات النهائية - كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط عن تدابير وتوجيهات جديدة سيتم اتخاذها خلال امتحانات شهادة الباكالوريا من اجل تفادي ظاهرة الغش التي بات الباك يتميز بها في السنوات الأخيرة ومن اجل إثبات قدرتها على تسيير الامتحانات بصفة جيدة على عكس شهادة التعليم المتوسط التي أثبتت الوزارة فشلها مرة أخرى في التعامل معها بالطريقة المطلوبة بعد أن تم تسريب أسئلة مادة اللغة العربية أول أمس ونشرها على الفايسبوك . قالت بن غبريط أمس لدى نزولها ضيفة على ركن ضيف التحرير للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية أنه سيتم وضع كافة الوسائل لمنعها وقالت إنه لدينا اليوم وسائل لكشف الغشاشين سواء المرسل أو الذي يساعده مؤكدة أن الامتحانات ستمر بنجاح رغم تضخيم مسألة الغش التي يراد من ورائها التشكيك في مصداقية الامتحانات على -حد تعبيرها-. وحول التوجيهات المتعلقة بشهادة البكالوريا التي سيجتازها أكثر من 800 ألف تلميذ هذه السنة قالت بن غبريط أنها سترتكز أساسا على التحسيس خاصة مع الظاهرة الجديدة التي رافقت تكنولوجية الجيل الثالث أين سيتم منع الدخول إلى الأقسام بالهاتف النقال سواء للتلاميذ أو المؤطرين. ومن جانب آخر أكدت وزيرة التربية الوطنية أن كافة الاستعدادات لامتحانات نهاية السنة قد استكملت بمشاركة القطاعات المعنية لاسيما مصالح الأمن والحماية المدنية فيما جندت وزارة التربية نحو 500 ألف مستخدم لتأطير الامتحانات النهائية الثلاثة فضلا عن الجوانب المادية اللازمة. في حين عادلت الميزانية السنوية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات إنجاز 106 مدرسة ابتدائية يضاف إليها كل التكاليف المتعلقة بالجانب اللوجيستي خلال فترة الامتحانات وكذلك ما يتم إنفاقه من طرف السلطات المحلية حيث قدرت على -حد قول- بن غبريط 526 مليار سنتيم. ومن جهة أخرى صرحت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أن التعليمات الخاصة بجعل أسئلة امتحانات نهاية السنة في المتناول تعود إلى عدة سنوات مضت ويعتمد في وضعها على الدروس التي قدمت للتلاميذ وتكون في مستوى متوسط الأقسام. وفي هذا الصدد كشفت المسؤولة الأولى على قطاع التربية الوطنية أن المقاربة المعتمدة منذ سنة 2015 تتمثل في التعامل مع البرنامج دون التقيد بالمقرر بحذافيره ومنح استقلالية في تقديم الدروس لأن المقرر هو وسيلة للتلميذ أما البرنامج فهو المرجعية الأساسية فيما أوضحت أن الاعتماد على المقرر هو الذي دفع باعتماد سياسة العتبة وقد تم اعتماد هذه المقاربة بعد ملاحظات تم الوقوف عليها بخصوص تقديم المقررات الدراسية وهي من بين السبل التي تم استكشافها في تقديم البرامج بإعطاء نوع من الاستقلالية للأستاذ الذي يقدر كيفية تقديمها للتلاميذ حسب مستوى الأقسام. أما فيما يتعلق بالإعلان عن النتائج صرحت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أن ذلك سيكون نهاية جوان أو بداية جويلية على أبعد تقدير. في حين أكدت أنه مما تتضمنه هذه التعليمات أيضا أنه عند وضع الأسئلة يجب الأخذ في الحسبان استقلالية الأسئلة بحيث أن التلميذ في حال لا يستطيع الإجابة على السؤال الأول يمكنه الاستدراك بالإجابة على السؤال الذي يليه وهو فحوى البروتوكول المعتمد والذي تم على أساسه تكوين المفتشين والأساتذة الذين يرسلون على مدار السنة الأسئلة التي يقترحونها إلى الديوان الوطني للامتحانات الذي يحوز حاليا على بنك للأسئلة وفي ردها على سؤال خاص بإنهاء كافة المؤسسات المقرر. إجراءات صارمة.. أكد رئيس ديوان وزارة التربية الوطنية عبد الوهاب قليل أن الوزارة بالتنسيق مع مصالح الأمن ووزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال اتخذت إجراءات صارمة تحسبا لأي محاولة غش في امتحان البكالوريا. وأوضح السيد قليل في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن من بين الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها تزويد مراكز الإمتحان بأجهزة الكشف عن أي وسيلة إلكترونية قد تستعمل في قاعات الإمتحان للإتصال بالخارج. وعن امكانية قطع شبكة الإتصال بالهاتف النقال خلال امتحانات البكالوريا مثلما أفاد به بعض إطارات القطاع أوضح نفس المسؤول أن وزارة التربية الوطنية لم تتوصل إلى إتفاق حول امكانية قطع الإتصال بشبكة الهاتف النقال لأن الأمر مرتبط بالحريات الشخصية للأفراد . من جانبه أكد مدير التربية للجزائر وسط نور الدين خالدي أن شبكة الإتصال عبر الهاتف النقال ستكون ضعيفة طيلة أيام الإمتحان داخل مراكز الإجراء بسبب استعمال أجهزة التشويش بمعدل جهاز واحد في كل مركز مشيرا إلى أن المديرية تحتوي على 56 جهاز تشويش. ومن جهة أخرى أشارالسيد خالدي أنه تم استحداث خلية أو قاعة للعمليات لمتابعة اي محاولة غش في الإمتحانات الرسمية. وتتمثل وظيفة هذه الخلية المزودة بتجهيزات تكنولوجية عالية في العمل بصفة مستمرة طيلة أيام الإمتحان على إعلام الجهات المركزية بكافة محاولات الغش الممكن تسجيلها. وأكد مدير التربية للجزائر وسط أنه سيتم إجراء تفتيش دقيق لجميع المترشحين لتجريدهم من جميع الوسائل الممكن جلبها للغش في الإمتحان.